أفادت صحيفة "الاندنبدنت" البريطانية، بأن "استهداف السعودية لإمدادت الغذاء في اليمن والتي تهدد ملايين اليمنيين بالمجاعة هو أسوأ من اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي"، مشيرةً إلى أن "من صفات الحاكم الديكتاتوري المبالغة في الرد حتى على التهديدات البسيطة".
ولفتت إلى ان "مؤامرة اغتيال جمال خاشقجي، كما ثبت على ما يبدو من خلال الأدلة السمعية والبصرية التي اظهرها الاتراك للمسؤولين الأميركيين، هي مزيج مروع من الوحشية والغباء" وشبهت "النهج الديكتاتوري الذي اتخذته السعودية بما حصل في عهد النظام العراقي السابق برئاسة صدام حسين حيث كان يبذل جهوداً هائلة للقضاء على المنتقدين المنفيين الذين لم يشكلوا أي خطر على النظام".
وأكدت أن "الغرض من مثل هذه الاغتيالات وعمليات الاختطاف المزعومة ليس فقط لإسكات الأصوات المنشقة حتى وإن كانت بسيطة، بل ترهيب جميع المعارضين في الداخل والخارج من خلال إظهار أنه حتى ولو كانت هناك موجة من الانتقادات سيتم قمعها بأقصى قوة"، مشيرةً إلى أنه "من طبيعة الحكام المستبدين أن حكمهم غير متوازن لأنهم لا يسمعون أبداً آراء مخالفة لأفكارهم".
وأشارت إلى "غزو صدام حسين لإيران عام 1980 ومن ثم الكويت عام 1990 والنتائج الكارثية التي ترتبت على ذلك. وفي ذات السياق تقارن الجريدة ما حصل بما يحصل وتقول “بدأت السعودية حربها في اليمن في عام 2015، مع نتائج كارثية مماثلة، ويبدو الآن أنها تعتقد أنها يمكن أن تفلت من اغتيال خاشقجي بوحشية، كما يبدو حسب تصريحات المحققين الأتراك"، لافتةً إلى "نفي السعودية بشدة أي تورط في اختفاء خاشقجي".
واستنكرت "الصمت وردود الفعل الباردة من قبل الحكومات الغربية مقابل انتهاكات السعودية"، مشيرةً إلى أن "ما يثير الاستغراب حقا هو صمت الرئيس الاميركي دونالد ترامب في تعليقاته"، مشددةً على "ضرورة الحفاظ على الهدوء مع السعوديين بسبب عقد تبلغ قيمته 110 مليار دولار من صفقات الأسلحة المباعة لهم"، مشيرةً إلى "موقف توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، ليس بالبعيد عن موقف الرئيس الأميركي".
كما استنكرت "النخب السياسية في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لن تصاب بالصدمة لفترة طويلة، وأن الانتقادات ستقتصر على القتل، المزعوم، لخاشقجي"، مشددةً على أن "هذه نقطة مهمة لأن القتل ليس بأي حال أسوأ عمل نفذته المملكة العربية السعودية منذ عام 2015، على الرغم من أنه كونه حظيّ بعناية إعلامية شديدة".
ولفتت الصحيفة إلى أنه "يجب على أي شخص يشك في ذلك أن يقرأ تقريراً تم نشره يظهر أن القصف والأنشطة العسكرية الأخرى التي يقوم بها التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن تعمد استهداف الإمدادات الغذائية وتوزيعها في محاولة لكسب الحرب بتجويع ملايين المدنيين على الجانب الآخر"، مؤكدةً أن "تقارير الأمم المتحدة التي قدمتها اللجنة المختصة في نهاية سبتمبر تثبت وتقطع الشكل باليقين أن القوات العسكرية السعودية وجهت هجماتها واستهدفت بها الامدادات الغذائية لتكون سبباً في وجود “حوالي 22.2 مليون يمني أو ثلاثة أرباع السكان بحاجة إلى المساعدة، 8.4 مليون منهم لا يحصلون على ما يكفي من الطعام، الرقم هذا قد يزيد بمقدار 10 ملايين بحلول نهاية العام".
وانتقدت "أن السعودية والإمارات وحلفائهم في واشنطن ولندن وباريس لا يشعرون بأي نوع من الأسف"، مؤكدةً أن " الاستمرار بدعم السعودية وتجاهل الانتهاكات هو الذي عمل على تهيئة الظروف لوصول اليمن “إلى مجاعة من صنع الإنسان"، معتبرةً أن "السعودية استخدمت التجويع كسلاح وقالت بأنهم اعتبروا التجويع أفضل طريقة للفوز بالحرب ضد الحوثيين الذين ما زالوا يسيطرون على العاصمة صنعاء والأجزاء الأكثر كثافة سكانية في البلاد”.
ولفتت إلى أن "التقرير المفصل للغاية يمكن اختصاره بأن استراتيجيات التحالف في الحرب اليمنية: القصف الجوي والحرب الغذائية".