أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله خلال مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للبرلمانات الاسيوية المنعقدة في مدينة اسطمبول التركية بمشاركة عدد من رؤساء المجالس النيابية الاسيوية ووفود تمثل الدول الاعضاء أن "لبنان ينعم بأعلى درجات الأمان والاستقرار بعد تحرير ارضه من الاحتلال الاسرائيلي والارهاب بفضل مقاومته وجيشه وشعبه، وهو نموذج للشعوب في التحرر والعيش بعزة وكرامة، وأنه البلد الذي يستقبل اكثر من مليون نازح سوري ويقاسمهم لقمة العيش في الوقت الذي يعرقل ما يسمى المجتمع الدولي عودتهم ويطلب من لبنان اقتراض المال لتقديم الخدمات لهم، وجدد التأكيد أن لا كلام عن فلسطين الا بالمقاومة مستصرخا الضمائر لانقاذ اطفال اليمن ووقف الحرب".
ولفت إلى أنه "تشكل اجتماعاتنا في الجمعية البرلمانية الآسيوية في اصطنبول المدينة الواقعة على الحد الفاصل بين الشرق و الغرب فرصة جديدة لتطوير عملنا من أجل الوصول الى أفضل صيغة ممكنة لهذا التجمع البرلماني العالمي الذي يجمع اربعين دولة تحتشد فيها الامكانات على المستويات كافة بما فيها الاقتصادية والعلمية والثقافية وهي التي تضم اكبر تجمع بشري نسبة الى القارات الاخرى مما يتيح لها تأدية دورها الفعال في عالم الغد".
وأشار إلى أنه "أثمرت النقاشات التي اجريناها في السنوات الماضية في تقريب المسافات بين مجالسنا النيابية وهو ما يساعدنا في تعزيز أواصر العلاقة بين دول اسيا وشعوبها والاسهام في معالجة قضاياها وإننا نشهد تحولات كثيرة من حولنا ،فالعديد من دول قارتنا يتعرض لحروب واحتلالات من قوى دولية وجماعات تدميرية، وتتزايد الاطماع بخيرات هذه القارة ونرى جهودا حثيثة تبذلها قوى الهيمنة الدولية من اجل منع دول اساسية في اسيا من النهوض وتنمية قدراتها وأخذ دورها الطبيعي على المستويات كافة ومنها السياسية والاقتصادية، بهدف فرض الآحادية في القرار الدولي ،وهو ما تجنح اليه أكثر فأكثر الولايات المتحدة الاميركية سواء في دعم الاحتلال كما هو الحال في الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين، أو في دعم الحروب العدوانية ضد الشعوب التواقة الى الحرية والاستقلال والرافضة للتبعية والهيمنة،أو في توظيف الجماعات الارهابية لتحقيق أهداف السياسة الاميركية، وحين تعجز تلجأ الى فرض العقوبات المالية والاقتصادية على الدول والشعوب لاخضاعها، ولكن مرة اخرى ستكون ارادة الشعوب هي الأقوى في كسر الاحتلال والهيمنة والحصار والعقوبات".
وأكد "انني سأحاول أن أقدم في هذا المجال نموذجا هو بلدنا لبنان، لقد عانى شعبنا اللبناني على مدى سنوات طويلة من الاحتلال الاسرائيلي ومن ارهابه وعدوانه، لكن هذا الشعب الصامد تمكن بجهود مقاومته المسلحة وجيشه الوطني من تحرير ارضه وطرد المحتل ثم واجه الارهاب العابر للحدود الذي ضرب منطقتنا والعالم، ومن ضمن المعادلة نفسها أي المقاومة والشعب والجيش تمكن لبنان من طرد الارهابيين من أرضه ومنعهم من الانتقال اليها وقضى على مشروعهم التدميري.
إن بلدنا الذي ينعم بأعلى درجات الأمان والاستقرار يقدم تجربة رائدة في التحرير والحماية، وهي جديرة بأن تكون نموذجا للشعوب التواقة الى التحرر والعيش بعزة وكرامة".
وأضاف فضل الله: "لقد تسببت الحرب على سوريا في نزوح أكثر من مليون مواطن سوري الى لبنان الذي تقاسم معهم لقمة عيشه رغم أوضاعه الاقتصادية الصعبة، ونستمر الى يومنا هذا بالعناية بهم وهو واجب انساني واخلاقي، وفي وقت يعمد ما يسمى المحتمع الدولي الى وضع العراقيل في طريق عودتهم الى بلادهم، يقدم لنا قروضا مالية لتقديم الخدمات لهؤلاء النازحين، ونحن نخدمهم بقروض ومن دون قروض، ولكن هذا المجتمع الدولي يقدم القروض مع فوائدها ونحن نسددها ما يزيد الاعباء على الشعب اللبناني، ومن ثم لا يتيح للسوريين العودة الى بلدهم الذي نتمنى أن يتعافى مما أصابه ليعود الى ممارسة دوره الحيوي في عالمنا العربي وفي قارتنا الاسيوية"، مشيراً إلى أنه "في قلب هذه القارة يجثم احتلال اسرائيلي على ارض فلسطين منذ سبعين عاما، ويقدم الشعب الفلسطيني نموذجا تاريخيا في التضحية من اجل ارضه ومقدساته،لأنه يرى كما نرى أن لا حل لقضية فلسطين ولا كلام عن فلسطين الا بالمقاومة، وجملة واحدة مطلوبة منا وهي أن نعلن بإسم هذا المؤتمر أننا نقف الى جانب الشعب الفلسطيني في مقاومته البطولية ضد الاحتلال الاسرائيلي لتمكينه من تحرير ارضه وتقرير مصيره بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
وتابع: "نبقى في الحديث عن اسيا، فنحن مدعوون لإطلاق صرخة ضمير انساني واخلاقي وشرعي وقانوني لانقاذ اطفال اليمن والدعوة بإسم هذا المؤتمر الى الوقف الفوري للحرب على اليمن التي تزيد من عذابات الشعب اليمني المظلوم.
لقد كان اليمن من الدول الناشطة معنا في اعمال البرلمانات الاسيوية، وبتنا نفتقده في احتماعاتنا وإن مثل هذه الدعوة نرفقها بالدعوة الى وقف انتهاكات حقوق الانسان في الكثير من دولنا الاسيوية وفي عالمنا العربي، واعطاء هذا الانسان حريته بدل القمع الدموي. وأن تكون لمجتمعاتنا القدرة على تحديد خياراتها ومصائرها السياسية لتعمل على التنمية المستدامة من خلال توظيف ثروات الشعوب لمصالحها الحيوية وليس لمصلحة من يحاول الاستيلاء على هذه الثروات وإن تطوير الحياة الاقتصادية يحتاج الى ارادة سياسية حرة والى التصدي لمحاولات الهيمنة على مقدرات الشعوب، والى صرف هذه المقدرات في مكانها الصحيح. وسأعطي مثالا على ذلك حينما عاد الرئيس الاميركي دونالد ترامب من احدى القمم في منطقتنا وحصل على مئات مليارات الدولارات كاستثمارات أعلن للاميركيين أنه استطاع تأمين مليون فرصة عمل للشباب الاميركي من هذه الاموال، أليس شبابنا أولى بذلك وبتوفير فرص العمل لهم كحزء من التنمية لمحتمعاتنا وان برلماناتنا الاسيوية قادرة على تأدية دور اساسي في التعاون بين دولنا وشعوبنا ونحن في لبنان حريصون على هذا التعاون لما فيه مصالح الشعوب التي نمثلها".