اشار نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي الى إنّ الكنيسة الأرثوذكسية "تعرضت، في تاريخها، إلى مؤامرات عدة. في البدء، كان تفتيت مدينة الله العظمى أنطاكيا، ففصلوها عن بلاد الشام. ثمّ أسقطوا مطارنة الطائفة الكبار ليأتوا بآخرين، فضلاً عن تحويلها إلى سلعة"، متهما "العقلين الأميركي والصهيوني"، مُضيفاً أنّ "الفكر الغربي داخل المؤسسة الأرثوذكسية تعمّق إلى درجة كبيرة جداً". أساس "المؤامرة"، بحسب الفرزلي، هي "ضرب كنيسة الأرض التي ولد فيها السيد المسيح، وتهجير الأرثوذكس من المنطقة، حتى يأتي من يقول - في لعبة السلام - إنّ مكة هي مرجعية المسلمين والفاتيكان مرجعية المسيحيين واليهود مرجعيتهم القدس".
واوضح الفرزلي في حديثه إلى "الأخبار" أنّها معركة الحفاظ على "مشرقية الكنيسة الأنطاكية، ومواجهة محاولات فصل الفرع عن الأصل، كما يحدث مع جامعة البلمند". ولفت الى ان هذه المعركة، "يجب أن تخوضها جماعة المؤمنين داخل الكنيسة الأرثوذكسية، أولاً بالدفاع عن وحدة أنطاكية. وثانياً مواجهة تسعير الخدمات. وثالثاً بإعادتها كنيسةً للفقراء وليس كنيسة الأغنياء، حيث أنّ من يملك قرشين يتحول إلى وجيه وناطقٍ باسم الطائفة. ورابعاً إعادة المجالس المُنتخبة من الشعب، لتُمارس الديموقراطية داخل الكنيسة، بعد أن عُطلّت عام 1972 بحجة الخوف من الشيوعية".
واعتبر ان الشرارة الأولى لوأد مُخطط الفصل، "يكون بفضحه، وبأن يكون صبرنا كبيراً، لأنّ الجناح الآخر مُتجذر داخل الكنيسة". ومن المفترض، أن تكون هذه التحديات حاضرة اليوم خلال اللقاء الثقافي السنوي السادس، الذي تُنظمه اللجنة الثقافية في اللقاء الأرثوذكسي.
يذكر انه في 3 تشرين الأول المقبل، ينعقد المجمع الأنطاكي الأرثوذكسي المقدّس، وعلى جدول أعماله ملّفات عدّة، قد يكون أهمّها اتخاذ موقف من الصراع المُستجد بين الكنيستين الشقيقتين، موسكو والقسطنطينية، على خلفية منح الأخيرة الكنيسة الأوكرانية الاستقلال الكنسي، وقرار البطريرك برثلماوس (القسطنطينية) تعيين أسقفين مُعتمدين لها في أوكرانيا. الكنيسة الروسية عدّت هذا الإجراء "تعدّياً" عليها، كون الكنيسة الأوكرانية تقع تحت سلطتها الكهنوتية.