بانتظار إنجاز "تّخريجة" إنقاذ وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان من قضيّة تصفية جمال خاشقجي في قنصليّة بلاده باسطنبول التركية، وسط تساؤلات كثيرة عن دور مسؤولين كبار بالنظام التركي في عمليّة استدراج وتسهيل قتل الصحافيّ على اراضيها، وفي وقت ينشغل العالم بأسره في متابعة هذه القضيّة وتشفير لغزها منذ الثاني من الجاري، انتهت مهلة إخلاء المنطقة العازلة يوم الإثنين الماضي من دون انسحاب مقاتلي جبهة "النّصرة" من مواقعها وتسليم سلاحها الثقيل حسبما نصّ الإتفاق الروسي -التركي، في ظلّ مماطلة تركيّة لافتة في تنفيذ الإتفاق تُناقض تماما تصريحات مسؤوليها، وهذا ما أكدته المتحدّثة باسم الخارجيّة الرّوسيّة ماريا زاخاروفا بإعلانها "انّ إرهابيّي جبهة النّصرة رفضوا الخروج من المنطقة منزوعة السلاح في ادلب".. رفضٌ سيؤدي الى أحد خيارَين: إما ان تتحرّك تركيا عسكريّا ضدّ الجبهة، او يبدأ الجيش السوري هجومه المُفترض على المعقل الإرهابي الأكبر، في وقت أكد مصدر عسكري سوري انّ الحشود العسكرية السوريّة والحليفة صوب ادلب، يتمّ تدعيمها مؤخرا الى مستوى الجهوزيّة القصوى، وبات متوقعا البدء بالعمليّة بين ليلة وضحاها، أُلحق بإشارة لافتة للكاتب سيرغي ستروكان في صحيفة "كوميرسانت" الرّوسيّة، كشف من خلالها "انّ معركة ادلب قد تبدأ في أيّ لحظة!"
وفي حين بدا واضحا انّ جريمة تصفية خاشقجي سيتمّ حصرها بمسؤولين سعوديين لإنقاذ وليّ العهد السعودي، بانت مؤشرات تجهيز "كبش الفداء" الذي ستعُلّق عليه دماء مُواطنهم واضحة بعد إنجاز قائمة "المُضحّى بهم"، وغسل يدي الأمير محمّد بن سلمان من ايّ علاقة بمجموعة فريق القتل السعودي الذي اتى خصيصا الى انقرة لتنفيذ اوامر تصفية خاشقجي، بعد استدراجه من واشنطن الى لندن، وصولا الى قنصليّة بلاده في اسطنبول..
المطلوب ان تنتهي القضيّة هنا.. والأمير السعوديّ المتهوّر مستعدّ لدفع الفاتورة الباهظة التي ستُنقذه من جريمة قتل خاشقجي، سيّما وسط الضغوط الدوليّة المتلاحقة لإزاحته عن العرش.. الا انّ النّدوب التي اصابت جسد النظام السعوديّ جرّاء الجريمة الموصوفة بقتل اشقجي وطريقة تصفيته اكبر من ان تُمحى، وهذه ورقة هامّة باتت في يد الرئيس الأميركي تُخوّله رفع سقف ابتزازه لوليّ العهد السعودي، والذي لن يكتفي هذه المرّة بثمن ماليّ ضخم وحسب.. لن يكون على بن سلمان فقط"التعجيل" في تأدية دوره بمخطط صفقة القرن، وإخراج علاقات السعوديّة مع "اسرائيل" من تحت الطاولة الى العلن والتطبيع رسميّا معها في اقرب وقت.. الأمر ابعد من مجرّد "تحذير" حمله مايك مومبيو وزير الخارجيّة الأميركيّ الى الملك سلمان، بعدم الرّهان على امكانيّة اعتلاء نجله وليّ العهد العرش "من دون مخاطر".. ثمّة تقارير صحافيّة تحدّثت عن حدث كبير غير متوقّع في العائلة المالكة السعوديّة "مضبوط أميركيّا"! جملة واحدة قد توضح مآل التطورات القادمة في السعودية، اتت على لسان بروس ريدل، المستشار السابق لأربعة رؤساء اميركيين منذ عهد جورج بوش الأب حتى عهد اوباما، حيث قال "لن يكون مُستبعدا إزاحة محمد بن سلمان عن العرش، ولن اكون متفاجئا اذا تمّ اغتياله"!
الأخطر يكمن في طيّات اكثر من تقرير لصحف اميركية او غربيّة تحدّثت مؤخرا عن اقتراب اعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الإعتراف رسميّا بالسّيادة "الإسرائيليّة" على الجولان!
لربما يرتبط هذا القرار بما كان مهّد اليه السفير الاميركي في "اسرائيل" ديفيد فريدمان منذ شهور خلت، خلال مقابلة اجرتها معه صحيفة عبريّة، وكشف فيها انّ اعلان ترامب حول الإعتراف رسميّا بالسّيادة "الإسرائيليّة" على مرتفعات الجولان لم يعد بعيدا، "وهذا الإعلان بات مؤكدا".. وعليه، برزت تقارير غربيّة في بداية الشهر الماضي، تصوّب على "حدث عسكريّ هام" قادم في الجولان وعلى غفلة من الجميع.. ففي ذروة التحشيد العسكري السوري والقوات الحليفة حينها إيذانا باقتراب معركة تحرير ادلب، كشف الكاتب البريطاني المعروف في صحيفة "اندبندنت" البريطانيّة روبرت فيسك -نقلا عمّن اسماه ضابط سوري رفيع المستوى"، انّ الحشود العسكرية الضّخمة وُجهتها جبهة اخرى..لمعركة ضارية في الجولان، اكثر مما هي لتحرير ادلب!
اللافت يكمن في تسريبات صحافيّة فرنسيّة عادت مؤخرا- في ذروة "زوبعة" اختفاء جمال خاشقجي وتوقّع تداعياتها على النّظام السعودي، وبالتالي على المنطقة-، لتتقاطع مع معلومات فيسك، موضحة انّ ليلة العاشر من شهر ايار المنصرم الصاروخيّة الشهيرة في الجولان،التي سدّدت فيها سورية وحلفاؤها ضربات صاروخيّة غير مسبوقة ضدّ اهداف عسكرية وحيويّة "اسرائيليّة"، ستُعاد مجددا بوتيرة أخطر" عملا بقرار حاسم مشترك عمّمه الرئيس السوري بشار الأسد، والأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرُالله"، ردّا على ايّ سيناريو "اسرائيلي" قد تقوم به تل ابيب في هذا التوقيت تحديدا،على خلفيّة ما تتعرّض له السعوديّة بشخص حليفها الأمير محمد بن سلمان، من ضغوط داخليّة واقليميّة غير مسبوقة.. وإذ ذكرت انّ موسكو أخطرت عديد جنود الشرطة الرّوسيّة التي تمّ نشرها في منطقة فضّ الإشتباك بالجولان، ب "حدث ما" قد يحصل في تلك الجبهة في ايّ لحظة، مشيرة الى انّ اخطر ما تتجنّبه تل ابيب يكمن في الجولان، كشفت المعلومات انّ سورية جهّزت مخزونا صاروخيّا "نوعيّا" لهذه الجبهة تحديدا، لم يتمّ إظهاره والكشف عنه حتى الآن!
معلومات صحافيّة عراقيّة رجّحت بدورها -نقلا عن مصدر عسكري عراقي رفيع المستوى، ضربات جوّية ضدّ اهداف عسكرية في البادية السوريّة وصولا الى دير الزور، انطلاقا من اجواء الأردن او شمال فلسطين المحتلّة، كاشفة عن تجهيز ضربة "من العيار الثقيل" باتجاه هدف معاد ردّا على غارات تُهيّء تل ابيب لشنّها للمرّة الأولى، ضدّ مواقع لفصائل المقاومة على الاراضي العراقيّة، سيّما بعدما اكّدت مصادر استخباريّة مصرع ضابطَين "اسرائيليَّين" من ضمن مجموعة قادة الحزب الديموقراطي لكردستان ايران يوم التاسع من شهر ايلول المنصرم، حين اجهزت عليهم صواريخ ايرانيّة لحظة اكتمال عقد اجتماع لهم في مدينة كوي سنجق شمال العراق.
وعليه، لا تستبعد المعلومات دخولا "اسرائيليّا" مباغتا على خطّ قضيّة خاشقجي، سيّما انّ وليّ عهدها أرسل موفدا الى تل ابيب بشكل سرّي ومفاجئ – حسب اشارتها-، قابله توجّه احد مساعدي قائد قوّة القدس في الحرس الثوريّ الإيرانيّ الجنرال قاسم سليماني الى احدى العواصم في محور المقاومة دون تحديدها، ربطا بما صنّفته المعلومات، " حدث استراتيجي صادم في المنطقة!