أسف القائد السابق لفوج المجوقل العميد الركن المتقاعد جورج نادر لغياب الاستقلال الحقيقي في لبنان، معتبرا انه وان لم يكن هناك جيشا غريبا يحتل أرضنا، الا أن الفكر السياسي اللبناني محتل للولاء الخارجي، فبعض القوى السياسيّة تابعة لايران وتتلقى المال والسلاح منها وأخرى للسعوديّة وتتلقّى الأموال والسلاح منها، كما أن البعض الآخر ينصاع للأوامر الأميركية والبعض يتأثر بتركيا، ما يجعل الجميع يبدّي الولاء الخارجي على ولائه للبنان.
وأشار نادر الى ملاحظات على أداء "التيار الوطني الحر"، لافتا الى "اننا لا نقول بأنه يتبع لمحور معيّن، لكنه حليف حزب الله الذي يقرّ بالدعم الايراني له ويتبع للولي الفقيه، وبالتالي فان حليف التيار الوثيق ولاءه للخارج، تماما كولاء الحليف الجديد الآخر تيار "المستقبل" الذي يتبع للسعودية".
وتساءل نادر في حديث لـ"النشرة": "كيف نحتفل بالاستقلال والكل مرتهن للخارج، والفساد والاقطاع السياسي هو المهيمن مقابل اقصاء النخب؟ كيف نحتفل والتلوث البيئي والفكري هو المسيطر؟ والأكثرية الساحقة من اللبنانيين تخاف مما ينتظرها غدا"؟.
ورأى أنّ اللبنانيين "فوّتوا فرصة كبيرة في الانتخابات النيابيّة الماضية وبالتالي هم يتحمّلون الى حدّ كبير مسؤولية ما هم فيه، أضف أن النخب لم تقدّم على ما يبدو بديلا مقنعا، او لم تعرف أن تسوّق لمشروعها في ظلّ الصراع في ما بينها على الظهور وتصدّر الصفوف".
وحثّ نادر الشعب اللبناني على "التحلّي بمزيد من الوعي والاقرار بأنّ كل الزعماء يلعبون على الوتر الطائفي لتأمين مصالحهم الشخصية والحزبية"، لافتا الى انهم "يعتمدون سياسة تخويفنا من بعضنا البعض ليظلوا هم المسيطرين". وقال: "لا زعيم يمثّل حقيقة طائفته، هم يستنجدون بالدين ويوقظون الغرائز الطائفيّة خدمة لأهدافهم، وها هم يجرّوننا الى المهوار".
واستطرد قائلاً، "لقد تم تعيين وزيرا لمكافحة الفساد وهو من المحسوبين على التيار الوطني الحر ولكننا لم نسجّل توقيف أيّ مرتكب بتهمة الفساد".
ولفت نادر الى "وجود كارتل اقتصادي–سياسي–مذهبي يدّعي العمل للاصلاح، ولا يرى امامه الا حقوق العسكريين للانقضاض عليها، من خلال السعي لالغاء التدبير رقم 3 وخفض الرواتب التقاعديّة للعسكريين التي هي حق مكتسب لهم، باعتبار انه قد تم حسمها من رواتب أثناء الخدمة اضافة الى انها تندرج باطار ساعات العمل الاضافيّة التي سجّلت لهم".
وردا على سؤال، حمّل نادر كل الأطراف مسؤولية عدم تشكيل حكومة حتى الساعة، لافتا الى وجود محاور خارجيّة تسعى لأن تكون الحكومة اللبنانيّة موالية لها، وقال: "والا كيف نفسّر العقدة السنّية التي اطلت فجأة بعد حلّ العقدتين المسيحية والدرزية"؟ مرجحا ان يكون هناك توجه لعدم تشكيل حكومة كي لا تكون مضطرة للتعامل مع العقوبات الجديدة التي تطال حزب الله ومن يتعامل معه.