طالب النائب نعمة طعمة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ان يشكل حكومة كفاءات ووزراء يفهمون بالادارة، لان أي شركة بلا إدارة لا تنجح، ونحن بحاجة الى وزراء "شبعاني عينهم"، لا سيما وان هناك من يدخل بحلّة مادية معينة ويخرج بحلّة أخرى. مؤكدا أن هناك أمل لدى اللبنانيين بتشكيل حكومة شفّافة ترعى شؤون الشعب وتذهب الى العمل، كما اننا نريد حكومة تحافظ على شبابها من الهجرة وامكانيات وطاقات شعبها. وأشار الى وجود تسهيلات لتشكيل الحكومة وقد عمل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على تذليل العقبات وقام بتسمية 5 أسماء من الدروز من خارج التقدمي في التشكيلة العتيدة. واكّد ان ما يؤخّر لبنان هو السياسة والطائفيّة الّذي اذا عملنا بعيدا عنها ننجح. وعبّر عن قلقه على الوضع الاقتصادي في البلد.
طعمة وفي حديث الى "النشرة"، اعتبر أنه لا يمكن تغيير الطوائف والأحزاب، ولكن نحن نستطيع تعيين النخبة في المجتمع، مشددا على وجود تقصير في الادارة اللبنانية. ولفت انه ضد تشكيل وزارة للتخطيط، لان كل وزير يرمي خطط الوزير السابق ويبدأ بأخرى جديدة، وحينها تبقى المشاريع كلها حبرا على ورق، وأضاف أنّه "مع تشكيل هيئة وطنية للتصميم تشكل من القطاعين العام والخاص وتقترح جميع الامور التي يحتاج اليها الوطن، وما بين التخطيط والتطبيق فوارق كبيرة، وما نحن بحاجة اليه في البلد هو إرادة سياسية. فنحن بحاجة الى حكومة مخلصة لشعبها".
"مشروع الكهرباء"
وطعمة رأى أن لبنان بحاجة الى الكهرباء ليستطيع الاستمرار من يريد الاستثمار في البلد، معلنا أن شركاته في السعودية تعمل على بناء 4 محطات كهرباء بقوة 2200 ميغاوات للواحدة، ويستغرق بناء المحطة الواحدة سنة ونصف السنة. وكشف انه قادر على بناء معمل للكهرباء على حسابه الخاص يؤمن الطاقة على كامل المساحة اللبنانيّة وتغطية أكثر من حاجتنا من دون أي مقابل، وبعدها نستحصل على ثمنها من بيع الكهرباء الى الدولة، لافتا الى انه يعمل في مجال الكهرباء مع شركة "سيمنز".
ورأى في هذا السياق أن لبنان لم يحسن إستقبال شركة "سيمنز"، كما انه لم يستمع الى اقتراحاتها المقدمة شفهيًّا، كما تم في بادئ الامر رفض اقتراحها بدرس وضع الكهرباء بالمجّان في لبنان، على ان يتم يعد ذلك رفع توصيات بالموضوع.
ولفت طعمة الى أن الثقة ضعيفة بإدارة الدولة، لافتا في السياق الى مشروع "لينور" (تحسين واجهة قضاء المتن المطلّة على البحر) حيث دفع في العام 1994 10 ملايين دولار للدولة قبل بدء الاعمال الا انّها توقفت ولم تُردّ الاموال رغم انه ربح عدة دعاوى قضائيّة في هذا الاطار، مشيرا الى صعوبة ان يضمن احد حقه مع الدولة، ولهذا السبب يخاف المستثمر من لبنان، وأعطى مثالا آخرَ عن تجربته في ملف الاتصالات حيث عمل على انشاء شركة "ليبانسيل" ليتمّ أخذها من قبل آل دلول في وقت لاحق.
"مشروع القطار والنفق"
وتحدث طعمة عن شركاته في السعوديّة، حيث يتم العمل الآن على بناء "مترو" تحت الارض في الرياض بالتعاون مع شركة "سيمنز" بقيمة 10 مليار دولار على مدى 5 سنوات بقي منها 2 لانهائها، اضافة الى بناء 7 مطارات عسكريّة. وأوضح أنّه قدّم عدة اقتراحات للعمل في لبنان من دون أي تنفيذ، ولفت الى ما تمّ تنفيذه عبر خط تكرير مياه الصرف الصحي حيث تم بناء الأقنية من بيروت الى الضبية مع محطات لتكريرها في برج حمود، الا انه وبعد الانتهاء لم تُركَّب محطات التكرير وفيما بعد سرقت المعدات.
وتحدث طعمة عن تقديم عرض لوصل بيروت بالشمال والجنوب عبر توسعة الطرقات، ولفت الى اقتراح نفق تحت الارض من منطقة خلدة الى الصياد حيث يتم وصله بالاوتوستراد السريع الى المرفأ ومن هناك الى نهر الكلب بعمق 30 مترا تحت الارض، وهذا المشروع لا تدفع الدولة منه اي ليرة، بل على حساب المطوّر الذي يأخذ حصته من الارض "المردومة" في البحر، وحين تصل الى نهر الكلب هناك خيارين تحت الارض او فوقها ليصل الى عاصمة الشمال. اضافة الى مشروع ثالث هو خط سكك الحديد المرسوم منذ ايام الانتداب الفرنسي، ويربط بيروت بزحلة والجنوب والشمال، وهناك بعض التعديّات على الخط الا انها ليست كبيرة ويمكن العمل على ازالتها، وهذا القطار يعمل على نقل الركاب والبضائع والشاحنات وقد تقدمنا بهذا الاقتراح الى الدولة، لأنّ كل المشاريع المذكورة هي على حساب المطوّر، ناهيك أن مشروع القطاع يخفّف من أزمة السيرة ومن كلفة النقل.
الصحافة والحريّة
وخلص نعمة طعمة الى القول الى ان ميزة لبنان هي الصحافة الحرّة المسؤولة، الا انه هناك أحيانا من يبتعد عن اللياقة والآداب، ولكن نحن نسامح وانا مع ان يتكلم الجميع بحريّة لان دور الصحافة مهم في لبنان.
حديث طعمة جاء خلال حديث مع رابطة خريج الاعلام بحضور "النشرة".