لا يترك الإحتلال الإسرائيلي بجيشه ومستوطنيه، وسيلة إلا ويستخدمها ضد الفلسطينيين الثابتين في أرضهم، صموداً بمواجهة مخطّطاته ومؤامراته، الهادفة إلى اقتلاعهم من وطنهم، وطردهم من أرضهم، وهدم بيوتهم والاستيلاء عليها، بحجج وذرائع وقوانين واهية، تُصنّف في خانة التطهير العرقي الجماعي العنصري، وجرائم الحرب والإبادة.
وبعدما انتهت (أمس الأوّل) مهلة "المحكمة العليا" الإسرائيلية، بهدم قرية الخان الأحمر - شرقي القدس بأيدي أهلها ومغادرتهم قريتهم، وهو ما يرفضه الأهالي والمتضامنون الفلسطينيون والأجانب، حتى ارتكب مستوطنو "كفار أدوميم" جريمة جديدة ضد أهالي القرية، بفتح مياه الصرف الصحي "العادمة"، باتجاه أراضيها من الجهة الشرقية للقرية، كوسيلة ضغط جديدة على الأهالي للرحيل عنها.
هذه الجريمة المتعمّدة، بتجميع مياه الصرف الصحي الآسنة، تُلحِق أضراراً بأراضي القرية، وتتسبّب بأمراض لأهلها من البعوض والحشرات التي تنتشر في المساكن، فضلاً عن خطر الروائح النتنة، إضافة إلى
تهديد حياة المواشي، التي تهرع إلى مستنقع المياه الآسنة للشرب منه، في ظل شح المياه، ما يؤدي إلى إصابتها بأمراض.
وعلى الرغم من خطورة هذه الخطوة، التي تُعتبر سلاحاً جديداً يستخدمه المستوطنون، في ظل توفير حماية سلطات الإحتلال السياسية والقضائية وقوّاته وشرطته، إلا أنّ الأهالي، أكدوا صمودهم في قريتهم مهما عبث الإحتلال، وهم مستمرّون في تنفيذ اعتصامهم المفتوح في خيمة القرية، والذي تجاوز الـ100 يوم.
في غضون ذلك، سُجّلت مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوّات الإحتلال، في أكثر من منطقة من الضفة الغربية، وذلك خلال محاولة قمعها مسيرة سلمية عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة في الضفة الغربية المحتلة، انطلقت تنديداً بـ"قانون القومية" العنصري، ومساندة لقرية الخان الأحمر في تصديها لمؤامرة الإحتلال.
وفي موقف هام، اعتبرت "منظّمة العفو الدولية" أمس (الثلاثاء) أن "عملية هدم قرية الخان الأحمر، والتهجير القسري لسكانها، لإفساح الطريق أمام بناء المستوطنات اليهودية غير القانونية، بمثابة جريمة حرب تُثبت ازدراء الحكومة الإسرائيلية التام بالفلسطينيين".
ورأى نائب مديرة "برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظّمة العفو الدولية" صالح حجازي أنّ "هذا العمل لا يتّسم بالقسوة الفظيعة والظلم فحسب؛ بل إنّه غير قانوني أيضاً، فالتهجير القسري لتجمّعات الخان
الأحمر يمثّل جريمة حرب، ويجب على إسرائيل أنْ تضع حدّاً لسياستها المتمثّلة في هدم منازل الفلسطينيين، وتدمير مصادر رزقهم؛ لإفساح الطريق أمام بناء المستوطنات".
وقال حجازي: "بعد ما يقرب من عشر سنوات من الكفاح ضد الظلم الذي تمثّله عمليات الهدم هذه، يقترب سكان الخان الأحمر من يوم الخراب، عندما يرون منازل أجيالهم مهدّمة أمام أعينهم".
وأكدت "منظّمة العفو" أنّ "سياسات إسرائيل الهادفة إلى توطين المستوطنين الإسرائيليين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتدمير الممتلكات بصورة عشوائية، والتهجير القسري للفلسطينيين الذين يعيشون تحت الإحتلال، تنتهك اتفاقية جنيف الرابعة، وتعتبر جرائم حرب مدرجة في النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية".
وكانت "منظّمة العفو الدولية" و"منظّمة صوت اليهود من أجل السلام" قد أطلقت أمس الأول حملة كبيرة على "تويتر" استهدفت وحدة وزارة الجيش الإسرائيلية المسؤولة عن تنفيذ قرار الهدم.
وبحسب المنظّمة فقد "قامت إسرائيل منذ عام 1967، بإخلاء وتهجير مجتمعات بأكملها بالقوّة، وهدمت أكثر من 50 ألف منزل ومنشآت فلسطينية".
إلى ذلك، طالب 112 عضواً في الكونغرس الأميركي، في رسالة وجّهوها إلى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، بـ"التراجع عن قرار وقف دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، وعن
وقف دعم مستشفيات مدينة القدس المحتلة، باعتبار قرار وقف التمويل عن وكالة "الأونروا" وإعادة برمجة المساعدات الخارجية الثنائية بعيداً عن الضفة الغربية وقطاع غزّة، يهدّد استقرار المنطقة، ويقوض قدرة الولايات المتحدة على تسيير المفاوضات".
وقد أرخت التقليصات التي تعرّضت لها موازنة "الأونروا" إلى تراجع الخدمات في بعض مناطق عملها.
ونفّذ العاملون في وكالة "الأونروا" في قطاع غزّة إضراباً شاملاً عن العمل، بدأ أمس (الثلاثاء) ويستمر إلى اليوم (الأربعاء)، وذلك استجابة لقرار من الاتحاد، بعد وصول المفاوضات مع إدارة "الأونروا" حول قضية فصل مئات الموظّفين إلى طريق مسدود، وإقدام إدارة "الأونروا" على اتخاذ إجراءات عقابية بحق بعض المشاركين في الاحتجاجات.
ونتيجة الإضراب توقّف نحو ربع مليون تلميذ عن التوجّه إلى مدارسهم، فيما أغلقت المراكز الصحية والخدماتية أبوابها.
وقامت "الأونروا" بسحب بعض موظفيها الدوليين مؤقتاً.
إلى ذلك، حطّت الأسيرة المحرّرة عهد التميمي، رحالها في تونس، حيث استقبلها الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي.
وأكد الرئيس التونسي على دعم تونس للفلسطينيين وحقّهم في إقامة دولة ذات سيادة وعاصمتها القدس.
وكانت التميمي قد وصلت إلى "مطار تونس قرطاج الدولي"، مساء أمس الأوّل (الإثنين)، في زيارة تلبية لدعوة تلقتها من الرئيس السبسي.