كشفت مصادر لصحيفة "الشرق الأوسط" أن "إيران سارعت للدخول بقوة للاستثمار في المنطقة 101 جنوب شرقي حي المزة غرب العاصمة السورية دمشق، الواقعة خلف سفارتها القديمة والقريبة جداً من سفاراتها الجديدة على أوتوستراد المزة"، موضحة أن "أي شركة بإمكانها عقد شراكة مع "دمشق الشام القابضة" لتأسيس شركة جديدة لبناء وإعمار محضر ما، بحيث تقدم المحافظة الأرض ويقدم الشريك الأموال اللازمة لإعمارها، وتتحدد حصتهما من الشركة الجديدة بـ55 في المائة - 45 في المائة، أو 51 في المائة - 49 في المائة، بحسب موقع الأرض وحجم البناء".
وأكدت المصادر أن "إيرانيين ولبنانيين مقربين من إيران كان لهم السبق في مشروع المزة بساتين، حيث عملوا بشكل سريع على تأسيس شركات في سوريا مع شركاء سوريين يتحكمون بها من خلال عضويتهم بمجلس الإدارة وأسهمهم بها، أو من خلال رجال أعمال سوريين معروفين أو شخصيات أخرى لم تكن معروفة أبداً"، مشيرة إلى أن "من بين مالكي إحدى الشركات العقارية الذين يعملون مع الإيرانيين المدعو حسام إمام صاحب شركة "إنيريجي"، وهو من الذين يتعاونون بشكل مكثف مع الشركات الإيرانية".
وذكرت المصادر أنه "بعد انفراد إيران بتقرير مصير مدينة داريا عبر اتفاق مع قطر أفضى إلى تهجير فصائل المعارضة المسلحة والأهالي منها، ودخول المدينة دائرة النفوذ الإيراني، أبرم مسؤولون إيرانيون عقداً مع دمشق يقضي بإعمار 30 ألف وحدة سكنية في المدينة الواقعة ضمن المنطقة 102 من المرسوم 66"، لافتة إلى "اتفاق تطوير التعاون الدفاعي والتقني الذي أبرمه وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي مع دمشق خلال زيارته إليها أواخر الشهر الماضي، وتصريح الملحق العسكري الإيراني في دمشق العميد عبد القاسم علي نجاد بأن استمرار وجود مستشارين إيرانيين في سوريا هو أحد بنود الاتفاقية"، ورجحت أن يكون الاتفاق نص على "إسكان الضباط الإيرانيين في مربع أمني بمدينة داريا نظراً لقربها من مفاصل مواقع النفوذ الإيراني".
ولفتت المصادر الى أن "الروس عطلوا أكثر من مرة مساعي إيران لإنهاء وجود فصائل المعارضة المسلحة وتنظيمي داعش وهيئة تحرير الشام، في أحياء القدم والعسالي وشارع الثلاثين الواقعة ضمن المنطقة 102 من المرسوم 66، إلى أن حسمته روسيا مع ملفات مدينة الحجر الأسود ومخيم اليرموك وحي التضامن جنوب العاصمة وبلدات يلدا وببيلا وبيت سحم"، كاشفة أن "أنباء تسربت وبقوة عن أن الروس ستكون لهم ولشركاتهم والشخصيات ورجال الأعمال المتعاونين معهم الأولوية في أخذ عقود إعمار المحاضر والمقاسم في المنطقة 102، إضافة إلى الحجر الأسود ومخيم اليرموك".
وأشارت المصادر إلى أن "استبعاد الروس للإيرانيين من مناطق جنوب العاصمة أثار انزعاج الإيرانيين، لأنهم بذلك أحبطوا حلمهم الذي طالما سعوا إلى تنفيذه وهو مد نفوذهم إلى تلك المناطق وتشكيل ضاحية جنوبية مع منطقة السيدة زينب القريبة منها من الناحية الجنوبية شبيهة بـ"ضاحية بيروت" الجنوبية".
ووفق المصادر ذاتها، "فقد أدى التنافس الروسي - الإيراني حول إعادة الإعمار إلى مناورات غاية في التعقيد حول مصير غوطة دمشق الشرقية التي استعاد جيش النظام بداية الصيف الحالي السيطرة عليها وذلك تسبب في تجميد إعادة الأهالي لفترة طويلة إلى بعض مدنها وبلداتها وقراها، خصوصاً تلك الواقعة على طريق مطار دمشق الدولي"، مؤكدة أن "الخلاف الإيراني - الروسي هو ما أخر إعادة الأهالي إلى بلدة المليحة وقرية مرج السلطان وهي مناطق تعتبر إيران أنها حيوية من أجل مشروعها بالنسبة لمطار دمشق الدولي ومحيطه والرامي إلى تحويله لما يشبه مطار بيروت الدولي الذي يقع تحت السيطرة الأمنية والعسكرية والسياسية لحزب الله وحركة أمل والأمن العام اللبناني".
ولفتت إلى أن "الروس سيبقون الإيرانيين خارج بعض مناطق الغوطة الشرقية"، مضيفة: "شائعات ترددت بأن الروس ضمنوا إعادة إعمار حيي القابون، وتشرين (الدمشقيين والملاصقين للغوطة من الجهة الغربية)، حرستا، وأن النظام بصدد إصدار مراسيم إحداث مناطق تنظيمية جديدة في تلك المناطق بناء على القانون رقم 10، الذي صدر العام الحالي، ويعتبر تعديلاً للمرسوم 66، وينص على جواز إحداث منطقة تنظيمية أو أكثر ضمن المخطط التنظيمي العام للوحدات الإدارية، وذلك بمرسوم بناء على اقتراح وزير الإدارة المحلية والبيئة".