وفي ملء الزمن ارسل الله ابنه الوحيد متجسداً من مريم العذراء لخلاصنا. وتجسد الابن يسوع المسيح لاجل خلاصنا.لاهوت الميلاد قصة ومسار وواقع حب الهي تجلى منذ الخلق حتى موت وقيامة يسوع.
احبنا الله فخلقنا، وخطئنا ضده وعصينا اوامره وتكبرنا عليه وشئنا ان نماثله في الوهيته فطردنا من الفردوس وصرنا عبيداً للموت بسبب خطيئتنا فأتى يسوع بتجسده وميلاده ليردنا بموته الى الحياة فكان ادم الجديد الذي حدد طبيعتنا بتجسده وموته وقيامته بعد ان دمّر ادم القديم ذاته ومصيره ووجوده وطبيعتنا.
ادم اين انت؟
وراح الرب ينادي في الفردوس ادم الذي اختبأ من وجه الرب: ادم ادم اين انت؟ ولم يسمع ادم لصوت الرب الاله ويرجع تائباً اليه طالباً منه المغفرة كالابن الشاطر. فارسل له الله الانبياء لينادوه ولم يسمع لهم بل قتلهم جميعهم كما يقول الكتاب المقدس. حتى شفق الله على الانسان الذي لم يقدر وحده ان يعود الى الله، فأظهر الله له حبه الكبير بأن ارسل ابنه الوحيد الحبيب ليفتديه ويخلصه ويرجعه الى احضان الأب السماوي: المسلاد قصة حب الله للانسان.
الميلاد تجسد يسوع في سلوكنا وحياتنا
يسوع المسيح بموته وقيامته لصالحنا مع الأب السماوي. يسوع المسيح هوسلامنا وهو الذي صالح السماء والأرض. الميلاد هو في جوهره خلاص وفداء وفرح وسلام ومحبة ومصالحة ومغفرة وكرم وعطاء مجاني، لذلك فاللذي لا يعطي لا يكون الميلاد في قلبه والذي يبغض ويكره ويحقد ويحسد ولا يغفر لا يكون الميلاد في قلبه. لأن الذي ليست فيه المحبة فهو نحاس يطن أو صنج يرن كما يقول القديس بولس الرسول. الميلاد ليس طقوسية خارجية فارغة، بل هو عيش والتزام حياتي بالخدمة والمحبة والمصالحة والعطاء والخروج من الظلمة الى النور ومن الموت الى الحياة.
من لا يحب هو انسان مائت
والذي لا يسامح ويغفر فقلبه ظلام وليل وعتمة وصقيع وبرد فهو لن يعرف فرح الميلاد والذي لا يغير قلبه ويطهره من الحقد والكره بل يكتفي بلبس الثياب الجديدة فهو لا يكسي كيانه وأعماقه بفرح وبهجة الميلاد. انها عنده طقوسية فارغة ووثنية صنمية لأنه يعيش باللامبالاة بالآخرين وجوعهم وعريهم ومرضهم وغربتهم ووحدتهم وشوقهم بسمة ليد تمتد لهم بالعطاء والمساندة والعون.
بالميلاد نذهب الى لقاء الآخرين
الميلاد له بعد عمودي وبعد أفقي. البعد العمودي هو نزول الله الى عالمنا وولادته في مغارة بيت لحم من أم بتول وعذراء. انه لقاء السماء والأرض أما البعد الأفقي فهو ذهابنا نحن لملاقاة الآخرين بالمحبة والفرح والسلام والعطاء. والخروج من البغض والحقد واعطاء عطشان كأس ماء، وكساء عريان ثوب ورداء مسح دمعة ودفء عزاء، لمسة حب وكلمة رجاء، موت روح الانتقام ومسحة لطف وسلام.
الميلاد هو زمن الفرح والرحمة والسلام والعطاء
الميلاد غرق في عمق تيولوجيا التجسد وعيش انتربولوجيا الاقتسام والمشاركة والتعاضض والتكافل، ليكون لنا على الأرض بعض أيام السماء وتزهر الجبال سلاما والارض أمانا ويسوع الحق والعدل والسلام والحنان والرحمة والرقة واللطف والشفقة وتسود الى الأبد محبة الله في قلوبنا.
بالميلاد قال الله لنأكل شيئا
بميلاد يسوع المسيح كان السلام في العالم لأن الله في المسيح قال لنا كل شيء لأن المسيح سلامنا. الإبن هو الكلمة التي كلم الله فيها العالم. لأن "الله الذي كلم الآباء قديما في الأنباياء كلاما متفرق الأجزاء مختلف الانواع كلمنا أخيراً في هذه الأيام في الإبن وهكذا يعلمنا الرسول ان الله صار نوعا ما أبكم. ولم يبق لديه شيء يقوله لنا، لأن كل ما قاله سابقا بتصريحات مجتزأة في الانبياء يقوله الآن بنوع كامل، معطيا إيانا كل شيء في الإبن (يوحنا الصليبي).
(قراءات زمن الميلاد، اسبوع النسبة فحة 634 زمن الميلاد الكسليك 1977) فلنسمع ونصغ الى كلمة الله في حياتنا وأفكارنا وشعورنا وسلوكنا ليولد يسوع ويسكن فيما بيننا لأنه هو عمانوئيل اي الله معنا.
بالميلاد تأنسن الله
ابن الله، يسوع المسيح الذي صار جسدا اخذ على عاتقه الطبيعة البشرية ليرممها ويصالحها مع خالقها. بالميلاد كلمة الله هو الله ابن الله اصبح انسانا ليخلص الانسان من موت ابدي كما يقول القديس البابا لاوون الكبير (461) فشارك الإنسان في الطبيعة الإلهية أو كما يقول يوحنا فم الذهب تأله الانسان بتأنسن ابن الله يا لفرح ويا لسر الميلاد العجيب هللويا! هللويا! هللويا!.