لفت رئيس الجمهورية ميشال عون في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس جمهورية النمسا ألكسندر فان دير بيلين إلى "انني سعدت اليوم بلقاء السيد الكسندر فان در بيلين في مستهل الزيارة الرسمية التي يقوم بها وزوجته الى لبنان، وكان اللقاء مناسبة عبّرت له فيها عن امتنان لبنان لوقوف بلاده الدائم الى جانب قضايانا المحقّة في المحافل الاوروبية والدولية".
وأشار إلى "أنني أستذكر بكثير من التقدير تصويت بلاده في الامم المتحدة لصالح مطالبة اسرائيل بالتعويض عن البقعة النفطية التي تسببت بها في مياهنا الاقليمية في حرب تموز 2006 واستمرار النمسا في دعم وكالة الاونروا الى جانب مشاركتها الفاعلة في قوات اليونيفيل في الجنوب وتعاونها المتواصل مع الجيش اللبناني"، لافتاً إلى "انني عرضت مع رئيس النمسا للتهديدات الاسرائيلية المتواصلة ضد لبنان والتي ارتفعت وتيرتها في الآونة الاخيرة، وهي تصبّ في اطار الضغوط المتواصلة التي تمارسها اسرائيل على لبنان في ظل استمرار انتهاكها لسيادته برا وبحرا وجوا".
وأضاف: "شددنا على اهمية توحيد الجهود الدولية من اجل مكافحة الارهاب كما ركزنا على ضرورة الاسراع في ايجاد حل لازمة النازحين السوريين يساهم في اعادتهم الى المناطق الآمنة من دون انتظار التوصل الى حل سياسي للأزمة السورية لا سيما وان لبنان لم يعد بمقدوره تحمل المزيد من الاعباء"، مشيراً إلى "اننا توافقنا على ضرورة تفعيل علاقاتنا الثنائية على مختلف الصعد وتطوير آليات التعاون في المجالات كافة بما يخدم مصالحنا المشتركة، وفي هذا الاطار، رحبّت بوفد رجال الاعمال المرافق لفخامته متمنيا للمنتدى الاقتصادي اللبناني النمساوي النجاح في تسهيل فرص الاستثمار الثنائي".
وتايع الرئيس عون: "توافقنا على انّ ما يجمع بلدينا اكبر من مجرد التمسك بقيم السلام والديموقراطية بل يتعداه الى احترام التعددية وحق الاختلاف والتنوع وصولا الى الدفاع عمّا يصون كرامة الانسان وحقوقه"، مشيراً إلى "أنني أطلعت رئيس النمسا على المبادرة التي اطلقتها من على منبر الامم المتحدة بانشاء "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" في لبنان، طالبا دعم بلاده في تحقيق هذا الهدف كآلية تلاقي من آليات عالم الالفية الثالث".
وعن عملية درع الشمال في جنوب لبنان، أكد الرئيس عون أن "وجود الأنفاق على الحدود أمر أخذناه بجدية، واسرائيل أكدت انها ستستمر بالعمل على اراضيها ونحن ليس لدينا نوايا عدوانية وبالتالي لا خطر على السلام من خلال هذه العملية ومستعدون ان نزيل اسباب الخلاف بعد ان نحصل على تقرير نهائي ونحدد المنواضيع التي يجب معالجتها".
وأكد أن "الحرب في سوريا تحملنا نتائجها واليوم الحل سيساعدنا على حل مشكلة النازحين التي هي أصعب ما تحملناه اضافة إلى تسلل الارهابيين إلى داخل لبنان، الحل السياسي ليس خاضعا لارادتنا ولا لارادة سوريا، هناك دولتان عظيمتان هما روسيا وأميركا يتنازعان النفوذ داخل الاراضي السورية، اذا هناك فريقين يعملان على إيجاد الحل السياسي وهذا الحل قد يطول لكن الخطر باجتياح لبنان من قبل الارهاببين انتهى ولبنان يعيش الاستقرار والسلام".
وأشار إلى أن "موضوع الحكومة تعثّر وهناك عجز بأن يعالج بالطريقة التقليدية بين الرئيس المكلف وكافة الفرقاء ورأينا انه من الواجب ان نأخذ المبادرة لأن الاخطار أكبر من أن نستطيع تحملها، من هنا نقوم بمبادرة من أجل ان تنجح وإذا لم تنجح ستحصل كارثة، هناك آراء كثيرة حولها ونحن نحاول تقريب وجهات النظر بين الجميع".