اكد رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، في كلمة له خلال افتتاح مؤتمر الاعلام المسيحي "اعلام من اجل عالمنا" في الربوة، أنه "من منطق الامور ان يطرح موضوع الاعلام في خدمة العالم وخاصةً بعد ان اصبح العالم بيتنا الوحيد".
واعتبر مطر أنه "من منطلق مسيحي عام يجدر بنا التفكير بان الكنيسة الكاثوليكية التي امثلها قد رفعت الصوت عالياً وبصوت البابا فرنسيس وهو الاعلامي الأول باسم الرب يسوع المسيح لنعلن من جديد ان الصحافة بكل اشكالها من الورقية الى الرقمية ملزمة بالحقيقة والموضوعية في عملها وهذا امر بديهي للالتزام بعدم الكذب".
ونوه الى ان "الكنيسة اعلنت أيضاً أن للاعلام هدف اساسي هو المساهمة بحل المشاكل والسعي للتخلص من المآسي لتغيير وجه الكون ليصبح ساحة فرح وسلام للانسانية"، موضحاً أن "هذه المسؤولية تقع على جميع الاعلاميين ونطرح امامكم ايها المسؤولون اشكالية بعض الاعلام اللبناني فنتصور معاً كيف يكون الاعلام سلبي اذا كان هدفه النيل من لبنان ووحدته ورسالته كنموذج للعيش المشترك لانه في هذه الحال يكون الاعلام هداماً".
وتابع مطر بالقول "اننا نتصور كيف يكون الاعلام بناء اذا اراد اهله ان يكونوا ايجابيين تجاه بلادهم ووطنهم ونؤكد اننا ما عدنا بحاجة الى ان نشخص امراض الوطن والحالات المعقدة التي يعاني منها بقدر ما اصبحنا يحاجة الى وصف الادوية الناجحة لخلاص الوطن"، لافتا الى انه "لتحقيق ذلك نناشد ان يجتمع الاعلاميون وان يعقدوا حلفاً كي لا يكون عملهم وسيلة للتفرقة".
كما ذكر "الاهتزاز الذي حصل في المصالحة المسيحية المسيحية فحيال الوضع الذي عرف تأزماً لا يمكن القبول ان يعمل الاعلامي على فتح الجراح بل نؤكد ان دور الاعلامي هو ان يحافظ على الايجابيات ولا يجب على الاعلاميين ان يتحلوا الى اصطفافيين لنار الفتنة".
وأوضح انه "اذا نظرنا الى المنطقة المحيطة بنا لوجدنا اخطاراً تحدق بشعوبنا وحروباً كثيرة ونرى السلاح يأتي من كل حدب وصوب والمسلحين الذين يدخلون اليها"، معتبراً انه "بدلاً من انقاذ الشعوب يحالون توسيع مجالات النار للاستفادة من الحروب والحصول على مكاسب مادية من السلاح".
وشدد مطر على "اننا نرفض الاستغلال لأهل المنطقة والاصطفاف الغريب مع المتحاربين والمطلوب هو انقاذ المنطقة".