بعد أيّام قليلة على "نكسة" الهجمات الصاروخيّة "الإسرائيليّة" باتجاه منطقة الكسوة جنوبيّ سوريا والتي باغتها رجال الدّفاعات الجوّية السوريّة بصدّها وإسقاطها بنسبة بلغت 100 % دون الحاجة للإستعانة بمنظومة "أس 300" الرّوسية، سارع بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بُعيد ساعات على عودته من بروكسل التي طار اليها ليل الإثنين الماضي على عجل لملاقاة وزير الخارجيّة الأميركي مايك مومبيو، الى اطلاق عمليّة هوليوديّة قرب الحدود اللبنانيّة تحت عنوان" تدمير أنفاق حزب الله الممتدّة الى داخل "اسرائيل"، سرعان ما أيّدها البيت الأبيض ما أبرز بوضوح ضوءا اخضر اميركيا عاد به نتنياهو للبدء بعمليّته، مسارعا الى تمرير تهديدات ساخنة على متنها ب "تدفيع حزب الله ثمنا باهظا ان حاول المساس بإسرائيل"، ردّا كما يبدو على رسالة الحزب الناريّة التي وجّهها منذ يومين عبر فيديو الإعلام الحربي الى قادة تل ابيب..العمليّة الحدوديّة التي أُحيط اطلاقها بصخب اعلاميّ قاده نتنياهو وأتى بمنزلة مسرحيّة وُوجهت بتشكيك وسخرية الدّاخل الإسرائيلي نفسه، أتت في ذروة النشاط التجسّسي "الإسرائيلي" الذي بدا مُكثّفا مؤخرا في أجواء جنوب لبنان وصولا الى بيروت.
وفيما سُجّل بالتزامن نشاط تجسسّي لافت لمقاتلات اميركية وأخرى تابعة للنّاتو قُبالة السواحل اللبنانية والسوريّة، وسط تواتر تقارير تؤكّد سعيا "اسرائيليّا" مركّزا وراء دعم الناتو لسيناريو معادي قادم ضدّ سورية ولبنان تمّ بحثه بين نتنياهو ومومبيو في بروكسل، لم تستبعد معلومات مركز "فيريل" الألماني للدراسات، اقتراب ضربات جوّية "اسرائيليّة" مباغتة باتجاه "هدف ما" في مطار بيروت الدولي يتمثّل بقصف ما تدّعيه "اسرائيل" "مخازن اسلحة تابعة لحزب الله في جوار المطار"، أو داخله بادّعاء قصف طائرة ايرانيّة ما، بعد ان هيّأت الرّأي العام لواقعة "نقل اسلحة للحزب على متن طائرات ايرانيّة تحطّ في المطار المذكور.
فهل عاد نتنياهو من بروكسل التي حطّ فيها بشكل مفاجئ مصطحبا معه رئيسَي الموساد وهيئة الأمن القومي "الإسرائيلي" للقاء مومبيو، بهذا الهدف "المُعلن" بإطلاق عمليّة البحث عن أنفاق حزب الله وتدميرها؟ ام انّ هناك أهدافا خفيّة "غير معلنة" حملها معه نتنياهو عائدا أدراجه؟ ماذا لو انه عاد بضوء أخضر اميركي لهجوم جديد على سورية، هذه المرّة بطائرات "أف 35"؟ أم انّ الموافقة الأميركية اقتصرت حصرا على رأس حزب الله في لبنان في هذه المرحلة؟ يكشف مركز "فيريل" الألماني عن حراك اميركي مُريب تمّ رصده منذ نهاية شهر تشرين الأول المنصرم، تمثّل بهبوط طائرات "مجهولة" في مطار حامات شمال لبنان بشكل دوريّ، لتفريغ صناديق ضخمة مجهولة المحتوى، قبل ان يتبيّن انّ الطائرات تتبع لقيادة العمليّات الخاصّة في سلاح الجوّ الأميركي!
فماذا تحوي هذه الصناديق؟ ولمصلحة من تمّ احضارها؟ وضدّ من تحديدا
حزبُ الله الذي يرصد بدقّة متناهية ما يُحاك ضدّ المقاومة في لبنان – سواء عبر أذرع داخليّة أوعلى الجبهة الإسرائيليّة ومُلحقاتها -، فاجأ "اسرائيل" بتحذير "من العيار الثقيل" في عرض الإعلام الحربيّ التابع له، شريطا مصوّرا تُوّج بثلاث كلمات ناريّة: "إن تجرّأتم ستندمون"، ويُظهر إحداثيّات لمواقع "اسرائيليّة" حسّاسة بينها وزارة الأمن وقواعد عسكريّة وصورا جوّية لأهداف في العمق الإسرائيلي تشمل مقرَّي وزارة الحرب والأركان في تل ابيب.. صحيفة ABC nyheter" النروجيّة، واستنادا الى ما اعتبرته تقارير موثوقة- اكتفت بالإشارة الى انّ الجيش السوري وحزب الله شكّلا فرَقا خاصّة بمهارات عالية لمهمّات "عابرة للحدود"، ناقلة عن ضابط رفيع المستوى بالجيش الإسرائيلي، انّ القلق الكبير الذي يؤرق تل ابيب اليوم، يكمن بالمخزون الصاروخي "الخفي" الذي باتت تمتلكه دمشق، "وهنا ستبرز المفاجآت التي تُحيّدُها سورية وحلفاؤها حتى الآن لحين انطلاق اولى شرارات المعركة الكبرى في الجولان "التي يبدو انها وشيكة"!
وفي حين لفت الخبير العسكري "الإسرائيلي" رون بن يشاي، انّ الجبهة الشمالية مع لبنان وسورية هي المُرشّحة للضربات "الإسرائيليّة" المرتقبة، كشفت القناة الثانية العبريّة انّ الجيش السوري وحزب الله، طوّرا مؤخّرا قدراتهما في الحرب الإلكترونيّة وبات لهما القدرة على تعطيل النّظام العالمي لتحديد المواقع "GPS "، مُنبّهة بأنّ على الجيش الإسرائيلي ان يستعدّ لمرحلة تكون فيها المعلومات الإستخباريّة والإتصالات التي ستتلقّاها القوّات في الميدان، منخفضة التردّد اثناء العمل على الجبهة اللبنانية-السوريّة خلال المواجهة القادمة.
القناة العاشرة العبريّة، لفتت من جهتها الى انّ المخاوف الكبيرة من اندلاع المعركة في الجولان بين "اسرائيل" من جهة، والجيش السوري وحزب الله "عالية جدا".. الا انّ اخطر ما كشفت عنه القناة نفسها يكمن في تقرير عرضته في شهر اذار من العام 2016، كشفت فيه انّ حزب الله استطاع تشغيل "أذرع" له داخل الجيش الإسرائيلي، توصّلت الى جمع معلومات استخباريّة مفصّلة عن مراكز عسكريّة وحيويّة "اسرائيليّة"، وعن كبار ضبّاط الجيش والخرائط السريّة وفكّ شيفرة الإتصالات التابعة للجيش نقطة بنقطة..لتخلص القناة في تقريرها الى نتيجة وصفتها ب"المرعبة": "نعم، حزبُ الله بات نافذا في أعماق الجيش الإسرائيلي"!
كان ذلك قبل المقابلة التي اجرتها القناة مع الخبير في الأمن القومي الإسرائيلي اوري بار يوسف في شهر ايلول المُنصرم، حيث حذّر "اسرائيل" علانيّة انها اذا شنّت حربا على غريمها اللبناني، "فإنها لن تدفع الثّمن الأثقل منذ سنة 1948 وحسب، بل سيُعيدُها حزبُ الله الى القرون الوسطى"!
هذا غيضٌ من فَيض ما تعرفه "اسرائيل" عن قدرات حزب الله، وعليه، فإنّ ايّ مغامرة قد يقودها بنيامين نتنياهو باتجاه شنّ حرب خارجيّة هربا من أزماته الدّاخليّة وقضايا الفساد التي باتت تطوّق عنقه..لن تكون نزهة، سيّما اذا لجأ الى سيناريو العدوان على سورية متسلّحا بمقاتلات "أف35" بغطاء اميركي ودعم عربي دون مواربة هذه المرّة..
ثمّة معلومات صحافيّة روسيّة كشفت – نقلا عن قيادي كبير في الحرس لثوري الإيراني- عن لقاء استثنائي جمع مؤخرا الرئيس السوري بشار الأسد وشخصيّة قياديّة رفيعة المستوى في قيادة حزب الله دون نفي او تأكيد ما اذا كانت هذه الشخصية الامين العام للحزب السيّد حسن نصرالله، ربطا بحدث استراتيجي كبير سيُتوّج بداية العام القادم، مُرفقا بتأكيد احد المساعدين الكبار في دائرة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، انّ طلائع الجيش السوري ستكون في ادلب قريبا.