رفض عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب محمد خواجة "فرضية أن تقود "البراغماتية" الأميركية الإقتصادية، الولايات المتحدة، الى العمل على تخفيف حدّة النَفَسْ اليميني المتطرّف في إسرائيل" وقال:"اليمين المتطرّف يجلس حالياً في البيت الأبيض، فيما الخطوط الأكثر تطرّفاً هي التي تحكم أينما كان وتحديداً في البيت الابيض، بينما الإدارة الاسرائيلية هي الأكثر تطرّفاً".
ورأى في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" أن "رغبة وزير الدفاع الاسرائيلي المستقيل أفيعدور ليبرمان بمتابعة الحرب في غزة الى النهاية تحوي "بروباغندا" إنتخابية، وهذه طريقة متّبعة في اللّعبة الإسرائيلية الداخلية، فما حصل في الوقت الحاضر بسبب الخلاف حول الحرب على غزة، قد يتسبّب بالذهاب الى انتخابات بسبب التركيبة التي أصبحت هشّة للحكومة الإسرائيلية. أما ليبرمان، فيطمح الى أن يبني سياسياً على فكرة أنه كان يطمح بإعادة هيبة الرّدع الاسرائيلي في غزة فيما نتنياهو منعه من تحقيق ذلك".
وأضاف خواجة:"إسرائيل دولة تبني حكوماتها على تحالفات، ويُمارس الإسرائيليون الإبتزاز بحقّ بعضهم أيضاً، وهذا المشهد سيتحكّم بإسرائيل حتماً في المرحلة القادمة.
وحول مستقبل مستقبل اليمين الإسرائيلي المتطرّف في المشهد الإسرائيلي عموماً، بعد استقالة ليبرمان، أشار خواجة الى "أنين لا أحبّ التخمينات في ما يتعلّق بالأوضاع الإسرائيلية الداخلية. ولكن نذكّر أن الأمر لا يفرق كثيراً بين اليمين المتشدّد و"حزب العمل" هناك".
وسأل:"هل أعضاء "حزب العمل" هم عبارة عن حمائم؟ بالطبع لا، فأكبر الأحداث التي حصلت في فلسطين المحتلّة قام بها الإسرائيليون في ظلّ سلطة "حزب العمل" كحرب عام 1956 على سبيل المثال".
وعلّق خواجة على ما يُحكى عن دولة فلسطينية يرد ذكرها في "صفقة القرن"، فشدّد على أن "هذه ليست دولة في ظل مساحة قليلة جداً، بل هي تصفية للقضية الفلسطينية وتصفية لشعب له حقوقه بأرضه ووطنه وجعله مجرّد كتلة بشرية تُحلّ مشاكلها على حساب الأموال العربية، ونقطة على السطر".
وشرح أن "الإسرائيليين في الأساس لا يُريدون قطاع غزة، وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن عرض على الرئيس المصري أنور السادات أخذ قطاع غزة، لأنه (القطاع) النقطة ذات الكثافة البشرية الأكبر في العالم، في الكيلومتر المربّع الواحد".
ولفت خواجة الى أن "إسرائيل تحاول الإستفادة من التماهي الأميركي مع سياساتها في المنطقة، ومن "الإنبطاح" العربي شبه الكامل لتصفية القضية الفلسطينية تصفية كاملة. ولكن شعب غزة والمقاومة فيها، وحتى المقاومة الموجودة في الضفة الغربية، كلّها عوامل إزعاج كبير للإسرائيليين وخصوصاً في غزة. فإذا احتلّت إسرائيل القطاع، ماذا يفعل جيشها فيه في اليوم التالي؟".
وقال:"خلاف كبير وحقيقي حصل بين من يريد إكمال المعركة الى النهاية مهما كانت النتائج وبين من يريد التريّث. فالتصعيد الأخير الذي حدث في غزة يختلف تماماً عن كلّ الجولات التي حصلت في السابق، وهو وضع إسرائيل أمام تحدّيات كبرى. فالصواريخ الفلسطينية التي وصلت الى عسقلان تتميّز بقدرات تدميرية كبيرة، وهذا يجب التوقُّف أمامه، وإسرائيل لاحظت كلّ شيء حتماً، وبعدما كانت تهدّد بضرب سوريا والمقاومة في لبنان، ظهر لها أنها عاجزة عن إنهاء الوضع في قطاع غزة الصغير والمحاصر من كلّ الجهات".
وشدّد خواجة على "أننا حالياً أمام "كباش" كبير في المنطقة، بين أطراف تريد إنهاء القضية الفلسطينية وأخرى رافضة لحصول ذلك، فيما أول الرافضين هو الشعب الفلسطيني. وطالما لم يتمّ الحصول على توقيع وقبول وتنازُل الشعب الفلسطيني، فإنه لا يُمكن لما يسمى "صفقة القرن" أن تمرّ، فما حصل في غزة له تداعياته الإيجابية على الشعب الفلسطيني عموماً، وعلى قضية فلسطين"، مشيراً إلى أن "مآزق كثيرة موجودة حالياً في المنطقة، وإسرائيل ليست بمنأى عنها، وهذا هو التحدّي الكبير أمامها".