تجمع اهالي المفقودين والمخطوفين، ظهر اليوم في ساحة جبران خليل جبران، مقابل بيت الامم المتحدة "الاسكوا" في رياض الصلح، بدعوة من لجنة الاهالي، احتفالا بصدور قانون الاشخاص المفقودين والمخفيين قسريا الذي أقره مجلس النواب مؤخرا، بعد المطالبة به لاكثر من 36 عاما. وشارك في الاحتفال النواب آلان عون وشامل روكز وحكمت ديب، النائب السابق زياد القادري، رئيس الاتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الاسمر وممثلون عن الاحزاب وهيئات ومنظمات المجتمع المدني وحشد من الاصدقاء والمناصرين لقضية المفقودين.
وألقت رئيسة لجنة اهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان وداد حلواني كلمة، قالت فيها ان" منذ اسبوعين في 13 تشرين الثاني 2018، أقر مجلس النواب قانون الاشخاص المفقودين والمخفيين قسريا، لذلك نحن هنا اليوم لنحتفي به، وبتكريسه حقنا بمعرفة مصير احبائنا، وكلنا ادراك ان هذا التاريخ ليس كما قبله". وأعلنت ان "مسيرة نضال جميل خاضه معنا رجلان دون ان يكون لاي منهما مفقود، ودون اي حساب لوقت او لجهد او لمال، قصدت الغائبين الحاضرين سنان براج وغازي عاد". وقالت: "سنان براج، كان اول من وقف الى جانبنا، رافقنا النضال في اوج سنوات الحرب، تبنى القضية يوم كنا وحدنا على الارض، صارت شغله الشاغل داخل لبنان وخارجه، شكرا لك استاذ سنان، شكرا لبصمتك في هذا الانجاز".
وتابعت: "غازي عاد، ماذا عساني اقول عنك، لك، ايها القاعد الواقف كرامة؟ معذرة يا رفيق الجلجلة عن التقصير في توصيفك. مزاياك كثيرة، يكفينا التذكر كم كنت كبيرا بادراك حجم مأساتنا، بتصديك لمحاولات تجزئتها، توظيفها، تسييسها حرصا منك على بعديها الانساني والوطني. ليتك بيننا الان يا غازي لنخبر معا ظروف ولادة فكرة هذا القانون، مداولاوتنا بشأنه مع عدد من الاصدقاء الداعمين. كيف تشاركنا في كتابة مقدمته، في متابعة كل مراحله، من صياغة المسودة الاولى حتى وصوله الى مجلس النواب. أخالك يا غازي، من حيث انت وتزامنا مع ذكرى رحيلك الثانية، سعيدا باقرار القانون. أراك، بابتسامتك المعهودة، رافعا شارة النصر بيد، وشادا على أيدينا باليد الاخرى وكلك ثقة بمتابعة المسيرة موحدين من اجل تطبيق احكام هذا القانون. فألف تحية لروحك غازي". وشدّدت على ان "القانون خطوة متقدمة في نضالنا، انه محطة مفصلية هامة في مسار حراكنا ليس فقط لحل قضيتنا، انما للمجتمع اللبناني كله. وهو كرّس حق الاهالي بالمعرفة، بموجبه ستشكل هيئة وطنية مستقلة من ذوي الخبرة والاختصاص، تتمتع بالصلاحيات اللازمة والامكانيات المادية واللوجستية المطلوبة للقيام بعملها: وضع نظام داخلي، تشكيل لجان متخصصة، جمع المعلومات، الاستماع الى الشهود، اجراء التحقيقات، التعامل مع مسألة المقابر الجماعية، وصولا الى اعطاء كل عائلة الجواب الوافي عن مصير مفقودها. هذا ما يريده الاهالي، لا يريدون اكثر منه، ولا يقبلون بأقل منه.
وختمت حلواني متوجهة بالشكر الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، وأعضاء مجلس النواب الحاضرين والسابقين، والبعثة الدولية للصليب الاحمر لما بذلته من جهود كبيرة في السنوات الاخيرة، وشكرا سلفا لها على الجهود اللاحقة التي سيتطلبها تنفيذ القانون خلال السنوات القادمة، نحن نعول عليها كثيرا. شكرا ل "حقنا نعرف"، "للمفكرة القانونية" و"لنعمل من اجل المفقودين" ولكافة الهيئات والجمعيات المحلية والدولية. شكرا لكل من آزر مسيرتنا من محامين وقضاة وكتاب وصحافيين وفنانين ومؤسسات اعلامية وثقافية. شكرا للوجوه المواطنية التي مسحت العار عن جبين ما ارتكبه مجتمعنا مع زعمائه خلال السنوات السوداء التي نأمل مع اقرار القانون اننا بدأنا في تركها وراءنا. مبروك لنا نحن الاهالي اعتراف الدولة بنا: إعتراف اولي هو بمثابة وردة نهديدها لمن يعود، او نضعها على ضريح من رحل. مبروك لنا نحن الاهالي. نحن ومفقودونا نستحق قانونا، كلنا نستحق وطنا سليما معافى".