أشار منسق الأمانة العامة للمجمع المقدس للسريان الأرثوذكس النائب البطريركي على أبرشية زحلة والبقاع المطران بولس سفر، إلى أنّ "بدعوة من بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أجمع، مار إغناطيوس أفرام الثاني، انعقد المجمع المقدس للكنيسة الأنطاكية السريانية الأرثوذكسية في دورة عادية في المقر البطريركي في العطشانة- بكفيا، بين 9 و12 تشرين الأول 2018 بمشاركة جميع أعضائه".
ونوّه في بيان، إلى أنّ "البطريرك افتتح أعمال المجمع المقدس بقداس إلهي احتفل به في كنيسة القديس مار سويريوس الكبير. وخلال عظته، صلّى مع جميع الآباء الحاضرين من أجل الكنيسة المقدسة وأبنائها الأعزاء، مستلهمًا الروح القدس ليرشد أعضاء المجمع لما فيه خير الكنيسة وأبنائها"، مشيرًا إلى أنّ "البطريرك رفع أيضًا الصلاة من أجل سلامة وعودة مطراني حلب المغيّبين قسرًا مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم وبولس يازجي، ضارعًا إلى الرب الإله أن يعيدهما سالمين إلى حضن الكنيسة في أقرب وقت".
وأوضح سفر أنّ "خلال زيارة آباء المجمع المقدس لرئيس الجمهورية ميشال عون، وبالنيابة عن المجمع المقدس، تمنّى البطريرك كلّ الخير والسلام للبنان، لما يحمله هذا البلد العزيز من رسالة محبة وتآخ وانفتاح، معربًا عن أمله في أن تتتوّج كلّ المساعي الخيرة بتشكيل حكومة جديدة ترقى إلى طموحات الشعب اللبناني النبيل، وتأخذ في الاعتبار مشاركة كلّ الطوائف بما فيها الأقليات".
وبيّن أنّ "في الجلسة الإفتتاحية، وبعد الصلاة واستدعاء الروح القدس، ناقش آباء المجمع المقدس المواضيع والقضايا المدرجة على جدول الأعمال، حيث استمعوا إلى تقرير خاص من البطريرك أفرام الثاني وأهمّ الزيارات واللقاءات والأعمال الّتي قام بها خلال الفترة السابقة، كما اطلع الآباء على التقارير المقدّمة من الدوائر البطريركية، وعرضوا المشاريع والإنجازات الّتي حقّقتها البطريركية خلال الفترة ما بين المجمعين، وأهمّها: افتتاح جامعة أنطاكية السورية في معرة صيدنايا، انطلاق قناة سوبورو تي في الفضائية، ودير الصليب للرهبنة، ومعمل ملكارت للصناعات الدوائية، وبيت الملاك الصغير لرعاية الأيتام، والمركز الثقافي السرياني، وروضة الأطفال وسواها".
كما ركّز سفر على أنّ "الآباء ناقشوا أيضًا أوضاع الكنيسة في الهند، خصوصًا بعد الفيضانات الكبيرة الّتي ضربت ولاية كيرالا قبل أسابيع، وأسفرت عن الكثير من الضحايا البشرية والمادية، مؤكّدين ضرورة وقوف كنيستنا في العالم إلى جانب إخوتهم والمتضررين الآخرين في الهند. كما قرّر الآباء اتخاذ بعض التدابير والإجراءات حيال المشكلة القائمة مع الجانب المنشق من كنيستنا في الهند منذ بداية القرن الماضي".
وشدّد على أنّ "موضوع هجرة أبناء شعبنا من الشرق الأوسط وخصوصًا العراق وسوريا، حضر بقوّة، فبحث الآباء في سبل الحدّ من هذه الظاهرة من خلال دعم بقاء أبنائنا في أرض الآباء والأجداد بكلّ الإمكانات المتاحة، من خلال ترميم وإعادة بناء المنازل المهدمة، وإحداث مشاريع إنتاجية وتنموية من شأنها توفير فرص العمل لأبناء الكنيسة، فضلًا عن مساعدة النازحين الموجودين في لبنان وتركيا والأردن"، مشيرًا إلى أنّ "الآباء أكّدوا ضرورة الاهتمام بالمهاجرين الجدد في دول الإنتشار من خلال دمجهم في الرعايا والكنائس السريانية، وذلك حفاظًا على هويتهم الدينية والثقافية".
وأفاد سفر بأنّ "الآباء رحّبوا بالجهود المبذولة من أجل استئصال الإرهاب من سوريا وإيجاد حلّ سياسي للأزمة الّتي طال زمانها، واستبشروا خيرًا بالتطورات الإيجابية الّتي تشهدها سوريا، وطالبوا برفع الحصار الجائر وغير الشرعي عن الشعب السوري، واستعادة الوطن لأمنه وسلامه، وعودة جميع أبنائه إليه، مشدّدين على أهمية بناء مجتمع مدني قائم على أسس الحرية والعدالة والديمقراطية، وفق دستور يضمن وحدة الوطن والعيش المشترك بين جميع مكوناته".
وكشف أنّ "الآباء رحّبوا أيضًا بالتفاهمات الأخيرة حول الرئاسات الثلاث في العراق الّتي أدّت إلى انتخاب رئيس للجمهورية ورئيس للبرلمان وتكليف رئيس للوزراء، مصليّن أن تنعكس هذه التطورات إيجابًا على شعب العراق كافة، وأبدوا ارتياحهم لعودة جزء كبير من أبناء شعبنا إلى بلداتهم وقراهم في سهل نينوى. كما صلّى الآباء من أجل شعب فلسطين الرازح تحت الاحتلال ومن أجل سلام كلّ المنطقة".