أكد عضو هيئة الرئاسة في "حركة أمل" خليل حمدان في كلمة في المؤتمر الدولي الثاني والثلاثين للوحدة الاسلامية المنعقد في طهران ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه "ينعقد هذا المؤتمر بدعوة كريمة من المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية وهي دعوة تدل على عظم المسؤولية التـي ينهض بها القادة في ايران اتجاه المقدسات وتحريرها من براثن العدو الصهيوني وامتداداته في زمن الهزيمة والتبعية حيث تتزاحم أنظمة عربية لتقديم تنازلات بالجملة اعترافاً وتطبيعاً بلغ عند البعض حد التنازل عن كامل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بأرضه ووجوده رغبة منهم بإنهاء القضية الفلسطينية حتى ولو تم تهويد القدس الشريف. ويندرج ذلك ضمن الزيارات المتتالية لمسؤولي العدو الصهيوني للعديد من هذه الدول وعلى أرفع المستويات حيث تعد لهم المراسم والبرامج في الوقت الذي يعمم فيه العدو الصهويني مجازره على الشعب الفلسطيني من غزة الى الضفة، وفي الوقت الذي تغص سجون العدو بآلاف الأسرى الذين فيهم الأطفال والمرضى والنساء وآلاف الشباب والشيوخ حيث يلاقون الوان العذاب دون أن يحرك هذا الاجرام الصهيوني ضمير العديد من الحكام ليترك الشعب الفلسطيني عرضة لآلة القتل إذ يموت المريض في فلسطين من أبسط الأعراض نتيجة للحصار الغاشم في ظل التآمر الدولي والإهمال والتخلي العربي وكأن هناك من يعتبر ان إشكالاً عرضياً بين الشعب الفلسطيني والصهاينة بعد غياب القضية الأساس عن جدول أعمالهم وأولوياتهم السياسية وهذا بمثابة الدخول في سياسة العصر الاسرائيلي الذي حذر منه السيد موسى الصدر: احذروا العصر الاسرائيلي الذي فيه تهويد القيم والمبادىء والأهداف وللعصر الاسرائيلي آليات فيها التطبيع وعقد الصفقات المنفردة وصولاً الى مواجهة علنية لكل قوى المقاومة بالتكافل والتضامن مع العدو الصهيوني وهذا ما نشهده بتماهي الموقف والموقع بين الإرهاب التكفيـري والإرهاب الصهيوني ولذلك فإن ما تتعرض له سوريا من حرب عالمية تخوضها أنظمة تدعم الإرهاب التكفيـري اذ يحشدون بعشرات الآلاف من أكثر من ثمانين جنسية يعبرون مطارات وموانىء وحدود وسدود، كل ذلك لأن سوريا بنظامها وجيشها وشعبها لن تتخلى عن القضية الفلسطينية وبقيت ترفع شعار تحرير المقدسات ولأنها لم تقم أي اتفاقية ثنائية مع العدو الصهيوني بالرغم من الضغوط فكانت هذه الهجمة التكفيرية الصهيونية عليها". وكذلك الحصار الظالم والهجمة الحاقدة على الجمهورية الاسلامية الايرانية لماذا هذا الحقد الأعمى على ايران الثورة".
ولفت حمدان الى أن "الأمور لا تحتاج لحشد المزيد من الأسباب والمبررات لهذا الحصار الذي تحاول اميركا احكامه على ايران والهجمة غير المبررة الحاقدة عليها فقط لأنها تؤمن بتحرير القدس الشريف وعدالة القضية الفلسطينية ولأنها تؤيد المقاومة على أكثر من مستوى فهي تتعرض لهذه الحملة الظالمة ولكن يبقى رهاننا على حكمة القيادة الإيرانية وإيمان الشعب الإيراني بهذه المسيرة وستسقط كل مشاريع الحصار والإعلام المأجور والحاقد"، مشيراً الى أن "عراقنا الحبيب لا زال تحت التصويب لأن خيارات قادته وشعبه ومراجعه العظام وعلمائه وجيشه هي خيارات تحرير المقدسات ونبذ الارهابين التكفيـري والصهيوني ومن هنا لم تتوقف الهجمات الإنتحارية والسيارات المفخخة والهجمات المتنقلة ولكن كل ذلك لم يبدل من الثبات على الخيار بأن القدس أولوية وتحريرها واجب والتنازل عنها بمثابة الخيانة لذلك يعاقب العراق وشعب العراق".
وأكد أنه "في وطننا لبنان كنا نعوم على بحر من الأزمات وعاش بلدنا على صفيح ساخن في مواجهة الإرهاب التكفيـري والصهيوني وتمت مواجهة ذلك بوحدة وطنية ولا أروع ويتناغم الموقف بين الجيش والشعب والمقاومة وأطلقناها قاعدة ماسية " الجيش والشعب والمقاومة "، ولا زلنا نتمسك بهذا الخيار ونحن معنيون تماماً بأن القدس محور وحدة هذه الأمة"، معتبراً أن "المحاولات الفاشلة لتضييق الخناق ومعاقبة كل من يؤمن بتحرير المقدسات وكل من يرفع راية المقاومة لن تتوقف ولذلك تبقى المسألة مسألة خيارات أن ترضى بالإحتلال والظلم أم تنادي بالحرية وتقاوم، لقد أثبتت التجارب أن اللامقاومة والخنوع للظالم والمحتل يغريهم بمزيد من التمادي على الأرض والانسان وسيضاعف من اعتداءاتهم ليتحكموا بمصير هذه المقدسات لذلك نحن مدعوون لمزيد من رص الصفوف وتوحيد المواقف فكما أن العدو يحاول تطبيع علاقاته المشبوهة ويصعد من اعتداءاته ويوزع تهديداته فإن كل من يؤمن بالتحرير والعدالة أن يبتعد عن كل ما يفرق وحدتنا وحدة القوى المقاومة على قاعدة أن فلسطين المكون الجمعي للعرب للمسلمين لجميع الأحرار في العالم والقدس هي واسطة العقد الناظم لوحدتنا والجامع لشتات هذه الأمة على قاعدة التوحيد ووحدة الكلمة".
وشدد حمدان على أنه "لم يبق خيار إلا المقاومة والقدس محور وحدة هذه الأمة يعني التمسك بمقومات الوحدة بتحديد الهدف لتبقى فلسطين هي القضية ودرتها القدس، بتحديد آليات العمل على مستوى الهيئات والأحزاب والحركات والقوى المقاومة والدول الممانعة والداعمة لتحرير الأرض والانسان وتبقى الوحدة الفلسطينية للقوى المقاومة أساس في هذه المسيرة لأن تشظي الموقف سينعكس سلباً على هذه القضية ونحن في حركة أمل عملنا داخل لبنان وخارجه وبالتنسيق مع جميع القوى الفلسطينية لرأب الصدع وتجسير الهوة في المواقف ولقد وفقنا مع اخوتنا في الوصول الى النتائج المرضية ونؤكد أمام مؤتمركم الكريم ان الوحدة الفلسطينية أساس كمحور استقطاب وعامل جذب لدعم جميع الحركات والهيئات والدول في العالم المؤيدة لحقوق الشعب المشروعة، والقدس محور وحدة الأمة فانها دعوة مفتوحة لمعالجة الجراح والندوب في جسم هذه الأمة باستبعاد سياسة الانقسامات الداخلية العربية والإسلامية والحروب العبثية التـي جاءت بنتائج كارثية على مستقبل القضية الفلسطينية وقدسها بل خلفت آثاراً يندى لها جبين العالم الذي يشهد على جريمة موت أطفال اليمن جوعاً ناهيك عن انتشار أمراض الكوليرا والتيفوئيد والذي يتهدد شعب اليمن الأبي".