أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن "الأخذ والرد لا يزال مستمراً على ما يبدو حول حقيبة وزارة العدل، وبالتالي فإنّ ما عُرفت بالعقدة المسيحية لم تكن حتى هذه اللحظة قد عولجت نهائياً بعد".
وأشار بري، في تصريح له، الى انه "سبق لي ان قلت انّ الفول موجود والمكيول موجود، والمطلوب وضع الفول في المكيول حتى تولد الحكومة، ونحن في انتظار الانتهاء من ترتيب المقادير"، مشدداً على "أهمية وزارة العدل، وأهمية تحصين العدلية وتفعيلها".
وتابع بالقول "أعطني عدالة وخذ وطناً"، واستعاد بعضاً من مراحل تجربته عندما تولّى هذه الحقيبة في الماضي، لافتاً الى انه "أعطى حينها الاولوية لمعيار الكفاية في التعيينات على كل المستويات من المباشر الى كاتب العدل والقاضي وكل المراكز الاخرى".
وأوضح انه "لقد ارتكزت حصراً على نتائج الامتحانات، من دون أن أراعي الاعتبارات الطائفية، وكنت أوقّع النتائج حتى لو كان جميع الناجحين من المسيحيين فقط أو من المسلمين فقط، لأنّ المهم في تحقيق العدالة ليس الهوية الطائفية او السياسية وإنما الكفاية والنزاهة".
كما ذكر "أنني كنتُ من جهة أهرّب السلاح عبر القساطل الى الشهيد محمد سعد لتعزيز قدرة المقاومة في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي، ومن جهة أخرى أحرص على احترام دور القضاء واستقلاليته وعلى الاحتكام الى القانون والكفاية في كل ما يتعلق بوزارة العدل".
ولدى سؤاله، "هل أنت من المتحمّسين لتوزير مجموعة النواب السنّة الموجودين خارج تيار المستقبل"، لفت بري الى انه "أبلغ الى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، منذ البداية وعلى السكت، ضرورة تمثيل هؤلاء النواب لأنّ ذلك هو حق لهم".
كما نوه الى "انني لم أذهب الى حيث وصل البعض ممّن طالب بتعيين وزيرين عن هذه المجموعة، لكنني في الوقت نفسه مقتنع تماماً بوجوب ان تتمثّل بوزير، وهذا هو موقفي من اليوم الاول للمفاوضات، ولا أزال عليه"، مشيراً الى انه "نصح الحريري، عبر وزير المال في حكومة تصريف الاعمال علي حسن خليل، بأن يبادر هو الى اختيار وزير من بين النواب السنّة الذين لا ينتمون الى تيار المستقبل".
وتابع بر ي بالقول "انني أوصلتُ الى الحريري رسالة مفادها انني لو كنت مكانه لبادَرتُ شخصياً الى اتخاذ قرار بتمثيل هؤلاء في الحكومة، عبر منحهم مقعداً وزارياً من حصتي"، معتبراً أنه "من بين المخارج المطروحة أن يسمّي رئيس الجمهورية وزيراً سنياً من ضمن كتلته، لكن إذا فعلها الحريري ومنحَ النواب السنّة المتمايزين عن المستقبل مقعداً وزارياً من حصته، فإنّ ذلك سيكون أفضل له بكثير على مستوى الدلالات السياسية والوطنية، ومنها إثبات قدرته على احتضان كل التلاوين، خصوصاً انّ عدد النواب المعنيين بهذه المسألة يفوق الخمسة".
وشدد على انه "كان حريصاً من جهته على أن تترأس القوات اللبنانية إحدى اللجان النيابية، على رغم من أنها صَوّتت ضدي في انتخابات رئاسة المجلس"، مشيراً الى انه "طلب بإلحاح من النائب جورج عدوان أن يترأس لجنة الادارة والعدل، حفاظاً على التنوع والتوازن في تركيبة اللجان ورئاستها".