أتت خطوة وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل باصطحابه سفراء الدول الى موقع العهد، الذي تذرّع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن "حزب الله" يضع فيه منصات صواريخ دقيقة وغير دقيقة، قاطعاً بذلك الطريق على الاسرائيلي لأن يتخذ من هذه المسألة ذريعة لشنّ أي حرب على لبنان تحت هذه الحجّة.
باسيل وفي جولته أرسل مجموعة رسائل الى الداخل والمجتمع الدولي عبر السفراء المتواجدين، مفادها أن "الذرائع التي قدمتها اسرائيل من على منبر الامم المتحدة واهية" لا بل أكثر "إن أي حرب مقبلة ستكون على الدولة والشعب اللبناني وليس على حزب الله وحده". أمام هذا المشهد المختلف الذي رسمه وزير الخارجية يبقى السؤال: لماذا تحرّك بهذا الشكل اللافت مع العلم أن التهديدات الاسرائيلية ليست جديدة؟ هل من معلومات عن استهداف جدي للبنان؟.
أداء دبلوماسي جديد
"ما قام به باسيل هو صورة غير مسبوقة بتاريخ الاداء الدبلوماسي حول ما يسمى بالمسؤولية الوطنية". هذا ما يراه الكاتب والمحلل السياسي وسيم بزي عبر "النشرة"، لافتاً الى أن "هدف نتانياهو هو إيجاد شرخ بين الدولة والشعب من جهة والمقاومة من جهة أخرى لذلك صمتت المقاومة لان العدو الاسرائيلي قد يهدف الى استدراجها وتقدمت الدولة عبر باسيل". في حين أن البرفسور في العلاقات الدولية جمال واكيم رأى أن "جولة باسيل التي جمعت السفراء باستثناء السفيرة الاميركية جاءت لتدعيم وجهة النظر اللبنانية وتكذّب مزاعم اسرائيل في حال نشوب أي مواجهة عسكرية معها"، مشيراً الى أن "باسيل نجح فيما أراده، وذلك ظهر من خلال تصريح السفير الروسي الكسندر زاسبيكين الذي بارك الخطوة وهذا يدل أن وزير الخارجيّة حقق الخرق المطلوب في مسألة المزاعم الاسرائيلية".
الداخل اللبناني مستهدف
بحسب وسيم بزي، فإن "ما قام به وزير الخارجية في موضوع اسرائيل قد يوازي أو يفوق ما قام به عند احتجاز رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري"، لافتاً الى أنه "أعطى نموذجا كيف يكون المسؤول وكيف تقوى الوطنية على الأهداف الحثيثة للعدو الاسرائيلي، خصوصا وهو يحاول أن يشرعن عمليّة استهداف الدولة عبر القول ان مطارها مستباح من صواريخ حزب الله". بدوره جمال واكيم يشير الى أنه "وبالمنطق الأميركي فإن أميركا ستخرج من سوريا خالية الوفاض،وحتّى لا ترتاح سوريا يريد أن يخلق خاصرة نازفة لإيران بالعراق وخاصرة نازفة لسوريا بلبنان"، مضيفا، "الأميركي يلعب في الداخل اللبناني من خلال الضغط عليه اقتصادياً وفي حال لم يحقّق الهدف المنشود فعندها تصبح الضربة الاسرائيلية ضرورية".
تطيير الحزب من الحكومة
يشرح جمال واكيم أن "هناك شرطاً أساسياً ألاّ يكون "حزب الله" جزءا من الحكومة، وفي حال حصل ذلك فإن البيان الوزاري لن يعطي الغطاء الشرعي لعمله، وبالتالي فإنّ السلاح الوحيد لمواجهة اسرائيل هو سلاح الجيش الذي وحتى الساعة لاقرار بتزويده بالاسلحة اللازمة لمواجهة العدو الاسرائيلي"، مؤكدا أن "إحدى الاهداف قد يكون الدفع باتجاه "السلام" ومن ضمن الشروط توطين الفلسطينيين عبر تفجير الوضع الداخلي عبر النازحين السوريين"، معتبرا أن "إطلاق عمليّة العودة لهؤلاء تساهم بشكل أو بآخر بالتخفيف من هذا التفجير".
لا يمكن أن يمرّ ما قام به وزير الخارجية جبران باسيل مرور الكرام، فهو استطاع ردّ المزاعم الإسرائيليّة، لتبقى العين على الضغط الاقتصادي الذي يمارس، وهنا السؤال الذي يطرح "ماذا بعد هذا كلّه"؟!.