تضغط الإدارة الأميركية على القيادة الفلسطينية، الرافضة لـ"صفقة القرن"، بإقرار قوانين جديدة، لاعتقادها بأنّ مثل هذه الأساليب، ستسفر عن النيل من عزيمة الفلسطينيين، وإصرارهم على التصدّي لمحاولات تصفية قضيتهم العادلة، وهو ما يُوَاجهه الفلسطينيون بصمود محصّن بقرارات دولية وموقف يُؤكّد الثوابت، التي ستتم ترجمتها إلى قرارات خلال اجتماعات الأطر الفلسطينية، التي تتوّج بالدورة الـ30 للمجلس المركزي لـ"منظّمة التحرير الفلسطينية"، التي تقرّر عقدها يومي الأحد والإثنين 28 و29 الجاري، في مدينة رام الله بالضفة الغربية، في ضوء التوافق الذي جرى بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون، حيث سيتم خلال هذه الدورة وضع آليات تنفيذية لمواجهة الهجمة الشرسة، التي تستهدف القضية الفلسطينية.
وقد أقرّت الولايات المتحدة الأميركية قانوناً جديداً "يُتيح للمواطنين الأميركيين، الذين أُصيبوا أو لحقتهم أضرار أو قُتِلَ أحد أقاربهم في عمليات، أنْ يقدّموا شكوى ضد أي دولة أو منظّمة تحصل على مساعدات أمنية من الولايات المتحدة".
وبموجب القانون الجديد، الذي أقرّه الكونغرس نهاية شهر أيلول الماضي، ووقّعه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فإنّ السلطة الفلسطينية معرّضة لتقديم دعاوى ضدّها، في المحاكم الأميركية، تتعلّق بعمليات نُفِّذَتْ خلال عشرات السنوات الأخيرة.
وحتى تتجنّب السلطة هذا القانون، يمكن أنْ تتخلّى عن الدعم الأميركي لعناصرها الأمنية، علماً بأنّ الجرائم التي يرتكبها الإحتلال الإسرائيلي مغطّاة من الإدارة الأميركية، والمساعدات التي تُقدّم له مستثناة، وتُدفع دون أي تأخير.
في غضون ذلك، تحوّل منفّذ العملية البطولية أشرف وليد سليمان نعالوة، إلى "شبح" لدى قوّات الإحتلال الإسرائيلي، التي فشلت حتى الآن بالتمكّن من العثور عليه، أو تحديد موقع تواريه بعد تنفيذ العملية في المنطقة الصناعية بجوار مستوطنتي "بركان" و"آرييل"، بالقرب من سلفيت - شمال نابلس، ما أدّى إلى مقتل المستوطنين كيم ليفينغروند يهزكل (28 عاماً) وزيف هاغبي (35 عاماً) وإصابة مستوطنة كانت مختبئة تحت الطاولة، وتبلغ من العمر 54 عاماً.
وما زالت التحقيقات الإسرائيلية حول كيفية تمكّن الشاب أشرف من تنفيذ العملية بمفرده، ومغادرة المصنع بعدها، وهو يحمل السلاح الذي استخدمه، من نوع "كارلو"، الذي يجري تصنيعه يدوياً، خاصة أنّه غير مُدرَج سابقاً في قوائم الشبهات الأمنية لدى الإحتلال الإسرائيلي.
وأيضاً تمكُّن المنفّذ أشرف من الاستمرار في التواري، على الرغم من مداهمة الإحتلال لمنزل العائلة في حيّ القطاين بضاحية الشويكة – طول كرم، واعتقال شقيقه أمجد وعدد من أقاربه، إضافة إلى توقيف أحد زملائه العامل معه في المصنع، وبحوزته وصية سلّمها المنفّذ إليه قبل 3 أيام من العملية.
وقد جنّد الإحتلال قوّات كبيرة، من عدّة أجهزة، لتشارك في البحث عن أشرف المتواري، مستعينة بالكلاب البوليسية.
إلى ذلك، بدأت قوّات الإحتلال مناورات عسكرية في مستوطنة "غوش عتصيون" - جنوب بيت لحم، منذ مساء أمس (الإثنين) وتنتهي اليوم (الثلاثاء).
وشعر السكان خلال المناورات، بحركة نشطة للمركبات العسكرية، وقوّات جيش الإحتلال، مع سماع صافرات الإنذار.
وقد أغلقت قوّات الإحتلال عصر أمس، مدخل قرية جبل المكبر، جنوب القدس بالمكعّبات الإسمنتية.
وأفاد شهود عيان بأنّ قوّات الإحتلال تمركزت عند مدخل قرية جبل المكبر الرئيسي، ثم قامت جرّافة بإغلاق المدخل بالمكعّبات الإسمنتية بصورة مفاجئة.
واستنكر أهالي قرية جبل المكبر إغلاق أحد المداخل الرئيسية للقرية، الذي يحرمهم من حق التنقّل بحريّة، ويؤدي لأزمات مرورية خانقة في شوارع القرية.
وفي إطار تصعيد قوّات الإحتلال لممارساتها التعسّفية في مدينة القدس، والبدء باختبار مخطّطها لإغلاق مؤسّسات "الأونروا"، وتصفية عملها في المدينة المقدّسة، وفق ما أعلن رئيس بلدية الإحتلال نير بركات، بحيث اقتحمت وحدات من جيش الإحتلال برفقة طواقم من وزارة الصحة الإسرائيلية، أمس، عيادة "الأونروا" في الزاوية الهندية في باب الساهرة بمدينة القدس المحتلة، وحاولت الدخول إلى صيدلية العيادة، بذريعة معرفة أسماء الأدوية المتوافرة ومصدر صناعتها ومعاييرها، وهو ما قوبل برفض طاقم العيادة، الذين أغلقوها فوراً، وخرجوا إلى الساحة، وقاموا بإبلاغ رئاسة وكالة "الأونروا" بما جرى.
وتحاول قوّات الإحتلال إغلاق العيادات التابعة لوكالة "الأونروا" في المدينة المقدّسة ومخيّم شعفاط بذريعة عدم الترخيص لها من قبل وزارة الصحة الإسرائيلية.
إلى ذلك، اعتدت قوّات الإحتلال أمس (الإثنين)، على حشود المواطنين المشاركين في المسير البحري الـ11، الذي انطلق من ميناء غزّة باتجاه زاكيم - شمال القطاع، ضمن الاحتجاجات المستمرة بمسيرات العودة وكسر الحصار.
وأطلق جنود بحرية الإحتلال الرصاص الحي وقنابل غازية مسيّلة للدموع باتجاه المشاركين، ما أدّى إلى إصابة 29 مواطناً، بينهم من أُصيبوا بالرصاص الحي.
وقد شارك 29 قارباً في الحراك البحري، الذي نُظّم تحت إسم "جايينلك يا فلسطين"، حيث وصلت القوارب إلى السياج البحري الحدودي، وتمكّن عدد من الشبان من رفع العلم الفلسطيني عليه.
وأشعل الشبان الفلسطينيون الإطارات المطاطية على طول السياج الحدودي الفاصل مع القطاع، ووصلوا إلى نقاط عدّة من السياج، وتمكنوا من سحبه قرب موقع زاكيم.