اعتبر مستشار الرئيس التركي ياسين أقطاي أن "السعودية تسعى لتبرئة المتهم الحقيقي بقتل جمال خاشقجي، حيث قام مدعيها العام بتكذيب تصريحها حول "المتعاون المحلي"، مشيراً إلى "اننا أمام حالة تلبس في جريمة قتل خاشقجي. فهناك جريمة متسلسلة ارتكبها أشخاص لن يستطيعوا التحرك دون استغلال أعلى صلاحيات الدولة في مكان تابع للدولة السعودية مستغلين كذلك كل إمكانيات الدولة".
ولفت إلى أن "النائب العام السعودي، سعود المعجب، "الذي كلفته الدولة بالتحقيق في الواقعة يبدأ مهمته بإقالة الأشخاص الذين تحوم حولهم الشبهات أكثر من غيرهم منذ وقوع الجريمة"، مشيراً إلى أنه "هكذا فإنه يلعب دور المحامي لا النائب العام. وأما كل كلمة يقولها بصفته محاميا فتتحول إلى دليل يمكن استغلاله ضد المتهمين بعد فترة، إلى دليل ضد من يحاولون حمايته علانية أكثر من غيره، لا ضد الأشخاص الذين وجه إليهم التهمة وطالب بإعدامهم".
وسأل: "متى وكيف تم إكمال التحقيق؟ فهو لا يمتلك جميع الأدلة التي يحتاجها لإماطة اللثام عن تفاصيل الواقعة"، مشدداً على أن "خاشقجي كان في الواقع يحب وطنه ويشتاق إليه لدرجة أن مسؤولا سعوديا رفيع المستوى كان يستطيع ببساطة إقناعه بالعودة باتصال هاتفي، فلم يكن هناك أي اتهام أو حكم قضائي أو قرار بالضبط في حقه"، متسائلا: "لماذا كانوا سيقنعونه بالعودة؟ هل ليقوموا في الرياض بفعل ما فعلوه في قنصلية اسطنبول؟".
وأشار إلى أن "النائب العام السعودي يقول عبارات متناقضة مع بعضها البعض"، وتابع: "إننا أمام أكثر من جريمة واحدة في حقيقة الأمر، وإن صح التعبير فإننا أمام سلسلة من الجرائم".
واتهم أقطاي السعودية بـ"تنفيذ إجراءات أضافت المزيد من الجرائم لتجعلها جريمة متسلسلة مثل تمزيق جثته وإخراجها من القنصلية والتعامل معها بشكل آخر في مكان ثان والأكاذيب حول مصير الصحافي المعارض طيلة 12 يوما ومحاولة التخلص من الأدلة المتعلقة بالجريمة أمام أعين الجميع"، معتبراً أن "تصريح وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، حول وجود متعاون محلي تم تسليمه جثة خاشقجي بعد قتله، والذي كرره لاحقا النائب العام السعودي، أمر عار عن الصحة.
وقال: "ذلك تصريح ربما يعتبره الأطفال تافها لو سمعوه في فيلم رسوم متحركة... فهو يحاول إقناعنا به. أي أنهم بعد أن ارتكبوا جريمة بهذا الحجم والفظاعة والجهد سلموا الجثة إلى شخص لا يعرفونه مر من الطريق بعد الاتفاق معه، ماذا يظنون بعقولنا؟ انظروا، إنهم لا يعرفون حتى هم أنفسهم من هو ذلك المتعاون المحلي لدرجة أنهم لم يصلوا إلى تحديد ملامحه التقريبية إلا قريبا"، مبيناً أن "السلطات السعودية تحاول تبرئة الجميع في الرياض بمن فيهم المستشار السابق بالديوان الملكي السعودي، سعود القحطاني".