أقامت السفارة اللبنانية في كوريا الجنوبية، حفل استقبال لمناسبة اليوبيل الماسي لاستقلال لبنان، في حضور 68 سفيرا يمثلون دولا عربية واجنبية ومسؤولين كوريين وابناء الجالية اللبنانية، وقدر عدد الحضور بـ350 شخصا، تقدمهم السفراء الكوريون الذين خدموا في لبنان، رؤساء وحدات القوات الكورية العاملة في جنوب لبنان ضمن الدول التي تعمل في قوات حفظ السلام وعدد كبير من الملحقين الحربيين.
وفي كلمة له، أشار سفير لبنان في كوريا انطوان عزام، أشار إلى أننا "دولة مباركة حيث التماسك الديني الاجتماعي، هو الأساس القوي الذي يضمن استقرارنا، نحن حراس بلد صغير في مساحة الأرض ولكن هائل في الجمال الطبيعي، نحن شعب يصفه العالم بالسخي وباستقباله الترحيبي الدافئ، نحن بلد مبارك بجغرافيته، ولكن متأثر بسبب جغرافيته".
ولفت إلى أن "الدولة اللبنانية حملت منذ نشأتها رسالة الحرية والوفاق والاعتدال، وما زالت تسعى إلى تكريس هذه الرسالة وترسيخها على الرغم من التحديات والتهديدات التي استهدفتها، وكما وصفه قداسة البابا يوحنا بولس الثاني: لبنان ليس بلدا، إنه رسالة، رسالة الحرية ومثال للتعددية للشرق والغرب".
وأوضح أننا "نحتفل بيوم الاستقلال وسط التطورات العربية الرئيسية، ويشهد بلدنا والمنطقة تحولات كبيرة بالإضافة إلى استمرار ظاهرة الإرهاب. وفي هذا السياق، نود أن نشيد بمساهمة القوات المسلحة اللبنانية في مكافحة الإرهاب ونكرر أنه لا يوجد مكان للارهاب والتطرف في لبنان، وأن ندعو المجتمع الدولي إلى دعم القوات المسلحة اللبنانية في جهودها".
وأشار إلى أن "رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أعلن في خطاب تنصيبه أن لبنان ملتزم على الدوام باحترام خريطة جامعة الدول العربية والقرارات الدولية، لذلك يعتمد لبنان سياسة خارجية مستقلة امتثالا لقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي".
ولفت إلى أن "تداعيات الأزمة السورية وهجرة أكثر من 1,5 مليون نازح سوري إلى لبنان بالإضافة إلى 500 ألف لاجئ فلسطيني يستضيفهم لبنان تمثل تهديدا خطيرا لوجود البلاد نفسها"، معتبراً أن "التطورات في العالم العربي والفوضى التي تؤثر على بعض الدول العربية ستؤثر حتما على الدول الغربية وأمنها الداخلي".
ورأى أن "المطلوب في المقام الأول أن ننخرط بجدية عاجلة في إطار العملية المتكاملة لفرض حل عادل وشامل لجميع جوانب الصراع في الشرق الأوسط على أساس قرارات الشرعية الدولية، وصلاحيات مدريد ومبادرة السلام العربية في جميع أحكامها، ومن شأن هذه العملية أن تضع الأسس لمشروع ذات حوار وتفاهم أوسع بين الشرق والغرب وبين الحضارات والثقافات والأديان. هذا هو التفاهم التاريخي الذي طال انتظاره، بعد عقود تميزت بالعداء والشعور بالظلم وعقود من الحروب المدمرة والفرص الضائعة".
وأكد أن "المطلوب ايضا هو التوصل إلى حل عادل ونهائي لقضية فلسطين تحترم حق العودة الفلسطينية، كما يتم السعي إلى إيجاد حل سياسي لضمان عودة النازحين السوريين الآمن إلى بلادهم".
بدوره أشار ممثل الحكومة الكورية هونغ جين ووك إلى أن "لبنان معترف به ومحترم على نطاق واسع لتحقيق الانسجام بين الجماعات والأديان المختلفة، وغالبا ما يوصف المجتمع اللبناني بأنه فسيفساء منسوجة بشكل جميل"، معتبراً أن "هذا التنوع والتسامح هما أكبر نقاط القوة في لبنان. وأعتقد اعتقادا راسخا أن لبنان، من خلال التزامه بالتعددية والتنوع، سيواصل العمل كمصدر للحوار السلمي في الشرق الأوسط".
وأضاف: "في حين أن كوريا ولبنان متباعدان جغرافيا، إلا أنهما في الواقع أقرب مما يبدو عليهما. في عام 2007، قررت الحكومة الكورية إرسال 300 جندي إلى لبنان للقيام بأنشطة لحفظ السلام، والعمل كعضو في اليونيفيل (قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان) وتكثيف الجهود لتحقيق الاستقرار في مناطق جنوب لبنان، ويمثل ذلك رمزا للصداقة بين كوريا ولبنان".