ذكرت بعض الأوساط المقربة من "المستقبل" لـ"الحياة" أن انسحاب رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من مساعي الحلول الحكومية بهذا الشكل هو تعبير عن التباين الذي ظهر أخيرا بين الرئيس ميشال عون وبين "حزب الله" بعد انتقاده موقف الحزب من تمثيل السنة الستة، خصوصا أن باسيل كان اقترح تسمية وزير وسطي من قبل عون لكن "حزب الله" أصر على تسميته من بين النواب الستة الحلفاء، فإن أوساطا أخرى لم تستبعد أن يكون موقف باسيل مسايرة للحزب عبر تحويل الأزمة من مشكلة سياسية مع الحزب بسبب تعطيله تأليف الحكومة، إلى مشكلة سنية- سنية. وهو الأمر الذي يريده الحزب ويرفضه الحريري وفريقه، خصوصا أن مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان كان واضحا في قوله أول من أمس لمناسبة رسالته في عيد المولد النبوي الشريف أن العقدة ليست سنية بل هي عقدة سياسية. وتسأل المصادر المقربة من "المستقبل": "إذا أرادوا تكريس معادلة أن المشكلة سنية، فلماذا أقحم "حزب الله" نفسه فيها"؟
وذكرت مصادر في كتلة "المستقبل" أن ما خلصت إليه حركة باسيل لا يغير شيئا في موقف الحريري الذي يركز على أن المشكلة مع "حزب الله" وأن "حكومته جاهزة وينتظر أن يسلمه الحزب أسماء وزرائه لإصدارها. وعكس بيان كتلة "المستقبل" أول من أمس هذا الموقف حين أكد أن "الرئيس المكلف استنفد كل المساعي والجهود لوضع التأليف موضع التطبيق، وانّ المواقف التي عبّر عنها في مؤتمره الصحافي وفي لقاءاته الاقتصادية والسياسية الأخيرة، كافية لوضع الامور في نطاقها الصحيح، والرد على كل المقولات والحملات التي ترمي الى تحميله مسؤولية تأخير الحكومة".
ولفتت الكتلة الى "انّ التشكيلة الحكومية جاهزة بإرادة ومشاركة معظم القوى السياسية، باستثناء الجهة التي ما زالت تتخلف عن الانضمام الى ركب المشاركة، وتصرّ على فرض شروطها بتمثيل مجموعة النواب الستّة".