ارخت "مصالحة الدم" بين رئيس تيار المردة النائب والوزير السابق سليمان فرنجية ورئيس حزب القوات الدكتور سمير جعجع جواً من الارتياح اللبناني عموماً والماروني خصوصاً والشمالي تحديداً ولا سيما بين زغرتا وبشري وما تجمعهما من علاقة جوار ومصاهرة.
وهذا الارتياح والذي سينعكس حتماً على كل الملفات السياسية والامنية والاقتصادية القريبة المدى والبعيدة بين الطرفين وفق قيادي بارز في تيار المردة والذي يرفض ان يُحّمل اللقاء في بكركي ابعاداً مستقبلية قد تصل الى استحقاق رئاسة الجمهورية او الى المجلس النيابي المقبل.
ويشير القيادي الى ان طموحنا نحن والقوات ان تكون هذه العلاقة محصنة وجدانياً وشعبياً وان تعزز التلاقي المسيحي والوطني وان توحد الساحة الشمالية وقبول كل من الطرفين بالآخر وبتنوعه السياسي وتحالفاته وقناعاته. ويؤكد القيادي ان البيان المشترك الصادر في نهاية اجتماع بكركي يشكل خارطة طريق مستقبلية لصوغ علاقة متوازنة مع تأكيد ان الجزء الاهم من المصالحة وهو الوجداني والعاطفي وطي صفحة مجزرة اهدن قد انجز بينما الجانب السياسي والعلاقة بين الطرفين محكومة بالظروف والحوار المشترك.
ورغم كل محاولات تصوير اللقاء على انه رد على تفرد الوزير جبران باسيل ورئيس التيار الوطني الحر ومحاولة هيمنته على الشارع الماروني، يؤكد القيادي ان اللقاء الثنائي في الجوانب المذكورة اعلاه لا يرتبط بالمعركة الرئاسية المستقبلية وعلى بعد 4 سنوات من المبكر الحديث عنها لان امر الرئاسة اللبنانية متشعب وله حسابات داخلية وخارجية وتوازن قوى يبدو انه يميل نحو فريقنا ولكن لا يمكننا القول ان بعد مصالحة بكركي ستدعم القوات فرنجية الى الرئاسة في وجه باسيل الطامح بشدة الى ذلك كما لا يمكننا القول ان فرنجية سيدعم جعجع فعندما "نصل اليها نصلي عليها".
ومتابعة للقاء المصالحة في بكركي، يؤكد منسق الشؤون السياسية في تيار المردة الوزير السابق يوسف سعادة لـ"الديار" ان اللجنة المشتركة والمؤلفة منه عن المردة ومن القيادي في القوات طوني الشدياق مستمرة في اجتماعاتها وعقدت لقاء تقييمياً اخيراً لمناقشة نتائج لقاء المصالحة في بكركي. ويشير سعادة الى ان التنسيق بين القوات والمردة سيكون على اكثر من مستوى مناطقي وحكومي ونيابي.
في المقابل يشير القيادي في المردة الى ان الزيارة المشتركة لوزير الاشغال العامة يوسف فنيانوس ووزير الاعلام ملحم الرياشي الى مستشار الرئيس الحريري والمكلف بالملف الحكومي وزير الثقافة غطاس خوري تصب في إطار العمل الحكومي والنيابي المشترك والتنسيق المشترك بين القوات والمردة بالاضافة الى متابعة آخر التطورات الحكومية بعدما حكي عن طروحات جديدة للوزير باسيل. ورغم ان القيادي يؤكد ان لا تفاهم سياسياً بين الفريقين مع تأكيد كل طرف انه ملتزم بتحالفاته السابقة وبخطه السياسي وقناعاته وثوابته، يشير الى ان المرحلة المقبلة ستشهد جهوداً استثنائية من الطرفين لانماء الشمال والوقوف على حاجاته ومنع الاستنسابية والتوظيفات لفريق من دون آخر وللمحاصصة في توزيع المشاريع الانمائية وربط باسيل به وبتياره كل انماء الشمال وخصوصاً المناطق المسيحية والتي نرفض ان يكون قرار انمائها لغير نوابها واهلها فلا يمكن لنائب واحد اومجموعة نواب من فريق محدد ان يختصروا الشمال ببضعة محازبين او جمهور.
ويشير القيادي الى ان رغم اجتماعات لجنة سعادة - الشدياق الدورية الا ان لا لقاء قريباً لا في معراب ولا في بنشعي بين جعجع وفرنجية فالامور تحتاج الى وقت ومتابعة لصياغة امور سياسية اضافية من ضمن الحفاظ على القناعات والثوابت نفسها.