بعد ثلاث سنوات على وصول النقيب الياس عون الى نقابة المحررين في انتخابات مثيرة للجدل في قصر الأونيسكو، تستعد النقابة لتشهد معركة انتخابية جديدة في "فوروم دو بيروت" هذه المرة، في السادس من شهر كانون أول، لإيصال 12 عضوا يقومون بانتخاب نقيبا من بينهم لفترة ثلاث سنوات مقبلة.
تدور المعركة النقابيّة بين 3 مرشّحين، النقيب الحالي الياس عون الذي سيكون على متن لائحة مكتملة، وامين سر النقابة الحالي جوزيف القصيفي الذي سيكون على متن لائحة أخرى. وأندريه قصّاص المدعوم من وزير الاعلام ملحم الرياشي.
727 منتسبا يحق لهم المشاركة بالعملية الانتخابية الخميس المقبل، يجب أن يشارك 364 منهم ليكون النصاب مؤمّنا.
كما في كل انتخابات نقابية، تدعم الأحزاب السياسيّة المرشّحين، وفي نقابة المحررين لا تختلف الامور، ولكن بالنسبة للمرشح جوزيف القصيفي فإن المعركة نقابية بالدرجة الاولى وسياسية بالدرجة الثانية، فالسياسة تشكل جزءا من حياة المنتسبين الذين يحق لهم ممارسة ميولهم السياسية بشكل حر، انما الأهم في هذه الانتخابات بالنسبة للقصيفي هي الاهداف النقابية.
"لا تزال المشاورات جارية من أجل إعلان اللائحة"، يقول القصيفي، مشيرا الى أن مهمتنا الرئيسية هي أن "ننهض بالمهنة وأن نصونها وأن نتصدى للأخطار المتوالية عليها وأن نعالج أزماتها الخانقة التي أدّت الى اغلاق العديد من الدور الصحفيّة وتسريح العاملين فيها، وهذا الأمر لا يكون الا من منظور وطني شامل ومن رؤية متكاملة تؤدي الى حلول دائمة وليس الى حلول جزئية".
ويضيف القصيفي في حديث لـ"النشرة": "اول ما سنسعى اليه بحال نجحت اللائحة هو أن تكون النقابة شاملة لجميع لقطاعات الاعلامية من مرئي ومسموع ومطبوع وإلكتروني، وسوف نطور تقديمات النقابة، ولكن الاساس من ترشّحنا هو السعي لعقد مؤتمر وطني لانقاذ الصحافة الورقيّة، ومشاركة القطاعين العام والخاص"، مشددا على أن "الدولة ليست معفاة من مسؤوليتها تجاه القطاع الذي يمثّل ذاكرة لبنان ونضاله في سبيل الاستقلال".
اما الهدف الثاني فهو بحسب القصيفي هو "تطوير البنى النقابية لكي تكون النقابة شاملة وفاعلة بما يحقق طموح المنتسبين اليها وذلك بتوسيع القاعدة لتوافر الامكانات التي تمكننا من تقديم الخدمات النوعية للصحافيين".
"لم تكن النقابة الحالية مقصّرة ووقفت الى جانب الجميع ضمن امكاناتها"، بحسب القصيفي، الأمر الذي يؤكده النقيب الحالي والمرشح على متن لائحة مكتملة ستعلن قريبا الياس عون، مشيرا الى أنه في مركزه الحالي كنقيب أدّى ما عليه ضمن ما تسمح به إمكانات البلد، مشددا على أن ترشحه مرّة أخرى يهدف لاستكمال الانجازات التي تحققت بالنقابة والتي تمثلت برفع عدد المنتسبين من مئة ونيف الى ما يزيد عن ألف.
ويضيف عون في حديث لـ"النشرة": "نحن عائلة واحدة وضمن العائلة تحصل الخلافات ولكنها لن تفسد بالود قضية"، داعيا الجميع لأن يكونوا وحدة متكاملة، مشيرا الى انه غير معني بالولاءات السياسية. ويقول: "هناك من يذهب باتجاه السياسيين وانا لا علاقة لي بهذا الموضوع".
بعد القصيفي وعون يحاول قصاص المنافسة على منصب النقيب "لتغيير الوضع القائم"، حاملا تساؤلا أساسيا عن السبب الذي يمنع نقابة المحررين من أن تصبح نقابة فاعلة قوية كنقابة المحامين مثلا. ويؤكد في حديث لـ"النشرة": "لكل نقابة هدف وهو بشكل أساسي الوقوف خلف المنتسبين اليها ومساعدتهم ودعمهم وتأمينهم حاضرا ومستقبلا، وهذا ما لا تفعله النقابة الحاليّة وسنسعى لتأمينه من خلال إرادة حقيقية للمطالبة بالحقوق".
ويضيف قصّاص الذي سيترشح على متن لائحة لن تكون مكتملة لترك المجال امام الراغبين بالدخول اليها وعدم الدخول بمواجهة مباشرة مع الاحزاب السياسيّة: "نريد أن تصبح النقابة فاعلة لها حضورها، وتجمع الاعلاميين كافة من مختلف القطاعات الاعلاميّة".
لم يكتمل المشهد السياسي بعد في انتخابات نقابة المحررين رغم أن الخطوط العريضة للتحالفات قد حُسمت، مع العلم أن الإشاعات التي تتعلق بدعم الحزب الفلاني لمرشّحٍ ما تزداد، الا أنها لن تُخرج السباق عن طبيعته النقابية بالدرجة الاولى. اليوم يُقفل باب الترشيحات، على أن تُعلن اللوائح والتحالفات في نهاية الأسبوع.