أمل رئيس بلدية صيدا محمد السعودي خلال احتفال مدينة صيدا بوصول شعلة عيد الإستقلال الـ75 الماسي "وعد المجد.. بتوقيت صيدون" "أن تتشكل الحكومة قريبا، فقد آن الوقت لنتكاتف مع بعضنا البعض، ونهتم بهذا البلد وبالناس المساكين".
ولفت إلى أن "هنا صيدا، هنا صيدا رياض الصلح، الذي كان جزءا من معادلة الإستقلال أيام الإنتداب الفرنسي. هنا صيدا معروف ومصطفى سعد، ونزيه البزري، ومحرم العارفي وغيرهم، الذين كانوا في طليعة أبناء المدينة خلال الإحتلال الإسرائيلي والذين كانوا جزءا أساسيا من معركة المقاومة التي أوصلت إلى التحرير. هنا صيدا رفيق الحريري، الذي خرج من رحم مدينته إلى كل لبنان، قائدا لمسيرة إعادة الإعمار، التي كان مرسوما لها أن تحقق إستقلال لبنان الإقتصادي وتضعه على طريق الإنماء ليكون رياديا على مستوى المنطقة بل حتى العالم. لكننا اليوم في صيدا، وباقي مدن لبنان، وفي الذكرى الـ75 للإستقلال، يجمعنا سؤال واحد، أين نحن من الإستقلال الحقيقي؟ أين نحن من تحقيق الحلم الذي سعى إليه كل رجالات صيدا ورجالات لبنان، في أن يكون لبنان سيدا حرا مستقلا؟ هذه الإستقلالية، لا تكون فقط على مستوى الجغرافيا كما هو الإستقلال بصيغته اليوم، بل يتحقق فعلا عندما يكون القرار اللبناني صناعة وطنية 100%، ولا يأتي من عواصم القرار كما يسمونها".
أضاف: "نحن نملك بأيدينا اليوم أن نتحرر من كل ما ينتقص من سيادتنا على مستوى القرار، وأن نتخذ قراراتنا بمعزل عن أي إملاءات خارجية، لنحقق بذلك حلم المواطنية والإنتماء التي يسعى إليها كل مواطن في بلده. نعم تربطنا صداقات وعلاقات ومصالح مشتركة ومصير مشترك مع كثير من الدول المجاورة أو الصديقة أو الحليفة، عربية وإسلامية وفرانكوفونية وغيرها، ولكن أهل مكة أدرى بشعابها، ونحن أهل هذا الوطن لبنان، يجب أن نكون أدرى من غيرنا بما يخدم مصلحة وطننا بالدرجة الأولى ومعه مصلحة المواطنين الذين يخسرون يوما بعد يوم ثقتهم في أن يحضنهم هذا الوطن كما تحتضن الدول المتقدمة مواطنيها".
وأشار إلى أنه "في الذكرى ال75 للإستقلال، يقف شبابنا على أبواب السفارات ليقدموا طلبات الهجرة، والمؤسسات التجارية والصناعية تدق ناقوس الخطر الذي يرتفع صوته يوما بعد يوم، والوضع الصحي والإجتماعي ينذر بما هو أسوأ، بينما السياسيون ما زالوا يخوضون على مدى أكثر من 6 أشهر مسار تشكيل الحكومة. سامحوني على هذه السوداوية في ذكرى الإستقلال، لكن هذا اليوم وإن كان يعيدنا إلى أمجاد الماضي، لكنه في الوقت نفسه يفتح جروح الحاضر، لكي نقوم بجردة حساب نبني على أساسها للمستقبل. في يوم وصول شعلة الإستقلال إلى صيدا، قادمة من مدينة لبنانية ومرتحلة إلى أخرى لتجوب كل لبنان، علينا أن نستوحي منها أن ما يجمعنا في هذا البلد أكثر مما يفرقنا، وأنه يفترض بنا أن نتعلم أننا رغم كل خلافاتنا وتوجهاتنا، قادرون على أن نجتمع كلنا لنرتقي بهذا الوطن إلى مصاف الدول الراقية، كي لا نكون منافقين، نقول في كل يوم وفي كل مناسبة كلنا للوطن، بينما التطبيق للأسف بأننا كلنا على الوطن".