التهدئة التي تكللت بلجنة ثنائية بين التيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي وباجتماعات ستكون دورية لتكريس الاستقرار وتهدئة النفوس في الجبل، يبدو انها وفق اوساط قيادية في التيار ستكون فاتحة خير وصفحة جديدة بين الحزبين وقد تكون مقدمة تمهيدية لحل ما يسمى "العقدة الدرزية" لا سيما ان النائب السابق وليد جنبلاط فتح "كوة" للنقاش مع التيار واعلن استعداداً "لتليين" موقفه بخصوص الحصة الدرزية الكاملة وجنبلاط بعث برسالة الى الوزير جبران باسيل انه لن يكون مشكلة او عقبة في تشكيل الحكومة فحلّوها مع القوات ونحن جاهزون. اي ان وليد بيك وفق الاوساط سيكون ايجابياً اذا ما كان "العرض" جيداً. وتلمح الاوساط الى ان الاشتراكي ابلغ انه راغب بوزارة خدماتية "دسمة" ووازنة الصحة او الاشغال واخرى خدماتية كالتربية او الشؤون الاجتماعية وتعيينات ادارية في مواقع عليا.
وحتى الساعة ورغم الاتفاق على عقد اجتماعات متلاحقة لتثبيت الهدنة، الا ان لا اجوبة او تفاوض كاملاً بين باسيل وجنبلاط ويبدو ان الجمود سمة الحكومة ككل فعندما يعاود الرئيس المكلف سعد الحريري اتصالاته ويحركها بشكل ينتج صيغة جديدة ومتطورة يمكن ان يكون هناك تفاوضاً حاسماً ونهائياً مع جنبلاط.
العلاقة المستجدة "ايجابياً" بين التيار والاشتراكي والحرص على ابقاء الهدنة بينهما مستمرة، يقابلها حرص برتقالي على علاقة جيدة بين التيار والعهد ورئيس مجلس النواب نبيه بري. والتيار متأكد وفق الاوساط ان في ظل العلاقة الجيدة مع الرئيس بري حليف الوزير جنبلاط لن يكون هناك مشكلة حكومية درزياً ويمكن لبري ان يتدخل ويجترح حلاً وعلى ما يبدو العقد الداخلية هي واجهة لعقد خارجية ولمحاولات اقليمية ودولية من البعض احراج العهد وحشره مع التيار في زاوية التعطيل الكيدي لتشكيل الحكومة.
العلاقة الممتازة بين الرئيسين عون وبري وفق الاوساط لم يعكرها تصريحان لكل من النائبين انور الخليل وياسين جابر تناولا فيهما في "مكان ما" السياسات التي يتبعها العهد وباسيل في مقاربة ملفات تشكيل الحكومة والكهرباء والبواخر وعدم تسهيلهما ما تردد عن عروض خارجية لبناء معامل بوقت قصير ويكلفة متدنية واقل بكثير من كلفة استجرار الطاقة من البواخر التركية. فالمعمل يبقى والباخرة ستذهب الى بلادها.
وتقول الاوساط اننا ابلغنا ان تصريحات النائبين الخليل وجابر لهما حيثيات خاصة وتعبر عن آراء شخصية لهما وليست نابعة من توجه "خاص" من الرئيس بري او كتلة التنمية والتحرير فما نعرفه ان تصريحات الخليل مرتبطة بتصور كان عرض لحل المشكلة الدرزية الحكومية ولم يسر به باسيل. وامتنع التيار عن الرد على الخليل بعد توضيحه "الجانب الشخصي" في حديثه.
اما جابر فتقول الاوساط انه تم الرد عليه بالوقائع وتم تفنيد مزاعم الجهات التي تحدثت عن عرض غير موجود من سيمنز ولم نعتبر كلام جابر كلام رسمياً او رسالة من بري الى عون.
وتؤكد الاوساط ان الخلاف في ملف الكهرباء مع بري وجنبلاط موجود منذ فترة لكن العلاقة السياسية مع العهد ممتازة ولا تشوبها شائبة حيث يلتقي النواب في اللجان وخلال جلسات لقاء الاربعاء النيابي.
وفي حين لا تنكر الاوساط ان التيار "رتب اموره" مع امل والاشتراكي وانتقل الى التفرغ لمواجهة القوات وتغيير "وضعيته القتالية" من ضفة الدفاع في وجه "هجمات" القوات الى موقع الهجوم حفاظاً على المصالحة المسيحية، تقول ان القوات كشفت عن توجهاتها الحقيقية وبدأت بمهاجمة العهد مباشرة تارة بالفساد وتحميله مسؤولية استمراره وتارة اخرى في ملف الاستشفاء والادوية السرطانية. فقبل ذلك لجأ الدكتور سمير جعجع الى اعتماد فصل بين باسيل وعون لم يلق صدى ولم يتأثر احد به. فالقوات اليوم تشن حرب واسعة على باسيل والعهد وتصوب على الاخير بكل ما اوتيت من قوة من بوابة اسقاط اتفاق معراب الى الحصة الحكومية غير الواقعية وصولاً الى تضارب واضح في ممارسة العمل الحكومي والبرلماني. وتكشف الاوساط ان التيار سيصعد من مواجهة القوات اذا بقيت على ممارساتها واستهداف العهد على عكس الادعاء بدعمه والحفاظ على موقعه الجامع بعد انتخاب الرئيس عون. فما نراه سعياً الى السلطة ونهماً الى المواقع ولم نر اين وكيف ومتى حمت القوات العهد وحافظت عليه وعلى المسيحيين. وتختم بالقول هذا الخلاف لا يجب ان ينعكس على الحكومة فعندما يحين آوان التشكيل لا يمكن لا للقوات ولا لغيرها تعطيلها!