نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، مقالا بعنوان: "بريطانيا تبيع نفسها لآل سعود.. عار علينا"، هاجمت فيه "الموقف البريطاني من قتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، بعد دخوله إليها لإجراء معاملة رسمية، في 2 تشرين الأول"، مشيرةً إلى ان "هناك تدقيقاً في علاقة بريطانيا الدنيئة بواحدة من أكثر الديكتاتوريات بغضاً على وجه الأرض؛ وهي السعودية، التي قتلت صحفياً وشنّت حرباً في اليمن خلّفت أسوأ أزمة إنسانية في العالم".
ورأت ان "هناك علاقات متشابكة بين النخبة البريطانية ونظام يقطع رؤوس معارضيه، وتسبّب بأكبر أزمة إنسانية في اليمن خلال حربه التي بدأت عام 2015، ولكن يجب ألا تستمر هذه العلاقة"، مشيرةً إلى أنه "منذ انطلاق الحرب التي قادتها السعودية في اليمن عملت الحكومة البريطانية على ترخيص مبيعات أسلحة للسعودية بقيمة 4.7 مليارات جنيه إسترليني، وعمل مستشارون بريطانيون في غرف الحرب السعودية".
وبينت أنه "على الرغم من إيقاف ألمانيا مبيعات أسلحتها للسعودية عقب مقتل خاشقجي، لا تزال القنابل الغربية تقتل الأطفال في حافلات المدارس باليمن، ولا يبدو أن هناك فرصة أخرى لتحذو فيه حكومة المحافظين حذو ألمانيا"، مشيرةً إلى أن "النظام السعودي يُنفق مئات الآلاف من الدولارت على البرلمانيين البريطانيين، ومعظمهم من حزب المحافظين"، لافتةً إلى أن "الإنفاق السعودي عليهم "شمل رحلات خارجية وهدايا، أسهمت في حديث البعض منهم عن السعودية بشكل ودّي وإيجابي".
وأضافت الصحيفة: "هناك روابط اقتصادية تربط بريطانيا مع السعودية؛ ففي وقت سابق أشاد وزير خارجية بلادنا بما يقدّر بنحو 65 مليار جنيه إسترليني من الاستثمارات السعودية في خلال العقد القادم في قطاعات تتراوح بين التمويل والتعليم والرعاية الصحية والدفاع" ورأت أن "التأثير السعودي يصل إلى عمق المجتمع المدني البريطاني؛ حيث تم إغراء الجامعات بالمال من قبل العائلة الحاكمة بالسعودية، من بينها عشرات الملايين التي تدفّقت على مؤسسات جمعة أكسفورد؛ مثل متحف إشموليان ومدرسة سعيد للأعمال".
ولفتت إلى أنه "في حين ترفض متاحف نيويورك الأموال السعودية، رفض متحف التأريخ الطبيعي في بريطانيا إلغاء التمويل السعودي، مؤكّداً أنه مصدر هام للتمويل الخارجي وحتى الصحافة الحرة في بريطانيا أصابتها لعنة المال السعودي؛ فقد تعاونت شركة إندبندنت مع مجموعة إعلامية قريبة من العائلة السعودية؛ لإطلاق مواقع إلكترونية عبر الشرق الأوسط وباكستان"، مشيرةً إلى أنه "اشترى رجل أعمال من العائلة السعودية الحاكمة نحو 30 في المئة من أسهم الشركة، في حين دفع سعوديون لشركات إعلانية مبالغ من أجل الترويج لأجندات محمد بن سلمان في الصحف، ومن ضمن ذلك صحيفة الغارديان".
وتابعت: "السعودية هي مملكة طغيان تهدّدنا جميعاً؛ فقد كانت مركز نشوء حركات التطرّف الإسلامي؛ القاعدة وطالبان وداعش، وهي دولة تعامل النساء بوحشية، وتُعدم المتّهمين بالمثلية الجنسية، وتحظر عمل الأحزاب والإعلام الحر، وتستخدم الأسلحة الأمريكية والبريطانية لقتل المدنيين في اليمن"، مشددةً علاى أن "تحالف النخبة البريطانية الحاكمة مع آل سعود يفضح نفاقهم في الحديث عن حقوق الإنسان في الخارج".