أكد مصدر رفيع المستوى في الخارجية الإيرانية لصحيفة "الجريدة" أن "زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو لمسقط قبل أسبوع لم تكن مفاجئة لإيران"، مشيرا الى ان "مساعد وزير الخارجية العماني محمد بن عوض الحسان سافر إلى طهران قبل يومين من زيارة نتانياهو للسلطنة، وأطلع الإيرانيين على الزيارة قبل إجرائها، وأبلغهم بنتائجها تباعاً".
وقال المصدر إن إيران كانت تبحث عن قناة اتصال جديدة أكثر أماناً مع تل أبيب، بدلاً من موسكو، بعد فقدانها الثقة بالأخيرة واشتباهها في أن الروس يتلاعبون بالرسائل حسب مصالحهم، وأحياناً يتأخرون في إيصالها، مما كلف طهران خسارة عدد من كبار قادة الحرس الثوري في سوريا"، معتبرا ان " طهران توصلت إلى قناعة أن موسكو سعت إلى زيادة التوتر بينها وبين إسرائيل والاصطياد في الماء العكر، وهي الآن تقوم بذلك بين طهران وواشنطن"، مضيفا :"خلال زيارة مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين جابري أنصاري لعمان الشهر الماضي، أُبلغت إيران أن الإسرائيليين أيضاً تواصلوا مع عُمان ويبحثون عن خط اتصال، فوافقت أن تكون عمان هي الوسيط".
وأكد المصدر أن "سياسة إيران عادة تكمن في نفي أي اتصالات مع إسرائيل، لكن الواقع الدبلوماسي يفرض عليها أن يكون لديها خطوط اتصال آمنة حتى مع أعدائها، معطياً مثلاً ببقاء السفارة الإيرانية في بغداد فاعلة خلال الحرب العراقية - الإيرانية"، مشددا على ان " سياسة بلاده المبدئية هي دعم موقف الشعب الفلسطيني لتحرير أرضه، لكن إيران ليست ملكية أكثر من الملك، وإذا اختار الشعب الفلسطيني القبول بأي حل لقضيته فسيلقى دعماً من طهران".
ولفت إلى أن "المرشد الأعلى علي خامنئي أعلن منذ أكثر من 14 عاماً هذا الموقف عندما طرح موضوع الاستفتاء الشعبي في فلسطين، وتعهد بأن تقبل طهران كل ما يخرج عنه، سواء كان إقامة دولتين أو دولة واحدة، لكن الكثيرين لم ينتبهوا إلى مغزى هذا الكلام".