لفتت صحيفة "الجمهورية" الى أنه "تتفاعل في الأوساط المسيحية والوطنية، قضيةُ وضع اليد على عقارات البطريركيّة المارونية في بلدة لاسا في جرود جبيل من قبل قوى الأمر الواقع، إذ إنّ هذه القضية لم تسلك طريقها نحو الحلّ النهائي بعد. ولعلّ أبرز المشكلات أو الخلافات المزمنة هي النزاع العقاري في بلدة لاسا، ووضع أفراد ينتمون إلى الطائفة الشيعية اليدَ على عقارات عائدة للبطريركية المارونية بالقوّة، وعدم رغبتهم بالإحتكام الى منطق القانون"، مشيرة الى أنه "لم تنفع أوراق التفاهم كلها ولا الاتّصالات، لا تحت الطاولة ولا فوقها، ولا الوساطات ومحاولات عدم جرّ منطقة جبيل الى فتنة مسيحية- شيعية في استرداد الحق لأصحابه".
وفي هذا السياق، شددت مصادر بكركي للصحيفة على أن "الكلام عن أن البطريركية المارونية تخلت عن أرضها في لاسا، هو محاولةٌ للتصويب على البطريرك مار بشارة بطرس الراعي والبطريركية، وللأسف فإنّ بعضاً من أبناء البطريركية يتولّى قيادة حملة التضليل هذه التي لا أساس لها من الصحّة"، مؤكدة أن "بكركي لم ولن تتخلّى عن شبر واحد من أراضي لاسا المسلوبة بالقوّة، ونحن متمسّكون بإحقاق الحق وعودته الى أصحابه، وهذا موضوع في صلب عقيدتنا وإيماننا".
ونفت "حصول أيّ مساومة على الأرض المحتلة"، كاشفة أنّ "الأمور ما زالت عالقة وتراوح مكانها ولم يحصل أيُّ تطوّرٍ إيجابي، وكل ما نفعله هو أننا نحاول إطفاءَ نار الفتنة المسيحية- الشيعية التي قد تندلع"، متمنية على "الفريق المقابل أن يساعدنا في هذا الملف، وكذلك نريد أن يتدخّل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ويتحمل مسؤولياته كاملةً تجاه هذا الملف المهم، وهو قادر على لعب الدور المطلوب منه، وهذه واجباته".
ودعت الدولة الى "تحمل مسؤولياتها وعدم التفرج على الإشكالات العقارية وبسط سيطرة مجموعة من الناس اليد على أراضي غيرها، ويتوجب على الدولة أيضاً إرسال مسّاحين إلى لاسا وتثبيت النقاط الحدوديّة بشكل نهائي وردع المعتدين، لأنّ هناك خرائط ووثائق تُظهر ملكيّة البطريركية لهذه الأرض"، منتقدة "تقصيرَ الدولة في هذا المجال وعدمَ قدرتها على مواجهة قوى الأمر الواقع مع أنّ الحق ظاهر مثل نور الشمس، مؤكدةً أنها ستفعل المستحيل للحفاظ على الأرض ولن تتنازل عن حقها وحق شعبها".