أخي جبران،
تحلّ ذكرى اغتيالك هذه السنة ولبنان الذي استشهدتَ من أجله يَتفتّت كدولة بين أيدي مغامرين ومراهقين ومساومين... وعاجزين.
يَتفتّت الوطن الذي دفعتَ حياتك ثمناً ليكون سيّداً حراً مستقلاً موحّداً، وتنتشر دويلات ومَحميّات طائفية وسياسية هنا وهناك، لتزيد لبنان تشرذماً وانقساماً وضعفاً.
الناس الذين حلموا معك وناضلوا في سبيل بناء دولة حديثة، وكل الناس في لبنان اليوم، سئموا وتعبوا ممّا يحلّ بهم وببلدهم من شواذ وعجز وتراجع وتعطيل.
أخي جبران،
زادت الديون العامّة، والبلد يعاني أخطر أزمة اقتصادية ومالية في تاريخه الحديث.
إرتفعت معدلات البطالة الى مستويات كارثية، وزادت معها هجرة الأدمغة والشباب من كل المناطق والطوائف.
كلما حلّ استحقاق، عَجز المعنيّون عن انتخاب رئيس أو تأليف حكومة وتعطّلَ البلد وتضرّرت مصالح اللبنانيين شهوراً وسنوات.
لم يعد أحد يفهم على أحد، يختلفون على كل شيء ولا يتفقون إلّا على المحاصصات والصفقات والهدر والفساد.
وهل تصدّق أنّ الناس ما زالت تعاني من حرمانها أبسط حقوقها؟! وهل تصدّق أنّ القائمين على السلطة منذ سنوات وسنوات لم يتمكنوا حتى اليوم من بناء معمل للكهرباء؟!
أخي جبران،
دماؤك حقّ على كل من يحبّ لبنان، ويحلم بسيادته وحريته ووحدته وكرامته. وهذا الحق لن يموت ما دام هناك من يؤمن ببناء دولة حديثة لا خارج يُملي عليها، ولا قوة تقوى على قوة دستورها وقانونها.
أفتقدك أخاً وصديقاً ورفيق نضال في سبيل لبنان وعزّته وكرامته، ولا أنسى لحظة وقوفك الى جانبي في المستشفى يوم أصبتُ بانفجار السيارة المفخخة، وآلمني أنني لم أحصل على فرصة الوقوف الى جانبك يوم غدروك وفجّروك.
أخي جبران،
كن مطمئناً، نايلة وميشال بأيدٍ أمينة، وتستحقان أن تفتخر بهما، ولبنانك مهما هَبّت عليه العواصف لن يركع.