ينتهي شهر تشرين الاول وهو الشهر المكرس لصلاة الوردية وتكريمها وطلب شفاعتها وللتأمل في اسرار المسبحة الوردية وعلاقتها بحياة مريم العذراء وارتباطها بابنها يسوع وحياته. هي أم يسوع الاله الابن فهي اذا ام الله وسلطانة السماوات والارض السلطانة القديرة والشفيعة المستجابة وشفاء المرضى وعزاء الحزانى وابنها لا يرد لها طلباً وهي مرهوبة كجنود تحت الرايات.
الصلاة على اصابع اليد
كان الناس يصلون على اصابعهم للعذراء مريم "السلام الملائكي". حتى ان جنود الحملات الصليبية لما ارادوا أن يصلوا اقترح عليهم بطرس الناسك أن يصلوا على حبل عليه عقد تشبه حبات المسبحة أو "السلام الملائكي"، بسبحة تشبه الوردية بمئة وخمسين عقدة صلاة مئة وخمسين سلاما للعذراء على عدد المزامير كان ذلك في مطلع القرن الحادي عشر اما في القرن الرابع فقد اقتصر فرض الرهبان على تلاوة الأبانا والسلام وترتيل المزامير وعددها مئة وخمسين مزمورا ولما ظهرت العذراء على القديس عبد الاحد قام على تنسيق هذه الصلاة ونشرها بين المؤمنين ودعيت بصلاة "المسبحة الوردية".
عبد الاحد والبدع
أيام القديس عبد الاحد ظهرت بدع كثيرة وملأت مدناً كثيرة في اسبانيا وغرنسا وايطاليا فالتجأ القديس عبد الاحد الى مغارة في مدينة تولوز في فرنسا وراح يصلي طالباً شفاعة العذراء فظهرت له العذراء بصورة سيدة جميلة ومعها ثلاثة سيدات كل واحدة منهن معها خمسين فتاة بثياب مختلفة.
السيدة الاولى بثياب بيضاء علامة على اسرار الفرج.
السيدة الثانية بثياب حمراء علامة على اسرار الحزن.
السيدة الثالثة بثياب مذهبة علامة على اسرار المجد.
كان ذلك سنة 1213 وفي سنة 1216 اسس رهبنة الدومينكان.
وااضف البابا القديس يوحنا بولس الثاني سنة 2002 أسرار النور.
كالوردة على ضفاف المياه
اما تسمية الوردية فقد اتت من جملة في كتاب سفر الحكمة "كالوردة المغروسة على ضفاف المياه" وفي سفر الجامعة "كالوردة المغروسة في اريحا".
الاسطول التركي
يزحف والعذراء ترده
سنة 1571 زحف الاسطول التركي على ايطاليا عبر البحر المتوسط ليحتل أوروبا. فاستنجد البابا بيوس الخامس بالدول الاوروبية فأنجدته ايطاليا واسبانيا وفرنسا والمانيا والنمسا وباساطيلها. والتقى الجيشان قرب جزيرة "ليبانتيا" هناك شتت الرياح المراكب المسيحية وعاكستها ولاحت في الافق الهزيمة والخسارة ودب الهلع والخوف في الناس فدخل البابا غرفته واخذ بالصلاة كما فعا موسى على رأٍس الجبل.
صلى المسبحة الوردية وانقلبت الرياح منعكسة على مراكب الاتراك فانهزموا وتستتوا وتراجعوا وهربوا وانتصرت المراكب المسيحية فاضاف البابا الى طلبة العذراء "يا معونة النصارى" بعده اضاف البابا غريغوريوس الثالث عشر جملة "يا سلطانة الوردية المقدسة".
وسنة 1965 اخذ البابا بولس السادس من متحف الفاتيكتن الاعلام التركية والبيارق المأخوذة غنيمة من الحرب وأهداها لتركيا عند زيارته لها.
الاتراك مجددا
وعاد الاتراك بعد مئة سنة لغزو أوروبا من البر وحاصروا مدينة فيينا مدة عشر سنوات وكان جان سوبيسكي ملك بولونيا يقود الجيوش الاوروبية المسيحية فلما رأى صعوبة الانتصار صعد الى تلة هناك وصرخ طالباً النجدة من العذراء رافعا لها بمسبحة الوردية عندها نفذت ذخيرة الاتراك، فتراجعوا وولوا هاربين.
كان ذلك في 13 أيلول 1683 وكرس البابا شهر تشرين الاول بكامله للوردية المقدسة.
الشفاعة الفعالة
ان شفاعة الوردية وأم الله وأم الله مريم البتول والعذراء لا ترد عند ابنها الوحيد يسوع المسيح. وكما نقول نحن في حياتنا من كان للعذراء عبداً لن يدركه الهلاك أبدا فلتكن صلاتها معنا دوماً هي الام الحنونة هي ملجانا ورجانا وعليها اتكالنا. فنحن كما يقول الاب يواكيم مبارك مريمو العبادة ولا يخلو بيت وطريق من معبد لها ولا يخلو عنق من ايقونتها فلها الاكرام والمديح والحب وهي تزنر لبنان واقفة على جميع جباله تحرسها.