المؤشرات والأحداث والتحليلات الراهنة والمستقبلية تؤكد بأن لبنان في مأزق، بل هو يهرول الى القعر الذي لا تحته قعر، بل أكثر من ذلك هنالك مؤشرات شيخوخة واضحة على هيكل بلاد الارز، سياسياً، اقتصادياً واجتماعياً ومع الأسف اخلاقياً ... الأسباب كثيرة أما النتيجة في حال استمرينا بهذه الدوامة فواحدة انتهاء لبنان الذي كنا نعرفه وولادة وطن غريب عجيب لو لم نتعرف اليه ولكن مؤشراته مخيفة ومقلقة يكفي ان ننظر الى محيطنا الضيق لندرك هذا الواقع.هجرة حقيقية لعائلات لم تفكر يوماً بالسفر، وهجرة مؤجلة لمن لم يستطع الى البحر سبيلاً... مؤسسات الدولة تنهار ولم يبقَ منها إلا هيكلا عظميا مليئا بالمستفيدين والانتهازيين يملئون ايامنا بالمناكفات والممحاكات غير المفيدة... ويمكن ان نتدبر امورنا بدون هذه المؤسسات وفظاظة من يشغلها.
بالله عليكم قولوا لنا لماذا نحتاج الى مجلس نيابي أغلبية اعضائه يشتمون بعضهم البعض ولا ينتجون شيئاً وفي حال انتجوا يخطئون بما يقوموا به مجلس لا يقوم بواجبه الرقابي حيال حكومة اصلاً غير موجودة واذا ما تألفت يوماً يتفق اعضائها على افقار المواطن "وتشليحه" ما تبقى له من كرامة ومدخرات وثقة بوطن الاجداد؟؟؟ ولماذا نحتاج سلطة قضائية ؟ الجميع "يبل" يده فيها ويتدخل بعملها ويحاول ان يملي على قضاتها موجباتهم. ولماذا نحتاج رجال دين لا يشهدون للحق ولا يقبلون الا ان يكونوا شهود زور يطبلون لسلطة ظالمة من اجل خدمة بسيطة وسخيفة؟؟؟ او الى احزاب تكاد تتحول جميعها الى عملة واحدة هنالك الزعيم او الزويعم الذي يامر فتطيعه الرعية من دون اعتراض؟؟؟ او الى مجتمع مدني لم ولن يقدم نموذجا مختلفا عن تلك الاحزاب؟؟؟ او الى نقابات يقف اربابها عند عتبات السلاطين ولا يحافظون على حقوق من يمثلون من عمال وموظفين واصحاب مهن؟؟؟ ولماذا نحتاج الى اعلام "ينط" من فضيحة الى اخرى من دون ان يخف الفساد او يتبدل شيئا بتعاطي المسؤولين مع المواطنين؟؟؟ ولماذا نحتاج الى سلطات محلية لا تقوم بادنى واجباتها الا في سبيل من يمدد لرئيسها واعضائه المطواعين؟؟؟ او الى مؤسسة كهرباء لبنان طالما ان اصحاب المولدات هم اصحاب كلمة الفصل في اعطائنا كهرباء او الى مؤسسات المياه المختلفة ونحن لا نرتوي الا بمياه نشتريها من مؤسسات خاصة ولماذا ولماذا؟؟؟ هذه حالنا ومن يرفض ان يعترف بها لا يستطيع ان يواجهها...
عند المخاض تتوجع المراة لتعطينا طفلا يضج بالحياة... اما نحن فنتوجع في هذا المخاض الطويل ليلد لنا وطن لن يشبه ما حلمنا به ولا نريده اصلا ان يلد...