لفت الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري، خلال تلبيته دعوة رئيس قسم محافظة لبنان الشمالي لقمان الكردي، إلى غداء تكريمي أقامه على شرفه في بلدة البرج، إلى أنّ "رئيس الوزراء المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري في مقابلته التلفزيونية الأخيرة، كان واضحًا وصريحًا، يتكلّم من دون كفوف، ويعلن من جديد ثوابت "تيار المستقبل" في الحفاظ على اتفاق الطائف وضمان السلم الأهلي والمحافظة على اقتصاد البلد وعلى الليرة، ويقول إنّ هذا البلد هو بلد التسويات المرحلية، ولا يمكن أن يُحكم بالخلافات، لأنّ تركيبة هذا البلد هي تركيبة توافقية تحتّم على الجميع التعاون من أجل تسيير مصالح الناس".
وركّز على أنّ "الحريري مصرّ على تشكيل حكومة تضمّ كلّ الجهات السياسية، لأنّ المرحلة تستوجب أن يتحمّل الجميع مسؤوليّاتهم"، مشيرًا إلى أنّ "واجب كلّ الأحزاب والجهات أن تشبك الأيادي، لأنّ الويلات إذا حلّت على البلد، ستحلّ على كلّ البلد وكلّ الشعب، وليس على جهة بعينها".
وأكّد أحمد الحريري أنّه "مهما علا صوت البعض، ومهما هدّدوا وحاولوا إقصاءنا، نقول لهم إنّ سعد الحريري لا يخاف إلّا من ربنا ولا ينحني إلّا لربنا، وهكذا كان رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري من قبله، لأنّ إيمانهما كبير بهذا البلد، وإيمانهما كبير بديننا الصحيح الّذي هو عزتنا وكرامتنا".
والغداء التكريمي جاء ضمن جولة للحريري في طرابلس وعكار، استهلّها بزيارة دارة المفتي القاضي أسامة الرفاعي، حيث بحث معه في التطورات السياسية والشؤون الشمالية. ومن ثمّ تفقّد في عكار، دائرة الأوقاف الإسلامية في حلبا، حيث كان في استقباله رئيسها الشيخ مالك جديدة وأعضاؤها، قبل أن ينتقل وإياهم لتأدية صلاة الجمعة في مسجد حلبا الكبير.
من البرج، إنتقل الحريري إلى مقرّ "تيار المستقبل" في خريبة الجندي، حيث مثّل رئيس الحكومة المكلف في حفل تكريم الحجاج الّذي نظّمته منسقية عكار، في حضور حاشد.
ونوّه إلى أنّ "في الأمس سمعنا الحريري يقارب تأليف الحكومة وكلّ الملفات بمسؤولية وطنية، كي يقول "صار الوقت" كي يتواضع الجميع ويضحّي ويتحمّل مسؤوليّته في إنقاذ لبنان والنهوض بواقعه الاقتصادي والاجتماعي والخدماتي"، مشدّدًا على أنّ "الأيام العشرة الّتي حدّدها الحريري لتأليف الحكومة برسم الجميع".
وأوضح أنّ "البلد ما عاد يحتمّل ترف حقيبة بالزائد أو بالناقص، وكلام رئيس الحكومة المكلف جرس إنذار للجميع، بأنّ وقت الجدّ قد حان ولم يعد هناك من هامش للمناورة أو المغامرة، فلا يعقل أن تكون مشاريع "سيدر" تنتظر على باب تأليف الحكومة، من أجل إنماء المناطق والنهوض بالاقتصاد وتأمين فرص العمل للبنانيين، ونحن نقفل الباب ونتلهى بخلافاتنا من أجل وزارة من هنا أو وزارة من هناك".
كما أكّد أنّ "هناك فرصة ذهبية اليوم لتزخيم التسوية وتحصينها بالتوافق السياسي، وبالتالي وضع البلد على سكة النهوض الاقتصادي، والجميع أمام مسؤولية تلقف هذه الفرصة. وكما رأينا في كلام الحريري الّذي يعبّر عن "تيار المستقبل" ونهج رفيق الحريري، حماية البلد أهمّ من أي شيء آخر، رغم أنّ الفريق الآخر تمادى وما زال يتمادى، ولكن السؤال: هل المواجهة هي الحل؟ أم أنّ نتيجة المواجهة ستكون كارثية على البلد والاقتصاد والناس؟".
وبيّن الحريري أنّ "من أجل ذلك، اخترنا الصبر والحكمة والعقل لإدارة الأزمة وإدارة الخلاف، بعد أن اختبرنا كلّ وجوه الأزمة وتداعياتها في السنين الماضية، والسياسة فن الممكن، إلى أن يخلق الله ما لا تعلمون".