أكّد أمين عام "تيار المستقبل" أحمد الحريري، عقب زيارته غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب، حيث عقد اجتماعًا مشتركًا مع مجلسي إدارة الغرفة و"جمعية تجار صيدا" وضواحيها، "الوقوف إلى جانب كلّ القطاعات التجارية والصناعة والزراعية في ظلّ الأزمات الّتي نعيشها في لبنان على كلّ المستويات".
ونوّه بـ"الدور الّذي تقوم به غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب وجمعية تجار صيدا وضواحيها، في دعم ومساندة هذه القطاعات لتمكينها من الصمود قدر الإمكان".
من ثمّ، تناول الحريري عددًا من القضايا والمواضيع الّتي أثارها أعضاء مجلس الغرفة والجمعية، وفي مقدّمها مشكلة الكهرباء، لافتًا إلى أنّ "موضوع الكهرباء سياسي قبل أن يكون أي شيء آخر، وقبل أن نسأل عن سبب عدم إيجاد حلّ لأزمة الكهرباء، علينا أن نبحث على "مافيات" المولدات ومن يديرها ومن الّذي يستفيد منها، ولماذا تنتشر في كلّ لبنان وبهذه الكثرة. وبعدها يسألون لماذا لا تأتي الكهرباء ولماذا علينا أن نُحرم منها".
وفي ما يتعلّق بأزمة القطاع الزراعي، ركّز على أنّ "لا شكّ أنّ هناك مشكلة كبيرة يعانيها هذا القطاع وأسبابها متعدّدة، وفي مقدّمها موضوع تصريف الإنتاج؛ وينطبق الأمر أيضًا على منطقة البقاع"، موضحًا أنّ "الحل هو أن نفكّر بطريقة غير تقليدية ونبحث عن مصادر إنتاج جديدة. نحن لا نستطيع أن نبقى على مصادر الإنتاج نفسها الّتي نعيش عليها"، مشدّدًا على "وجوب أن نرى ماذا يفعل العالم من حولنا. هناك تجارب ناجحة في العالم، لماذا لا نقولبها بإطار لبناني يمكن أن ينجح عندنا؟".
وبيّن الحريري أنّ "هناك نظامًا عالميًّا جديدًا يتكوّن، وبطبيعة الحال يتكوّن معه نظام اقتصادي عالمي جديد لأنّ الإقتصاد هو المحرّك الأساسي لأي سياسة في دول العالم الأولى والرائدة والحاكمة في هذا العالم. لذلك، الندوات الّتي علينا أن ننظّمها عليها أن تحلّل ما يحصل ولا يجب أن تقف عنده".
أمّا في موضوع التنقيب عن النفط، فكشف أنّ "الموضوع الأساسي الّذي سيطرح مع هذه الحكومة هو التنقيب عن الغاز والبترول لأنّ هذا ينقلنا إلى مكان أعلى، وبالتالي يفتح الباب أمام حوالي المئة والخمسين وظيفة عمل إذا قمنا بتدريب الناس على الإختصاصات الّتي يتطلّبها العمل في هذا القطاع"، مركّزًا على "وجوب أن يكون لدينا يد عاملة متخصّصة وليست تقليدية، ونحن نقوم بكل الجهود لكي يقوم اللبنانيون بالتخصّص والعمل في هذا الحقل، وهذا يبدأ من المعاهد الفنية المتخصّصة".
ووجد أنّ "قطاع البناء هو آخر قطاع كان صامدًا في فترة من الفترات، قبل الضربة الأخيرة الّتي تعرّض لها، ورئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري مصرّ على إعادة استئناف موضوع الإسكان".
كما رأى الحريري أنّ "التحديات الآتية على هذه الحكومة كبيرة. هذه الحكومة لديها فرصة في مؤتمر "سيدر" في ما يتعلّق بالبنى التحتية لأنّ من عام 2005 أي منذ اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري حتّى اليوم، لم يحصل أي عمل في البنى التحتية"، موضحًا أنّه "كانت هناك صيانة لمشاريع قام بها رفيق الحريري أو استكمال لمشاريع بدأها الحريري"، مفسّرًا أنّ "الأمثلة على ذلك موجودة من الجنوب إلى عكار والبقاع إلى الشمال وبيروت. فهذه أيضًا انطلاقة تعيد ضخ الروح في الدورة الإقتصادية".
ولفت إلى أنّ "الشق الآخر من "سيدر" يتعلّق بالمشاريع الإستثمارية، من قبل شركات تأتي من الخارج، ولذلك مهمّتنا أن نكون جاهزين وخلاقين بالمشاريع الّتي نقدّمها والّتي لا يجب أن تكون مشاريع تقليدية".
وشدّد الحريري على أنّ "الأزمة الإقتصادية الحاصلة في لبنان ليست محصورة بطائفة معيّنة بل تطال كلّ اللبنانيين، وأنّ الصرخة من هذه الأزمة عابرة للحدود والمناطق من كلّ الطوائف والمناطق والمذاهب"، مؤكّدًا أنّ "على الحكومة الّتي نحن جزء منها وعلى كلّ الأفرقاء السياسيين الّذين سيشاركون فيها، أن يقدّموا الحلول إلى اللبنانيين لأنّ انتخابات 2018 كانت آخر فرصة للأحزاب السياسية بمن فيهم نحن".
وأوضح "أنّني أتكلّم بصراحة وبشكل علني، لأنّ كلّ الأحزاب السياسية توقّعت أن يقوم 80 بالمئة من اللبنانيين بالتصويت في الإنتخابات الأخيرة، الجميع بمن فيهم نحن، ولكن 49 بالمئة فقط انتخبوا"، مشيرًا إلى أنّ "هناك أكثر من 50 بالمئة يستطيعون أن يقلبوا الطاولة إذا صوّت عشرون أو ثلاثون في المئة منهم فقط وفق هذا القانون الإنتخابي، ويمكنهم ان يقلبوا المقاييس. هؤلاء أعطوا فرصة أخيرة للأحزاب ولـ"الطقم" الموجود. وإذا لم يكن أحد على قدر التوقعات، فإنّه سيكون هناك كلام آخر في انتخابات 2022 النيابية".