ستبقى اصداء احداث منطقة الجاهلية الاليمة تتردد في لبنان عموماً والجبل خصوصاً بكل الابعاد السياسية والامنية والمناطقية والشعبية والدرزية تحديداً، لفترة طويلة ابعد من فترة تقبل التعازي وذكرى الاسبوع على استشهاد مرافق الوزير السابق وئام وهاب محمد بو ذياب والتي تحل الاحد. ففي الناحية الامنية والقضائية ينتظر ان تنتهي التحقيقات الجنائية لمعرفة من اين انطلقت الرصاصة التي قتلت الشهيد بو ذياب وان يبت بالمذكرات القانونية التي قدمها وكيل وهاب المحامي معن الاسعد وتحويل الدعوى ضد وهاب الى محكمة المطبوعات الجهة الصالحة بالنظر في الدعوى على اعتبار انها دعوى "قدح وذم" وليست جريمة ضد امن الدولة اومساً بالسلم الاهلي. وفي الناحية السياسية شكلت "غزوة الجاهلية" اندفاعة سياسية كبيرة لقوى 8 آذار واعادت اللحمة لكل هذا الفريق مع رئيس حزب التوحيد الوزير السابق وئام وهاب ووقف الفريق بـ"أمه وابيه" الى جانبه من طهران الى دمشق مروراً بحارة حريك الى كل المقار السياسية والحزبية لهذا الفريق الواسع. ومن تجليات هذا الالتفاف حول الوزير وهاب ما اعلنه الاخير عن دعوته الاعلامية لتشكيل جبهة سياسية وطنية وحزبية تضمه بالاضافة الى الحزب السوري القومي الاجتماعي الحزب الديمقراطي اللبناني والنائب السابق فيصل الداوود مع طي صفحة الماضي وخصوصاً التباينات التي حصلت إبان الانتخابات النيابية الاخيرة.
وكان وهاب بعث برسائل ايجابية عدة تجاه المير طلال ارسلان والذي بادله بالتحية وباحسن منها اذ ارسل وفد يمثله للتعزية في الجاهلية ومن ثم اعلن وهاب انه سيزوره قريباً.
وتؤكد اوساط وهاب لـ"الديار" ان ما بعد الاحد سيكون هناك إنطلاقة جدية بالاتصالات لاجراء اللقاءات اللازمة لانضاج هذه الجبهة وتحديد المواعيد الثنائية والسياسية وخصوصاً اللقاء المنتظر بين الوزير وهاب والنائب ارسلان والذي تؤكد اوساط وهاب انه لم يحدد موعده بعد وهي مسألة وقت فقط وتجري الترتيبات اللوجستية لإنجاحه.
في المقابل تؤكد اوساط الحزب السوري القومي الاجتماعي لـ"الديار" ان الحزب يرحب بالمبدأ بأي لقاء واي تقارب في خطنا السياسي والعروبي والمقاوم ومع سوريا وحزب الله وايران ونسعى لانجاحه. وتشير الاوساط الى ان الطرح قيد الدرس ويحتاج الى تنضيج سياسي وخصوصاً ترتيب العلاقات مع اطراف هذه الجبهة، اذ تؤكد الاوساط الى ان الانتخابات النيابية الاخيرة تركت تباينات بين القومي والديمقراطي اللبناني فتحالفنا معه في الجبل مع التيار الوطني الحر واختلفنا في الجنوب الثالثة فكانت لائحة ارسلان – المستقبل – التيار الوطني الحر في مواجهة لائحة الثنائي الشيعي والقومي. وتؤكد الاوساط ان التباينات انتخابية وتحتاج الى لقاءات ثنائية لعقدها لاعادة "تزييت" العلاقة بين الطرفين. في المقابل تشدد الاوساط على ان لاقطيعة بين القومي وارسلان وخلال الاحتفال بذكرى تأسيس القومي كان هناك ممثل لارسلان وهو حليف استراتيجي وفي خط المقاومة وسوريا وهذه التباينات بسيطة وتحل بين الطرفين.
اما في مقلب حزب الله فإن اوساطه ترحب بأي لقاء من شانه ان يجمع الحلفاء ويوحدهم من ضمن الثوابت الاستراتيجية ولحماية خط المقاومة وخط الامداد من طهران الى دشمق فبيروت وهذه الجبهة ان تشكلت ليست موجهة ضد احد ولا تستهدف احداً ونحن دعاة حوار واستقرار امني وسياسي.
وتقول اوساط بارزة في 8 آذار ومتابعة لهذا الحراك ان الاستقرار في الجبل موجود ومستمر بفعل التنسيق الامني الجاري بين حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الذي حصل في الضاحية منذ يومين بين وفد الاشتراكي والذي ضم الوزيرين السابقين غازي العريضي ووائل ابو فاعور والمعاون السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل ومسؤول التنسيق والارتباط في الحزب الحاج وفيق صفا قد ركز على تفعيل اللجنة المشتركة واستقرار الامن في الجبل وعودة الامور الى ما قبل "غزوة الجاهلية" خصوصاً بعد ثبوت ضلوع جنبلاط في مباركة خطوة الرئيس المكلف سعد الحريري بمهاجمة الجاهلية والمخطط الجهنمي والذي كان محضراً لها بتغطية امنية وقضائية وسياسية. وتقول الاوساط ان جنبلاط طلب هذا اللقاء لترسيخ الامن والاستقرار وانه لا يريد اي توتير وهو يشعر ان الجبهة التي نادى بها وهاب هي لمحاصرته وتطويقه ولاستفراده. وفي هذا الاطار تؤكد الاوساط ان حزب الله له مصلحة سياسية في تلاقي حلفائه واجتماعهم في بوتقة واحدة ومن ضمن الثوابت الرئيسية لكنه ضنين بتنظيم الخلاف السياسي مع جنبلاط وباستقرار الجبل خصوصاً ولبنان عموماً مهما كانت التحديات كبيرة وهائلة واحداث الجاهلية اثبتت هذا الامر بوضوح ودقة كبيرين.