ذكرت "الاخبار" انه بين ليلةٍ وضحاها، بدا أنّ رئيس القوات سمير جعجع يُجرّد وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال ملحم الرياشي من الثقة التي منحه إياها، ويُعيّن "وصياً" عليه، بعد أن كان منذ تسلمه مهمة التواصل السياسي مع بقية الأحزاب والشخصيات، "المايسترو" الوحيد. خطوات كثيرة، تُشير إلى أنّ حجم رياشي داخل "القوات" بدأ بالتقلّص. لا ينحصر الأمر بالقيادة، فالأمينة العامة للقوات شانتال سركيس تعمل جاهدة لإقصاء رياشي تمهيداً لـ"احتلال" موقعه.
واوضحت انه منذ مدة، تنتشر أخبارٌ داخل حزب القوات وخارجه أنّ سركيس تُحاول أن "تتسلّط" على الوزير ملحم رياشي، طمعاً بلعب الدور السياسي المُكلّف به. تسعى إلى أن تكون "المُتكلمة" باسم الحزب، وصاحبة الحق بإطلاق المواقف السياسية، وخوض المفاوضات (الانتخابية) مع بقية الأحزاب. تقوم بذلك، مُتخطية حدود صلاحياتها والنظام الداخلي، "الذي يعتبر أنّ الأمين العام هو رئيس الحزب الإداري، وأرفع منصب تقع تحت سلطته كلّ القطاعات... إلا تلك السياسية"، بحسب أحد المسؤولين القواتيين. طموح سركيس السياسي كبير جداً، "على العكس من رياشي الذي يُدرك جيّداً حدوده ولا يتمسك بالمناصب".
ولفت مسؤول قواتي الى ان "شانتال تستخدم مركزها لإقامة جسرٍ من الإدارة إلى السياسة، والحصول على أكبر قطعة من قالب الحلوى، تماماً كما يُحاول كلّ شخص قريب من السلطة أن يفعل"، ، نافياً أن تكون إحدى "مميزات" سركيس قربها الجغرافي الدائم من جعجع في معراب: "كم مرّة تلتقيه في اليوم؟ لا أحد قريب من جعجع. هذا الرجل براغماتي إلى درجة أنّه يستطيع أن يُدمّر أو يرفع من شأن أحدهم تبعاً للمصلحة الآنية". حتى "الوزير الملك" ملحم رياشي، "جعجع قادر على إيجاد 50 نسخة منه". يعني ذلك أنّ تصرفات سركيس ونواياها التوسعية تحصل تحت أعين جعجع، وقد يكون أيضاً بمباركته. فبالتأكيد، لن تكون لديه مشكلة في "خلق" أكثر من قناة داخل "القوات"، تتصارع في ما بينها، طالما أنّها في النتيجة تحت سيطرته. وثمة فرضية يجري تداولها بأنّ رئيس القوات قرر "قصّ جناحَي" رياشي. حادثتان تُعززان هذه الفرضية. الأولى هي إيفاد مدير مكتب جعجع، إيلي براغيد، مع رياشي للقاء رئيس الحكومة المُكلّف سعد الحريري قبل أيام، لتسليمه مطالب القوات الوزارية، مكتوبةً. والثانية تعديل جعجع لشروطه الوزارية بطلب 4 حقائب مُقسمة بين الطائفتين المارونية والروم الأرثوذكس، ما يعني عدم توزير رياشي من جديد، كونه ينتمي إلى طائفة الروم الكاثوليك.