ألقى رئيس الرابطة السريانية الأمين العام لـ"اللقاء المشرقي" حبيب افرام كلمة في "مؤتمر باريس 11 لدعم مسيحيي الشرق"، في فندق "إيل دو فرانس"، اعتبر فيها ان "عار على البشرية أن تسكت عن الابادة التي تتعرض لها المسيحية المشرقية كما الالغاء، والتطهير العرقي، والقتل المبرمج، وهضم حقوق، في حين الا أحد يريد تسمية الأمور بأسمائها، بل يحاول الكثيرون اللعب على الالفاظ والكلمات في هروب مشين من مواجهة الحقيقة. " واكّد ان "أجبن ما يصيب المسيحية المشرقية، بشعوبنا بكنائسنا، بتنظيماتنا، بتاريخنا، بهوياتنا، فقدان الأمل والرجاء والنضال، واستسهال الهجرة"، مضيفا ان "نحن في عقلنا جوازات سفر. لا نعرف أن في الشرق لا مكان لك من دون قوة ومقاومة وصمود ودور." واوضح ان "القضية المسيحية المشرقية ليست نسبا مئوية، ولا دراسات حول كم كنا قبل (سيفو) في الدولة العثمانية، أو في ايران قبل الثورة الاسلامية، أو في سوريا ومصر والعراق. او قبل الثورات العسكرية ثم بعد ما سمي الربيع ثم مع "داعش"، قضيتنا مهما كان عددنا، مهما كانت نسبنا، حقنا، كما حق كل مواطن وكل جماعة، في حياة حرة كريمة مع مساواة". ولفت الى ان "المشكلة أن لا نظام أكرر ولا أي نظام. يعترف بعمق بصراحة بالتنوع والتعدد حقيقة، اذا لم يكن هناك تغيير خطير في العالم العربي والاسلامي في معنى الوطن والحريات والانسان عند الرؤساء والملوك والأحزاب والتنظيمات والمؤسسات الدينية، فلا حل لنا ابدا. ان نهضة فكرية هي خلاص الشرق. وإلا فسنبقى نغرق في دمائنا".
وشدّد افرام على ان "المشكلة في غياب القيادة والرؤية والضمير في العالم الغربي. إنه عالم لاهٍ أضاع القيم والمبادرة" سائلا: "هل تعنيه حقوق انسان وجماعات أو فقط نفط وأمن اسرائيل؟ هل مستعد هو للدفاع عن مبادئ لكل شعوب الشرق. فنحن لا نطلب لا حماية ولا تدخلا غربيا مع مسيحيي الشرق. لا نحن نريد ولا هم حتى في هذا الوارد. لكننا نريد أن يرفضوا الابادات والقتل وخطف المطرانين الارثوذكسيين الروم والسريان اليازجي وابراهيم. ان يرفضوا دساتير وممارسات لا تعطي المساواة لكل أبنائها".
وسأل: "كيف لا يعتبر الفاتيكان أن إفراغ الشرق من مسيحييه هو أقسى جريمة ترتكب ضد المسيحية على الاطلاق؟ ولماذا لا يثور ويقيم الدنيا؟ شرق من دون مسيحيين؟ والمسيحية نبعها هنا وتاريخها بدأ هنا ونورها شع من هنا. كيف نتصدى لهذه الابادة؟". ودعا "مسيحيي الشرق الى انتفاضة على الذات للعودة الى جذورهم الى نضال مشرقي وتشبث بالارض. وإلا أنهم ينحرون كل ما يؤمنون به وما يمثلون. في حين ان
العرب والمسلمون أمام تحد حضاري في طريقة علاقتهم مع مبادئ الحريات وكرامة الانسان والتنوع. هم مسؤولون أمام الله والتاريخ عن بقاء المسيحية وكل المكونات في الشرق على قاعدة المساواة. اما الغرب فمدعو الى مشروع "مارشال" متكامل سياسي اقتصادي اجتماعي لدعم بقاء وصمود المسيحيين والمكونات ولضغط ديبلوماسي سياسي لتغيير أداء الحكام والأنظمة".
وختم افرام بالتأكيد ان "التاريخ يكتب بالموقف أولا. بالكلمة. عار على البشرية أن تسكت. أن تتواطأ. أن تغمض العين. وعار علينا أن يكتب أن في زماننا انتهت المسيحية المشرقية".