أكد وزير الشؤون الإجتماعية في حكومة تصريف الأعمال بيار بو عاصي، خلال لقاء في معرض الكتاب في البيال، أن "هناك شعوراً بأننا لسنا في مرحلة سلام وذلك لسببين: الأول هناك نوع من الصدمة وللخروج من هذه الصدمة يجب قبولها، نحن اللبنانيون لدينا القدرة على قلب الصفحة بسرعة واحيانا على تمزيقها، ولكن هناك ثمن سندفعه اذا ظللنا نعيش بالوهم من دون ان نسمي الأشياء بأسمائها، يجب ان يتذكر الناس دوما كم ان الحرب كانت رهيبة وما نتج عنها من اغتيالات وقصف وخوف، واحيانا يستمر الخوف اجيالا، ومن يعتقد ان الحرب تنتهي مع وقف اطلاق النار واهم".
واعتبر "ان السبب الوحيد لوجود دولة هو خلق ملاذ آمن، وعندما يكون النزاع داخليا فهذا يعني ان الدولة سقطت"، مشيراً إلى أن الدولة في وضعها الحالي لا توحي بالثقة، والطريقة التي بنيت فيها الدولة وضعفها وادائها الضعيف لا توحي بالثقة للناس".
ورأى "ان التفتيش عن السلام هو الوجهة الحقيقية، والسلام يبنى كل يوم وله عناصر عدة، ومنها الدولة القوية التي لا تقمع مواطنيها، ولقد شاهدنا الدول التي تقمع تحت ستار تأمين السلام والإستقرار كيف انفجرت. يجب على الدولة ان تحمي الناس وتحمي حقوقهم، والدولة الجيدة هي الدولة التي تحفز طاقات الخلق والإبداع الإقتصادية والثقافية والفنية. ومكونات السلام هي اولا الخروج من الخوف، وهذا يبدأ من القلب من خلال الثقة بالنفس وتأكيد الهوية والإنفتاح، مما يؤدي الى انشاء اسس مجتمع سلمي ديناميكي ومتطور".
واعتبر "ان لا مجتمعات من دون قيم، يجب ان تكون القيم واضحة وتتلخص بالحياة الإنسانية وبالكرامة الإنسانية وبحرية العبادة، ونحن نلمس بأن اكثر المجتمعات سلمية هي المجتمعات التي احترمت هذه القيم، ومن المؤسف عدم تبنيها كقيم جماعية للدولة اللبنانية".
ولفت إلى أن "طريق السلام رحلة لا تنتهي، ويجب ان تبدأ في مكان ما، ولكي تبدأ يجب ان تكون هناك الشجاعة لمعرفة اين نتواجد". واعتبر "ان وضعنا الحالي ليس ميؤوسا منه ولكنه ليس عظيما".
وسأل "هل سقط لنا في الحرب نحو 130 الف قتيل لنبقى ستة اشهر من دون حكومة؟ لماذا لدينا اقتصاد متداع وعدم تفهم للآخر، هذا لا يشبهنا". ورأى "ان هناك انحرافا يحصل في مجتمعنا، وما يقلقني كثيرا هو وجود افراد لامعين ومجتمع متردد غير قادر على وضع اهداف".
ورأى أنه "من خلال الشجاعة والتصميم والثقة بالنفس ونظام قيم ثابت وواضح يمكننا بناء لبنان الذي يشبهنا".