ركّزت رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية كلودين عون روكز، على أنّ "من الثابت والمؤكّد أنّ مختلف الأديان السماوية ترفض العنف وتدينه، وتدعو إلى السلام والمحبة والتسامح بين البشر. أمّا المجتمع الّذي يسمحُ بانتهاك حقوق الإنسان فيه، ويتيح ممارسة العنف المعنوي واللفظي والجسدي والجنسي ضدّ مواطناتِه ومواطنيه، هو مجتمع يعيق نفسه بنفسه، وهو مجتمع في حاجة إلى جهودٍ مشتركة بين الجهات الرسمية والخاصة فيه، لإعادة التوازن إليه وإلى كلّ مكوّناته".
ولفتت خلال مؤتمر تحت عنوان "Go Butterflies" أو "انطلاق الفراشات"، عقدته جمعية راهبات الراعي الصالح، بالتعاون مع بلدية جديدة المتن، في إطار الحملة العالمية الّتي تنظَّم سنويًا في مختلف أنحاء العالم، في الفترة الممتدّة من 25 تشرين الثاني وهو اليوم العالمي لمناهضة العنف ضدّ المرأة، إلى 10 كانون الأول الّذي هو اليوم العالمي لحقوق الإنسان، وتشارك فيها 6 آلاف منظمة في 187 بلدًا، إلى أنّ "على الصعيد العملي والتطبيقي، فلا بدّ لنا أن ننوّه بالدور الأساسي والجوهري الّذي تقوم به الجمعيات الأهلية في هذا الإطار، حيث يكمّل دورها، دور المؤسسات الرسمية على الصعيد التشريعي والتوعوي".
وأوضحت أنّ "عمل راهبات الراعي الصالح مع النساء المعنّفات والأطفال المهمشين، يأتي ليجسّد مبادئ الديانة المسيحية الحقيقية، ولينشر رسالة المحبّة والرحمة والمسامحة في مجتمعِنا وعائلاتِنا. فعملُهنّ على التنمية الإنسانية والاجتماعية والروحية للنساء والفتيات اللواتي يعانينَ من غياب العدالة الإجتماعية، وللنساء والأطفال الّذين يعيشون وسط الفقر وبدون ملجأ، هو رسالة إنسانية سامية تبشّرُنا بمستقبل أفضل يكرّس مبدأ العدالة، واحترام حقوق الإنسان، وكرامة كلّ الناس، وخصوصًا المنبوذين منهم".
ونوّهت روكز إلى أنّ "ثقافةَ المحبة الّتي نسعى جميعًا إلى إحقاقها، هي ثقافة كونيّة تتخطّى الأماكن والظروف والأوقات، هي ثقافة مرتبطة بتكويننا الإنساني وبطبيعتنا البشرية"، داعيةً إلى أن "نساهم كلّ من موقعه وضمن إمكانياته، في نشر هذه الثقافة، ولنساهم في جعل عائلاتنا الصغيرة مركزًا للأمان والسلام، بدلًا من العنف والاستغلال، ولنجعل من مجتمعنا ووطنِنا صورةً حقيقية عن طبيعتنا الإنسانية الخيّرة الّتي خلقَها الله فينا".
وقد شاركت في مؤتمر "انطلاق الفراشات" شخصيات بارزة في المجالات السياسية والقانونية والاجتماعية والفنية، منهم وزير الدولة لشؤون المرأة في حكومة تصريف الأعمال جان أوغاسابيان، النائبين رولا طبش وأنطوان حبشي، المنسّق الخاص لأنشطة الأمم المتحدة المقيم في لبنان فيليب لازاريني، راعى أبرشية بعلبك ودير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة وآخرين.