أكد المدير العام للتعليم العالي أحمد الجمال أن "تاريخ طويل من العلاقات اللبنانية الروسية يعود في جزء منه إلى حقبة القياصرة ويمر بمرحلة الإتحاد السوفياتي حيث كانت المنح الجامعية تشكل حلاً للطلاب الذين لم يكن لهم أي قدرة على التخصص في الخارج، وصولاً إلى المرحلة الروسية الراهنة والتي نشهد فيها نهضة كبيرة قيادية وسياسية وإقتصادية في روسيا برئاسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
وفي كلمة له ممثلا وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة خلال افتتاح المعرض الجامعي الروسي في لبنان بعنوان "التعليم في روسيا هو انطلاق لمستقبل ناجح" في قاعة المعارض في الأونيسكو، أشار الجمال إلى أن "الحضور الروسي في المنطقة العربية المشرقية وفي أوروبا والعالم، يلعب دورا محوريا في سياسة المنطقة وفي مستقبل شبابها، وبالتالي فإن تنظيم هذا المعرض الجامعي الكبير للجامعات الرسمية الروسية في لبنان يعزز هذا الحضور الثقافي والعلمي ، ويقوي التواصل البشري والإقتصادي، ويفتح أمام الشباب اللبناني الباب عريضاً من أجل التخصص الجامعي والتعليم العالي، خصوصا ًوأن الضائقة الإقتصادية التي تلقي بثقلها على كاهل اللبنانيين، باتت تقفل في وجوههم طرق التخصص إستنادا إلى إمكاناتهم المالية التي أصبحت متواضعة أو معدومة في أحيان كثيرة".
ونقل إهتمام حمادة "الصديق الكبير لروسيا الذي إضطر إلى السفر، والذي يقدر هذا التاريخ الحافل بالعلاقات الطيبة مع روسيا، وأمل في أن يكون هذا المعرض الجامعي محطة سنوية للتواصل وإعداد السفراء الجدد الذين سوف ينهلون العلم من الجامعات الروسية العريقة، ويتابعون مسيرة الحياة المشتركة بين لبنان وروسيا على الصعد كافة".
واعرب الجمال عن "شكره لسفير روسيا لدى لبنان الكسندر زاسبيكين الذي يعبر عن الصداقة والعلاقات والمصالح المشتركة بين البلدين أفضل تعبير، ويعمل على تحقيق الإستقرار والإزدهار في لبنان والمنطقة، وحيّا رئيس المركز الثقافي الروسي الدكتور فاديم زيتشيكوف وفريق العمل الذي أعد لهذا المعرض بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي وبرعايته".
ورحّب برؤساء الجامعات الرسمية الروسية وبممثليها وأساتذتها وإداراتها، وتمنى لهذا المعرض الجامعي النجاح في إستقطاب أفضل الطلاب ليعودوا ومعهم أعلى الشهادات، إذ أن "رهان لبنان هو على الطاقات الشابة التي تشكل الموارد البشرية الواعدة في تحمل المسؤوليات السياسية والإقتصادية والثقافية، وليخرج منهم القادة الجدد لإستنهاض الوطن".
وشدد على أن "لبنان يتطلع إلى تحقيق الإستقرار والهدوء في المنطقة، على أساس العدالة وعودة النازحين واللاجئين الآمنة والمطمئنة إلى بلادهم وخصوصاً إلى سوريا، وإننا نتطلع إلى الدور الروسي المنتظر لقيادة عملية الإعمار في سوريا، وبالتالي فإن الشباب اللبناني المتخرج من الجامعات الروسية والذي يتقن اللغتين العربية والروسية ومعهما الفرنسية والإنكليزية، لا بد من أن تكون له الفرصة الذهبية للعمل مع الشركات الروسية والعالمية في إعادة البناء وإعادة الحياة إلى المنطقة المنكوبة بالحروب والدمار، ومع هذا الأمل نعلن مع سعادة السفير ومع رئيس المركز الثقافي الروسي ومع رؤساء الجامعات الكرام، إفتتاح المعرض الجامعي الروسي في لبنان، ونتمنى أن يحظى بأكبر المشاركات من جانب المدارس والطلاب وأن يشكل جسراً للنجاح والتألق".
ومن جهته، اكد رئيس الجامعة اللبنانية فؤاد أيوب أن "أهم رسالةٍ أُنيْطَتْ بالإنسان ودورِه هي الرسالةُ التي تُعزِّزُ وجودَهُ في الحياة وتُحصِّنُهُ في رحلتِها والتي تحميه من الوقوعِ في مطبات الجهل"، مشيراً الى أن "العلمَ هو أسْمى هذه الدعواتِ وأنبَلُها في زمنٍ لم يعد فيه باباً لاكتسابِ المعارف بقدر ما أصبحَ تَعَمُّقاً واستنباطاً وبحثاً وتحليلاً من أجل حياةٍ أفضل لخيرِ الإنسان والإنسانية".
ولفت إلى أن "العلاقةُ كانت قبلاً بين الجامعة اللبنانية وبعض الجامعات الروسية تقومُ على المبادرةِ الفردية التي سعى إليها طلابٌ تخرجوا من جامعاتِ الإتحاد السوفييتي ومن الجامعات الروسية، أما اليوم وبعد سلسلةِ جهود مُشتركة فقد أصبحت هذه العلاقةُ قائمةً على أُطُرٍ رسمية وضمنَ برامجِ عملٍ مشتركة ، مما سمحَ بتطوير مجالاتِ التبادل والتعاون ، حيث أخذَ هذا التعاونُ الطابَعَ المؤسساتي بعدما أصبحت الحاجةُ إليه ملحة".