لم يكد ينتهي لقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون امس الاول في بعبدا براعي ابرشية صيدا ودير القمر وتوابعهما للروم الكاثوليك المطران ايلي حداد مع وفد ضم رئيس بلدية المية ومية رفعت بو سابا وكهنة البلدة والمختارين، حتى عادت الاشتباكات في مخيم المية ومية وبوتيرة شديدة لم يشهد المخيم لها مثيل في الايام والاسابيع الماضية.
ويقول المطران حداد لـ"الديار" ان اهالي المية ومية يثقون بالدولة والجيش ومرتاحون لانتشار الجيش في اطراف المخيم وما نرجوه ان لا يبقى المخيم عرضة للفوضى والبلدة وجوارها تحت رحمة العبثية والعبثيين. وينقل حداد عن الرئيس عون جزمه بأن الفوضى ستنتهي في المخيم والجيش سيفرض الامن فيه وفي كل المناطق اللبنانية كما وعدنا بحل مشكلة العقارات ولا سيما العقارات التابعة للبلدة التي يشغلها سكان المخيم.
الاشتباكات التي تجددت امس الاول بعد صلاة الظهر والتي ارتفعت وتيرتها ليلاً بقيت متقطعة طول ما قبل ظهر امس واستدعت لقاءات سياسية وامنية امتدت من ثكنة زغيب في صيدا الى مكتب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود الى مكتب النائب اسامة سعد الى حارة صيدا حيث عقد لقاء بين الفصائل وحركة امل، لتتوج الجهود بلقاء مصالحة بين فتح والامن الوطني الفلسطيني وانصار الله في مقر المجلس السياسي لحزب الله في حارة حريك برعاية وحضور مسؤول الملف الفلسطيني في حزب الله وعضو المجلس السياسي في الحزب النائب السابق حسن حب الله وقد حضر اللقاء كبار قيادات فتح والامن الوطني السياسية والامنية كما حضرت قيادة انصار الله وتركز البحث طوال ساعتين من الزمن على تثبيت وقف اطلاق النار وانهاء كل المظاهر المسلحة.
ويؤكد حب الله لـ"الديار"، ان حزب الله رعى المصالحة بين الطرفين وتوج كل الجهود الفلسطينية واللبنانية لانهاء الاشتباكات. ويشير حب الله الى ان الاشتباكات انتهت الى غير رجعة وسيكون هناك اتفاق دائم بين الفصائل كافة بعدم الاحتكام الى السلاح لحل الخلافات وان هذا السلاح وجهته القضية الفلسطينية وتحرير القدس وهو مخصص للمقاومة ضد الاحتلال الصهيوني وليس لتصفية الحسابات. ويؤكد على تثبيت الامن والاستقرار والتسليم فيهما لمرجعية الدولة والجيش والقضاء وعلى تشكيل لجنة مشتركة بين الطرفين لحل الخلافات كما سيعزز الجيش حضوره في اطراف المخيم كما ستمنع المظاهر المسلحة وسيسلم اي مخل بالامن ولو في جريمة جنائية عادية الى الدولة ليحاكم امام القضاء.
في المقابل شكلت الاشتباكات مصدر قلق وازعاج فلسطيني ولبناني كبير حيث شلت الحياة في منطقة صيدا وجوارها لمدة يومين كما تعطلت الحركة الدراسية والجامعية في محيط مخيم المية ومية كما سبب الرصاص الطائش وبعض القذائف الصاروخية الطائشة ايضاً حالة من الخوف وسقوط جرحى وتضررت محال ومبان سكنية بالاضافة الى خوف من انتقال الصراع الى مخيم عين الحلوة وامنه الهش مع وجود استنفار في صفوف بعض الجهات السلفية.
وتقول اوساط فلسطينية ان ما تشهده المخيمات وخصوصا الجنوبية كعين الحلوة والمية ومية يعزز المخاوف من وجود نوايا اقليمية ودولية لبعض الجهات لاستخدام المخيمات وتعزيز الانقسام الفلسطيني لاضعاف الوحدة الداخلية الفلسطينية ولتشتيت انتباه المقاومة الفلسطينية ولتمرير الصفقات المشبوهة في الاراضي المحتلة وللضغط على لبنان والمقاومة فاللعب بامن المخيمات لعب بأمن لبنان مباشرة والعكس صحيح. وترى الاوساط ان استلام الجيش المبادرة في المخيمات واعتماده السياسة الوقائية والتوقيفات النوعية للمطلوبين الخطيرين في عين الحلوة وانتشاره في المية ومية يشكل عامل اطمئنان فلسطيني ولبناني ونراهن على مزيد من التنسيق معه لضمان الاستقرار داخل المخيمات وخارجها.