أكّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الّذي التقى بالشبيبة المارونية الّتي تعقد مؤتمرها في كندا، والّتي عبّرت له عن "مدى أهمية التواصل مع الكنيسة الأم، والحفاظ على الهوية والجذور الإيمانية والمشرقية والتاريخية"، كما عرضت له شؤونها وشجونها، أنّ "الوصايا تدلنا على الطريق"، مستذكرًا ما وصف به البابا القديس يوحنا بولس الثاني الشباب، ألا وهو أنّهم "عمر القرار"، مستشهدًا بإيمان المرأة الكنعانية وإيمان أعمى أريحا، الّذي خلصهما".
وتوجّه البطريرك الراعي إلى الشبيبة، بالقول: "يكفي أن نسمع عن يسوع ونحكي معه، وهو يكمل دوره في حياتنا. ففي الكنيسة، نحن ننال النعمة من خلال التجدّد بالروح القدس حتّى ننطلق في المجتمع. ويسوع يطلب منّا أن نعيش معه بحبّ وإيمان".
ولفت إلى "أنّنا نعرف يسوع ونلتقي به لأنّه جاء ليخلّصنا، وهو إلهنا معنا"، منوّهًا إلى أنّ "البابا القديس يوحنا بولس الثاني يقول: إنّ طريق يسوع هو الإنسان، لذلك الإنسان هو طريق المسيح، وهو طريق الكنيسة". وشكر "العمل الجبار الّذي يقوم به راعي أبرشية مار مارون في كندا المطران بول مروان تابت، الّذي يضع الشبيبة على طريق المسيح ويحتضنهم بمحبة أبوية"، مركّزًا على أنّ "معنى الفرد يعني أنّ كلّ واحد منّا منفرد وعليه أن يعيش فرادته مع يسوع".
كما رأى اراعي أنّ "الإيمان الّذي فيه رجاء هو هدية من ربنا لنا، والرجاء والمحبة والإيمان هدية شخصية مجانية كي نؤمن بالرب ونثبت في حبه اللامتناهي"، داعيًا الشبيبة إلى "السير مع المسيح بإيمان وإعطائه المجال للقاء به"، مؤكّدًا "أنّنا نعيش في مجتمع مثقّف، وعلينا أن نعيش في المجتمع إيماننا المسيحي، وأن تكون الكنيسة نقطة ارتكازنا، وأن نحيا هويّتنا وجذورنا وشخصيّتنا، كي نغني مجتمعاتنا".
من جهة ثانية، حضّ الشبيبة، على أن "تحمي هويتها وتكون عنصرًا فعّالاً في المجتمع الّذي قدّم الفرصة لأهلنا ولنا"، ودعاها كي تعطي كندا، "المجتمع الّذي أعطاها الكثير، وتساعده بالقيم الروحية والدينية والاجتماعية".
بعد ذلك، ترأس الراعي، قداسًا في كاتدرائية مار مارون في مونتريال على نية الشبيبة، عاونه فيه النائب البطريركي المطران بولس صياح، المطران تابت والقيم العام الأب شربل جعجع.
بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة شدّد فيها على "أهمية التعلّق بالقيم الروحية في حياتنا وبتعاليم السيد المسيح"، لافتًا إلى أنّ "الكنيسة الحجرية تجمع الكنيسة البشرية"، داعيًا إلى "ضرورة أن نشهد في حياتنا الاجتماعية والعائلية لتعاليم يسوع المخلص".
وينهي الراعي مساء، زيارته الرعوية إلى مونتريال في كندا، متوجّهًا إلى تورنتو المحطة الأخيرة، يرافقه المطران تابت، المدبر العام في الرهبانية اللبنانية المارونية طوني فخري والوفد المرافق، الّتي تستمرّ حتّى مساء الاثنين، وينتقل بعدها إلى روما للمشاركة في عدد من الاجتماعات الكنسية، ليعود بعدها نهاية شهر تشرين الأول إلى لبنان.