أكد وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني، ممثلاً رئيس الجمهورية ميشال عون خلال تكريم نقابتي الصحافة والمحرّرين وجامعة الاداب والعلوم والتكنولوجياAUL في لبنان في صرحها في الدكوانة لرسل الصحافة في يوبيلهم الذهبي، انه "كلّفني الرئيس عون فشَرفنِي بتمثيلهِ في احتفال تكِريمكم، بَعد أكْثر من نصف قرن مِن العطاء الفكرِي والثّقافي والصحافي والاعلامي".
واشار الى انه "لا فكر بدون عقل ولا تاريخ بدون عقلانِيَّة تاريخِية ولا رقِّي وتقدّم وتغيير بدون فكر والفكر مُحرّك التّارِيخِ يَرْوِي هيغل هذه الرواية عن نبوليون".
كما نوه الى "اننا هنا في حضْرة جامِعَة أَرادتْ أَن تُشَارِك نقابَتي الصحافَة والمحررينَ، بتكْرِيم رسلِ الصحافة الذِي أَرى من الأفضلِ أَن نطْلِق علَيهم بنَاة الصّحَافَة اللّبنانِيّة والعربِية والفرانكوفونيّة والأنغلوفونية"، ذاكراً "أنني لَن أتحَدث عن كل واحِد منْكُم، ولَكِن لكل واحِدَة وواحِد منْكُم أَقُول، أَنْت أَنْت أَيْقُونة في لُبْنَان ولَيْس في الصحَافَةِ فَقَطْ، لكن ولكم انقل تحيات الرئيس عون".
وتابع بالقول انه "اعطانا في عالم اليوم عالم التواصل والاتصال رسلاً مثلكم ما عملوا للهدم بل للبناء من خلال نقد وليس من خلال تجريح وابتزاز وتشهير"، لافتاً الى ان "الشكر لنقابتي الصحافة والمحررين وللنقيبين العزيزين عوني الكعكي والياس عون على بادرتكما، لتكريم ايقونات الصحافة اللبنانية الذين يستحقون تكريماً من وطنهم، وليس وساماً بل ايضاً شيخوخة كريمة".
وشدد تويني على انه "نعم تكريمكم هو تكريم للبنان الذي ناضلتم وقاومتم بقلمكم من اجل بقائه ومن اجل حريته واستقلاله وسيادته، ولكم اقول ان مروركم في تاريخ الصحافة اللبنانية لم يكن مرور كرام بل كان مروركم فيها كريماً"، لافتاً الى انه "معكم انطلقت وبكم استمرت وتطورت ونأمل لحاضرها ومستقبلها ان يكون مصاناً في عهد جبيل نريده أن يكون متحمساً لا متهوراً، خصوصاً ان عالم اليوم بات فيه كل انسان صحافياً نتيجة للتطور التطنولوجي والرقمي والعالم باتت ابوابه مشرعة على كل الاخبار والاحداث والتطورات".
من جهته، أكد الكعكي، أن "هذا التكريم يقع في قلوبنا وقع الندى، خصوصًا وأنه يأتي من المجتمع المدني، وبالذات من حيث تنهل المعرفة مضمّخةً بعطور الأبحاث الجامعية والشهادات العالية"، لافتاً الى انه "ولأنه يتناول، بالتحية، زملاءنا الأماجد الذين سلخوا عقودًا طويلة، من أعمارهم المديدة بإذن الله، في خدمة هذا الوطن الفريد بين الأوطان، جنودًا مجهولين حينًا ومعروفين أحيانًا في بلاط صاحبة الجلالة".
ونوه الى "انني أعرف هؤلاء الزملاء الأحباء جميعًا وأُكبر فيهم نضالهم الطويل من أجل إعلاء شأن الكلمة التي كانت "في البدء"، والتي هي ربيبة لبنان، هذا الوطن الخلاَّق، الذي له مع الكلمة حكاية ولعٍ وغرامٍ وابتكار، منذ أن جسّدها أبناء جبيل حروفًا، فنقلوا هذه الكلمة من الخيال إلى الواقع المجسّم أشكالاً ورموزًا تملأ العين بعدما كانت وقفًا على ما تسمعه الأذن"، موضحاً "أنني إنني أعرف هؤلاء الزملاء المكرَّمين لأضيف أنهم المستحقون، وهم الذين أسهموا في وضع المداميك الأساس لما بلغته صحافتنا من ألق وتفوُّق، يوم كانت عبارة "هذا صحافي لبناني" دليلاً على الفخار والريادة والاعتزاز".
وختم بالقول انه "فإلى زملائنا التهاني والتبريكات، وإلى جامعة الآداب والعلوم والتكنولوجيا في لبنان – الدكوانة، أطيب آيات الشكر، وإلى العميد أنطوان نجيم التقدير الخاص لما بذله من جهد وتفانٍ لإنجاح هذه المناسبة النبيلة".
من جهته، لفت نقيب المحررين الياس عون، الى أنه "كيف لا يفرحُ قلبي ولا تطيبُ نفسي، وأنا الآن قبالةَ جمهورٍ، وفَدَ الى رحاب هذه الجامعة المرموقة، للإحتفاء بتكريم شِلّه من الصحافيين، وقد مرَّ على جهادهم في حقل الصحافة، ما ينوفُ على خمسين عاما؟ ولمَ لا تغمرُ كياني الغبطةُ والسعادةُ، وأنا من المشاركين في هذا التكريم، ومن المؤكدين على جدارةِ هؤلاءِ الصحافيين، بهذا التكريم، نظراً لما قدمّوا من تضحياتٍ جُلّى في هذا المسارِ الصعبِ والشاقّ".
كما اشار الى انه "عن الصحافة اللبنانية، فإنها كانت وما زالت من أعرق الصحف في العالم العربي وقد تأثر بها هذا العالم، من ناحية شيوع الجرائد والمجلات فيه لا أحدَ ينكر حضورَ الصحافة الدائمَ والقويَّ في قلب الحدث، وتأثيرَها الفعّال في التطوّراتِ السياسيةِ والاجتماعيةِ والاقتصاديةِ والثقافيةِ إنْ على صعيدِ الأنظمة، أو على صعيدِ تحوّلِ وتبدّل هذه الأنظمةِ، والوقوفِ منها موقفَ الموالي أو موقفَ المعارض، وما ينتجُ عن ذلك من تجييشٍ شعبي مع أو ضدّ".
وتابع بالقول "احبائي، الصحافةُ أبداً في المرصاد، وهي العينُ الساهرةُ، والخطى المتابعةُ والمواكبةُ لكلِّ طارئ على معظم الأوضاع والأحوال. إنهّا المرهوبةُ الجانبِ لدرجة أنها حظيتْ بإستحقاقٍ كلّي لقبَ السلطة الرابعة، هي سلطةٌ، إذن هي في لُبِّ الحكم، ما هو صالح له، وما هو طالح عليه وفي أمور كثيرة، لها الرأي المأخوذ به، والمسموع من أعلى درجات السلطة"، ذاكراً انه "أيها الحفلُ الكريم، الصحافةُ هي سريرٌ للكلمة التي هي الملكةُ بأبهة ومجد وعزّة، ولكن ويا للأسف الصحافةُ اليومَ في انحدارٍ لأسباب كثيرةٍ، ولكنْ تمثلاً بقول أرنست همنغواي في كتابه "الشيخ والبحر" الانسان يُحطّم ولكنّه لا يُهزمُ، وهكذا الصحافةُ تحطَمُ ولكنها لا تُهزمُ ولن تُهزمَ، وبرأيي ستجدِّدُ كالنسر شبابَها، وتعودُ أقوى صوتاً، وأشدَّ حضوراً، ولمعاناً وتألقاً. الصحافةُ لم تكن يوماً في هيكل المطمئنِّ، والمستريحِ، والآمنِ".