تمارس قوات الإحتلال الإسرائيلي وحشيتها وهمجيتها لتشمل كافة المجالات والجوانب المتعلّقة بالقضية الفلسطينية.
وإنْ كان الإحتلال لا يحتاج إلى ذريعة لتنفيذ مخطّط استيطاني أو هدمِ وتهجير واعتقال وإبعاد وإصدار قوانين وتشريعات عنصرية، إلا أنّه يتذرّع بحجج واهية، في محاولة لنقل الصورة عن مشهد يؤلمه، ويثبت فشله، كما حصل مع الشاب الفلسطيني أشرف وليد سليمان نعالوة، الذي فشل الإحتلال حتى الآن في تقفي أثره، منذ العملية البطولة التي نفّذها (يوم الأحد 7 الجاري)، في مصنع بجوار مستوطنتي "بركان" و"أرييل"، بالقرب من سلفيت - شمال نابلس، بعدما تمكن من قتل مستوطنين وجرح أخرى.
وأيضاً إخفاء جريمته باغتيال عائشة الرابي (47 عاماً)، بالقرب من حاجز الزعترة -جنوب نابلس، إثر رشق مستوطنين الحجارة باتجاه رأسها، وهي داخل سيارة زوجها يعقوب الرابي، ما أدّى
إلى استشهادها.
كما فشلت قوّات الإحتلال بهدم قرية الخان الأحمر - شرقي القدس، وتهجير أهلها منها، فضلاً عمّا شهدته جلسة انطلاق أعمال "الكنيست" في دورته الشتوية، من مقاطعة لخطاب رئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو.
وأمس، قام العشرات من جنود الإحتلال، بالانتشار في منطقة اللبن - جنوب نابلس، وأغلقوا "مدرسة الساوية/اللبن الثانوية المختلطة" التي تأسّست عام 1944، بذريعة تواصل إلقاء الحجارة على سيارات المستوطنين، علما بأنّها نفس المحافظة التي استشهدت فيها عائشة بحجارة المستوطنين.
ووصل وزير التربية والتعليم العالي الدكتور صبري صيدم ومحافظ نابلس اللواء أكرم رجوب إلى أمام المدرسة، التي كان يحتشد أمامها مواطنون و500 طالب وأفراد الهيئتين الإدارية والتعليمية.
وأطلق جنود الإحتلال الرصاص الحي والمغلّف بالمطاط وقنابل الغاز المسيّل للدموع، ما أدّى إلى إصابة أكثر من 20 مواطناً بحالات اختناق، فضلاً عن جرح اثنين، هما: رئيس مجلس قروي الساوية سامر عويس، الذي أُصيب برصاصة مطاطية باليد، ومصوّر وكالة الأنباء الفرنسية الصحافي جعفر اشتية بقنبلة غاز بالرأس.
وشهدت المنطقة أزمة سير خانقة، جرّاء تشديد قوّات الإحتلال إجراءاته على الحواجز العسكرية في محاولة لمنع المواطنين من الوصول إلى مقر المدرسة، احتجاجاً على القرار التعسّفي.
ويُصرُّ وزير جيش الإحتلال أفيغدور ليبرمان على شن هجوم واسع النطاق على قطاع غزّة، الذي سيعرضه على المجلس الوزراء الإسرائيليي المصغّر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينيت"، في جلسة اليوم (الأربعاء).
واعتبر ليبرمان خلال جولة بمحاذاة قطاع غزّة، أنّ "على "إسرائيل" أنْ تقرّر ما إذا كانت تنوي خوض حرب أخرى ضد حماس أم لا؟!"، وهو ما ستتم مناقشته في جلسة "الكابينيت" لـ"اتخاذ قرار بتوجيه ضربة عسكرية ضد حركة "حماس"، حتى ولو أدّى ذلك إلى خوض مواجهة واسعة".
وأضاف: "إنّ "إسرائيل" لا تنوي الاستمرار في التعامل مع العنف على السياج مع قطاع غزّة، كما تعاملت لغاية اليوم، موقفي واضح للغاية، علينا توجيه ضربة قاسية لحركة "حماس"، هذه هي الطريقة الوحيدة لخفض مستوى العنف إلى الصفر أو قربه من الصفر".
لكن قادة جهاز الأمن الإسرائيلي و"الشاباك" و"مجلس الأمن القومي" في مكتب رئيس حكومة الإحتلال نتنياهو أوصوا خلال جلسة "الكابينيت" بأنّ "المواجهات عند السياج الحدودي وقطاع غزّة بشكلها الحالي، هي الخيار الأفضل، أكثر من كافة أشكال العمل العسكري الأخرى، التي بإمكان دولة
"إسرائيل" وجيش الإحتلال تنفيذها في القطاع، وهو ما عاد وصادق عليه "الكابينيت" في اجتماعه الأخير الأحد الماضي، وسيبحث هذه الملف مجدّداً الذي يبدو أنّ التهديدات التي يطلقها المسؤولون الإسرائيليون في حكومة الإحتلال، مرتبطة بأجواء الانتخابات العامة، التي يبدو أنّها تتجه إلى أنْ تكون مبكرة وقريبة.
وتنطلق الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بتحذيرها من تنفيذ عملية عسكرية واسعة ضد قطاع غزّة، إلى الخشية من عدم تحقيق أي هدف، ومواجهة معارك قضائية وإعلامية ودبلوماسية.
في غضون ذلك، وصل وفد من المخابرات العامة المصرية إلى قطاع غزّة عبر معبر "إريتز" - "بيت ياحون" للقاء مسؤولي حركة "حماس" من أجل بحث ملف المصالحة الداخلية وأيضاً التهدئة.
هذا في وقت، أعلنت فيه دولة الكويت عن تقديم منحة بمبلغ 2.5 مليون دولار لاستكمال إعمار قطاع غزّة.
ويعاني القطاع من حصار إسرائيلي براً وبحراً وإقفالاً للمعابر، ما يؤدّي إلى خنق مختلف مناحي الحياة في القطاع، بما في ذلك المرضى، وخاصة مرضى زراعة الكلى المهدّدين بفقدان حياتهم لعدم توافر أدوية المناعة التي يعتمدها الأطباء.
ومع افتتاح الدورة الشتوية لـ"الكنيست"، قدّم عضو لجنة القانون والدستور فيه النائب الدكتور
يوسف جبارين، بإسم "القائمة العربية المشتركة" مقترح قانون يهدف إلى إلغاء "قانون القومية" العنصري، الذي صادق "الكنيست" عليه في 19 تموز الماضي، وكان هذا القانون موضع احتجاج من قِبَل نوّاب عرب بينهم دروز ومن "اليسار" الإسرائيلي.
ميدانياً، اقتحم 52 مستوطناً، و10 عناصر من مخابرات الإحتلال، أمس (الثلاثاء)، المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، خلال فترة الاقتحامات الصباحية، حيث نفّذ المستوطنون جولات استفزازية في المسجد، بينما قام عناصر المخابرات بجولة استطلاعية قبل الخروج من جهة باب السلسلة.
ولقي قرار حكومة الإحتلال يوم الأحد الماضي، القاضي بناء 31 وحدة استيطانية جديدة، و3 رياض أطفال في بلدة الخليل القديمة، شجباً واستنكاراً فلسطينيين، خاصة أنّ هذا القرار جاء بعد القرار، الذي اتخذه الإحتلال العام الماضي، بإنشاء سلطة محلية في البلدة، ما يعني كارثة حقيقية تزيد الأمر تعقيداً في البلدة القديمة التي ينهشها الاستيطان تدريجياً.
هذا، ونصب مستوطنون خيمة بمحاذاة حديقة أثرية في تل الرميدة في الخليل استعداداً لافتتاحها.
إلى ذلك، اقتحمت قوّات الإحتلال، فجر أمس، منزل الشهيد إلياس ياسين (22 عاماً) في بلدة بديا - غرب مدينة سلفيت، الذي استشهد أثناء عبوره الشارع على مفرق حارس - غرب سلفيت، برصاص
جنود الإحتلال.
وأوضح والد الشهيد صالح أنّ "قوّات الإحتلال اقتحمت المنزل فجراً، وقامت بتفتيشه، والتحقيق ميدانياً مع أفراد الأسرة، وأبلغتهم نيّتها تسليم جثمان الشهيد إلياس خلال الأيام القليلة المقبلة".
أثناء ذلك، عادت جرّافات الإحتلال الإسرائيلي، أمس، إلى العمل في محيط قرية الخان الأحمر، بعد أنّ حاصرها جنود الإحتلال، وكثّفوا تواجدهم على شارع أريحا القدس الرئيسي.
وقال نشطاء تواجدوا في قرية الخان الأحمر: "إنّ الإحتلال اقتحم بعدد من الآليات الثقيلة القرية، ويقوم بأعمال تجريف في محيطها، ويتواجد النشطاء كسدٍّ بشري لمنع جنود الإحتلال وآلياته من الاقتراب من بيوت القرية".
ولفت النشطاء إلى أنّ "الإحتلال يعمل على إصلاح خط للمياه في القرية ويقوم بإزالة مياه مجاري مستوطنة كفار أدوميم".
وكان قد أُصيب 7 مواطنين واعتقل 4 آخرون بمواجهات مع الإحتلال عند اقتحام عدد من الآليات للقرية تنفيذاً لقرار عسكري احتلالي يقضي بشق طرق عسكرية في محيط القرية، فيما يستعد المعتصمون لإتمام الشهر الرابع من اعتصامهم المتواصل توالياً.