أكد مسؤول جهاز الاعلام والتواصل في "القوات"اللبنانية" شارل جبور أن حزبه خرج منتصرا من عملية تشكيل الحكومة، "باعتبار أنه كان هناك حربا خيضت بوجهنا بهدف تحجيمنا واخراجنا، لكننا وبالرغم من كل ذلك أخذنا حصّة أتاحها لنا تمثيلنا النيابي والشعبي، وبالتالي لن يكون باستطاعة أحد أن يمنّننا بتقديم هدايا وزارية أو غيرها". وأوضح جبور أنه في الحكومة التي تشكلت في العام 2016 كانت حصة "القوّات" الوزاريّة جزء من اتفاق معراب الذي فتح طريق بعبدا أمام الرئيس ميشال عون، وبالتالي كان من الطبيعي أن يتضمّن الاتفاق تفاهما ضمنيّا على مستوى التمثيل والشراكة على مستوى السلطة السياسيّة، أما اليوم وبعد الانتخابات النيابيّة الاخيرة لم يعد هناك من يستطيع أن يقول بأن نواب "القوات" انتخبوا برافعات غير قواتيّة أيّ بأصوات الغير، من هنا أتى تمثيلنا الوزراي كانعكاس مباشر لتمثيلنا النيابي والشعبي.
وأوضح جبور في حديث لـ"النشرة" أن حزبه سيطوي صفحة تشكيل الحكومة بعدما توصلنا الى صيغة لا غالب ولا مغلوب، وبعدما قدم كل الفرقاء التنازلات والتسهيلات، وسينصرف لتحويل الوزارات التي تمكّن من الحصول عليها الى وزارات سياديّة، تماما كما فعل في الحكومة الماضية. وقال: "أثبتت التجربة أنّ حركة وزراء القوّات الـ3 أكبر من حركة مجلس الوزراء مجتمعا، وهذا هو النفس الذي سندخل فيه الى الحكومة الجديدة، بحيث سنستكمل مهمّتنا بتأمين التوازن الوطني المطلوب سواء بالموضوع السيادي أو بمشروع بناء الدولة أو النأي بالنفس"، مشدّدا على أن الضمانة للاستقرار السياسي هو التوازن السياسي القائم الذي تؤمنه بشكل اساسي "القوات اللبنانية".
ولفت جبور الى أن حزبه وفي الشق الاصلاحي، "أرسى نهجا جديدا من خلال الدفع باتجاه الالتزام بالقوانين والمعايير وبالشفافية"، مشددا على أنه "النهج الخلاصي الوحيد لقيام مشروع الدولة النزيهة والشفافة وطيّ صفحة الدولة المزرعة".
وردا على سؤال عن سبب عدم الانضواء في صفوف المعارضة، ذكر جبور أن "القوات" نشأت كطرف سياسي معارض ومقاوم، ولطالما كانت على مرّ التاريخ خارج السلطة وفي موقع المُحارَب والمواجَه والمحاصَر، وقال: "وجودنا في السلطة اليوم وجود نضالي وخدمة للناس ولتحقيق الانجازات، وليس حبًّا بالكراسي. ونحن نعتقد أنّ المعارضة تتطلب ظروفا وطنيّة غير متوافرة"، لافتا الى ان المعارضة ستعني مواجهة العهد، وهو ما نرفضه باعتبار أننا من أوصل العماد عون الى موقع الرئاسة ولا نريد أيّ اشتباك معه، أضف اننا حريصون على المصالحة المسيحية". وتابع: "كما اننا على يقين أن هناك قدرة على تحقيق الانجازات والأهداف في هذه المرحلة من داخل السلطة، والاهم اننا لم نرد أن نهدي خروجنا من الحكومة لأخصامنا على طبق من ذهب".
ووصف جبور تمسك حزب الله بتوزير أحد حلفائه السنة بـ"المفاجأة"، مستهجنا "كيف تطفو هذه العقبة فجأة على السطح، وكأنّ هناك من كان يتلطّى بالعقدة المسيحيّة لمنع تشكيل الحكومة". وقال: "لا شكّ أن هناك قطبة مخفيّة، ونحن ننتظر أن تتّضح الصورة ونتأكد من خلفيّات الموضوع ليكون لنا بحينها الموقف المناسب".