أشار رئيس حزب ​القوات اللبنانية​ ​سمير جعجع​ الى ان الاساس اليوم هو تأليف ​الحكومة​ بأسرع وقت ممكن، موضحا انه من دونها لا عمل في البلد، وأكد ان لا احد يستطيع تحجيم القوات بعد ​الانتخابات النيابية​، "وقد عدنا الى المربع الأول في ملف تشكيل الحكومة والمفاوضات حولها، ونحن اليوم نريد ثلث تمثيل المسيحيين فيها كما حصلنا على الثلث في الانتخابات النيابية، وعليه من حقنا الحصول على 5 وزراء من اصل 15 في الحكومة الثلاثينية. وشدّد على انه ليس من الوارد التفاوض على حصتنا".

"5 وزراء للقوات"

أوضح رئيس القوات اللبنانيّة خلال لقائه رابطة خريجي الاعلام بوجود "النشرة"، انه يؤيد اي معيار يتمّ وضعه بملف التأليف الحكومي شرط الالتزام به وتطبيقه على الجميع، مشيرا الى ان العديد من اللوائح التي خاضت الانتخابات خاضتها تحت عنوان "لوائح العهد"، وقد افرزت هذه الانتخابات نتائج واضحة، وقد نال ​التيار الوطني الحر​ 19 نائبا بأفضل الحسابات، والباقي للعهد ما يصل مجموعه الى 28 نائبا، واذا اخذنا معيار 4 وزراء لكل فريق تحصل القوات اللبنانيّة على 4 وزارات مقابل 5 وزراء للتيار الوطني الحر ووزيرين لرئيس الجمهورية (العماد ​ميشال عون​)، اي ما مجموعه 7 وزراء للتيار والعهد، لأنه لا يمكن احتساب عدد النواب مرّتين، ونحن مع اعطاء 8 وزراء للتيار والعهد و4 للقوات، يبقى 3 وزراء، 1 للمردة وآخر للكتائب والثالث من حصّة القوات التي تمثل وفق الاحصاءات لوحدها ثلث المسيحيين، مقابل 51 بالمئة للفريق الاخر. يضيف "لا نريد "بخشيشا" بالحكومة كما لا نريد اخذ وزرائنا".

"مرحلة التفاوض"

وعاد جعجع الى الوراء خلال مرحلة التفاوض على الحكومة قبل تقديم رئيس الحكومة المكلف (​سعد الحريري​) صيغته الحكوميّة الاولى الى الرئيس ميشال عون، مشيرا الى ان "الشيخ سعد ما في إلاّ على خالتو" (القوات)، وتابع انه حين تباحثنا في الملف الحكومي قال لنا ان "الوضع لا يحمُل ويجب تقديم التنازلات"، ونحن قدّمنا العديد منها بعد ان كنا نطالب بـ5 وزارات، واعتبرنا ان من غير المنطق ان 51 بالمئة من المسيحيين يأخذون المواقع الاساسيّة الثلاثة نائب رئيس الحكومة ووزارتين سياديتين، الا انه مع ضغوطات الحريري المتكرّرة وافقنا على 4 حقائب، 1 سياديّة و3 وازنة. وقد بذل رئيس الحكومة المكلّف جهدا لنحصل على وزارة الدفاع ولم يعترض احد على عكس بعض الادعاءات.

وتحدّث جعجع عن جولة المفاوضات الثانية وقال، "عرض علينا الحريري 4 وزارات خدماتية وازنة بلا سياديّة، وقد قدمنا تنازلا جديدا وعلى اثر ذلك قدم صيغته الحكوميّة الى الرئيس عون، الا انه تم رفضها ايضا، وبعد كل هذه المعطيات نسأل عن المُعطّل الرئيسي لتشكيل الحكومة"؟. لافتا الى ان العقبة الرئيسية للتشكيل هي التمثيل المسيحي، واذا حُلَّت من السهل بعدها حل العقدة الدرزية التي تأتي في المرتبة الثانية، وأضاف قائلا، شعارنا اليوم ثابت "لن نقبل ان يتم اعادتنا الى ما قبل الانتخابات، او ان يؤخَذَ منا ما حصلنا عليه فيها".

"باسيل يحضر لطارئ ما"

وردا على سؤال حول السبب لعدم التواصل المباشر بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانيّة" لحل المعضلة الحكومية، قال، "(وزير الخارجيّة في حكومة تصريف الأعمال جبران) باسيل لا يريد التواصل المباشر"، موضحا انه حين زار الرئيس عون في الاسابيع الماضية تمت مناقشة كل الملفات وقد طلب الرئيس التواصل مع باسيل، وعلى اثر ذلك أوفدت وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال ​ملحم الرياشي​ للقائه وقد حصل اللقاء بعد يومين وكان "سلبيًّا"، وعليه لا نستطيع فرض الموضوع بالقوّة.

واعتبر رئيس حزب القوّات ان "الوجود خارج الحكومة لأي فريق سياسي في الفترة الحالية مكسب بسبب الاوضاع الراهنة في البلد، ولكن لا أرى حاليا حكومة من دوننا رغم عمل البعض على هذا الخيار، الا انه لا يمكن تحقيقه". متّهمًا باسيل بالسعي للثلث المعطل في الحكومة "لكن العهد ليس بحاجة اليه، ومن الممكن ان يكون سعي رئيس التيار الوطني الحر للموضوع تحسبا لطارئ ما على صعيد ملفّ رئاسة الجمهورية في المستقبل". وأشار الى انه لا يرى اي تدخّل خارجي في ملف عرقلة التأليف، ونفى وجود ايادٍ سعودية او ايرانية في ملف التأليف.

ولفت الى وجود تفاهم مع التيار الوطني الحر ورئيسه ​جبران باسيل​ ينقسم الى قسمين: شق سياسي وآخر يتعلق بالمشاركة في السلطة والمناصفة بين التنظيمين، معتبرا ان باسيل تنصل من الاتفاق بحجة اننا ضد العهد، ومع تشكيل الحكومة تمّ التنصل من اتفاق معراب وقد وضع جانبا اليوم بشكل موقّت.

"القوات والعهد"

أضاف جعجع، "السؤال اليوم اين كنا ضد العهد؟ مؤكدا انه في ملف البواخر يجب اخراج الرئاسة منه، مشددا على ان الرئيس ميشال عون حريص اكثر منا على العلاقة الثنائية، واردف انه في ملف البواخر "طرحنا نقل الموضوع الى دائرة المناقصات منذ البداية وقد بحثنا الموضوع مع التيار الوطني 6 اشهر قبل عرضه على مجلس الوزراء، لاننا ضد الطريقة التي عرض بها الملف، وقد اكتشفنا ان معامل البرّ ارخص من البواخر، والحلّ اليوم هو الاخذ بتوصيات رئيس دائرة المناقصات جان العليّه المعروف بتوجهاته السياسية، وقد حارب الرئيس عون من اجل تعيينه، مع الاخذ ايضا بعين الاعتبار اننا لسنا الوحيدين الذين وقفنا ضد البواخر، بل ان حليف التيار "​حزب الله​" اعترض عليها ايضا، مع الاشارة الى انه في المواقف الاستراتيجية كانت القوات الداعم الابرز للعهد منذ البداية عبر التصويت للرئيس عون، وفي ملفات النازحين واستعادة الجنسية وقانون الانتخابات وبعض المواقف الاستراتيجية". واعتبر جعجع ان المشكلة الابرز اليوم وجود من يريد ان يأخذ أكبر من حجمه ويقزّم حجم الاخرين.

جعجع جدّد القول ان القوات هي من جاءت بالرئيس عون الى موقع رئاسة الجمهورية، لانه حين أيّدته كان ابعد ما يكون عنها، "ولو لم نفعل لكان رئيس تيار "​المردة​" سليمان فرنجيّة رئيسا خلال اسبوعين او 3 على الاكثر بعد التسوية الفرنسية–السعودية عليه، بعد الدعم الذي تلقّاه من رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، كما ان الرئيس الفرنسي الأسبق فرنسوا هولاند اتصل به مهنئا بالرئاسة". وشدد على ان الحديث عن معركة الرئاسة المقبلة هي فرضيات لا صحّة لها، لانه من الافضل اليوم حلّ ازمة السير واقساط المدارس والكهرباء وغيرها من الملفّات الشائكة.

وحول ملفّ الجلسة التشريعية، رأى جعجع ان الموضوع بحاجة الى المزيد من الدرس والتشاور مع الحلفاء لا سيما تيار "المستقبل"، وأكّد ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري يمثل القوات في هيئة مكتب المجلس.

رئيس حزب "القوات اللبنانية" أكّد ان القوات مستهدفة مثلما كانت أيام الوصاية السورية، الا انه اليوم لا توجد وصاية، "ونحن مستهدفون من قبل شخص او مجموعة اشخاص، الا انه في المقابل نحن منفتحون على اغلبية الافرقاء في لبنان، فعلاقتنا بتيار "المستقبل" و"الاشتراكي" بأفضل ما يكون ومع بري اكثر من مقبولة، كما انها مقبولة مع "المردة" وفي تحسن مستقبلاً، ومع "الكتائب" اقل ما يمكن القول عنها انها عادية، اما في ما خص "حزب الله" فهناك تقاطع في بعض الملفّات الداخلية، ومنها ملفّ الفساد الا ان الخلاف معهم استراتيجي بعيد المدى، ونحن نستطيع التفاهم مع باسيل وحلّ كل الخلافات خلال ساعة لانه لا خلافات استراتيجية على القضايا الرئيسيّة، الا انه مع حزب الله الوضع أصعب من ذلك بكثير. واعتبر ان لبنان وطن نهائي للجميع، ويجب ألاّ يكون هناك اجندات اخرى وهذا هو الاساس.

"​المحكمة الدولية​"

وفي ملف المحكمة الدولية في لبنان، أشار رئيس القوات ان الحريري قام بخطوات كبيرة وكان مرنّا في هذا المجال، كما ان المحكمة ليست ليست مزحة كي نتّهمها بأنها اسرائيلية او غيرها من التشبيهات، لان الموضوع ليس مراجل، فهناك 120 دولة ساهموا في تشكيلها مع وجود قضاة من 15 دولة. واعتبر انه من غير المنطقي تسمية شارع بإسم القيادي في حزب الله ​مصطفى بدر الدين​. مطالبًا الحزب باتخاذ موقف مماثل لموقف الحريري الكبير في هذه القضية.

وشدد جعجع على ان ملف المحكمة الدولية ليس هامشيا، لان هناك 70 بالمئة من اللبنانيين وفق الاحصاءات معها، ويجب اخذ الموضوع بعين الاعتبار لوجود 20 اغتيال ومحاولة اغتيال حصلت في لبنان، والامور على وضعها الحالي ليست مقبولة وعلى الطرف المعني (اي حزب الله) اخذ مبادرة في هذا الاتجاه.

"الاسد لن يبقى"

وعلى صعيد الملفّ السوري، رأى ان الرئيس السوري ​بشار الاسد​ لن يبقى في سدّة الحكم، واكبر دليل على ذلك انعقاد قّمتين في الفترة الاخيرة في سوتشي وايران بدونه، ما يعني انه خارج المعادلة السياسيّة، كما انه لم ينتهِ أيّ شيء في ​سوريا​ الى الان، بسبب التواجد التركي على طول الحدود الشمالية والتواجد الاميركي–الكردي شرق الفرات، والموضوع بحاجة الى حلّ سياسي شامل يخرج على اثره الجميع من سوريا.

وردا على سؤال حول العلاقات مع دمشق، أكّد ان مدير عام الامن العام ​اللواء عباس ابراهيم​ يقوم بما يلزم في الموضوع لحلّ الملفات العالقة بين البلدين، ونحن ضد التواصل المباشر مع الحكومة السورية. وشدد على ضرورة حلّ ملف النازحين بطرق اخرى، لان شهريا يولد اكثر من 3000 طفل سوري مقابل عودة المئات الى سوريا شهريا، ما يعني أن عدد السوريين الى ازدياد وليس الى تراجع. وقال، "الاسد لا يريد عودة النازحين بسبب الملف الديمغرافي في سوريا".

وختم جعجع بالتأكيد على عدم وجود خوف على ​الليرة اللبنانية​، متحدثا عن خيارات القوات الاستراتيجية في المرحلة المقبلة، والتي تركز على الملف الاقتصادي وعلى رأسها حلّ ازمة الكهرباء خلال 6 اشهر، ما يوفر على الخزينة ملياري دولار اميركي. وعتبر انه حتى الساعة لا يوجد أيّ علامة استفهام حول ملفّ النفط وهو محصّن، والمهم ان نقوم بما علينا في هذا الموضوع بعيدا عن التهويل بالاسرائيلي الذي يتخبّط في هذا القطاع.

*حديث جعجع جاء خلال لقائه رابطة خريجي الاعلام، وقد مثل "النشرة" الزميل أيمن شحادة.