عادت الأوضاع الأمنية في مدينة بعلبك إلى الواجهة من جديد، بعد الكمين الذي نفذه مطلوبون من آل جعفر لدورية من الجيش اللبناني، ما أدى إلى إستشهاد الجندي رؤوف يزبك متأثراً بجروح أصيب بها، بالإضافة إلى إصابة 3 عسكريين بجروح مختلفة.
خلفيات الحادثة تعود إلى العملية التي نفذها الجيش ضد مطلوبين في محلة عدوس-حوش تل صفية-قضاء بعلبك، والتي أدت إلى مقتل 4 مطلوبين، 3 منهم من آل جعفر، الأمر الذي أدى الى إستنفار في صفوف بعض أفراد العشيرة، الذين قرروا الذهاب بعيداً في لعبة "الأخذ بالثأر"، بالرغم من أن القتلى كانوا من المطلوبين للقضاء، وهم من بادروا إلى إطلاق النار على الدورية، التي كانت في مهمة لمداهمة منزل المطلوب جوزيف جعفر، المعروف بـ"علي جعفر".
في هذا السياق، تشير مصادر مطلعة من المنطقة، عبر "النشرة"، إلى أن ما حصل يعد تطورا خطيرا، ينبغي التعامل معه بأسرع وقت ممكن، لا سيما أن التداعيات قد تكون كبيرة على الأوضاع الأمنية في المنطقة، بعد البيان الذي صدر عن آل يزبك، والذي ألمح إلى أن ما حصل قد يتحول إلى أزمة مفتوحة بين العائلتين، في حال "تخاذلت" الدولة عن أخذ حق الشهيد عبر القيام بدورها كاملاً في توقيف المطلوبين ومحاسبتهم.
وتلفت هذه المصادر إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها المنطقة مثل هذه الأحداث، لكنها تشدد على أن المطلوب التعامل بجدية لوقف هذا المسلسل الذي تخطى كل الحدود، وتؤكد أن ليس هناك من غطاء سياسي من أي جهة لأي مطلوب، بل على العكس من ذلك هناك دعوات دائمة لوضع حد لهم، كي تلعب الدولة دورها بشكل كامل، خصوصاً أن عدد الذين يسيئون إلى أبناء المنطقة محدود.
في الإطار نفسه، تشير مصادر أخرى، عبر "النشرة"، إلى أنه من الخطأ وضع ما يحصل في إطار الصراع بين المؤسسة العسكرية وعشيرة آل جعفر، حيث تؤكد أن الأغلبية من أبناء العشيرة لا توافق على هذه التصرفات التي تسيء لها بالدرجة الأولى، لا بل على العكس من ذلك تعتبر أن التعرض لعناصر الجيش خط أحمر لا يمكن القبول به بأي شكل من الأشكال، وتوضح أن المسؤولين عن هذه التصرفات مجموعة من المطلوبين الذين يريدون أخذ العشيرة إلى مكان خطير، بينما الغالبية في موقع التضامن مع المؤسسة العسكرية.
وتؤكد المصادر نفسها أن ما حصل كان متوقعاً، خصوصاً أن الجيش اللبناني كان قد عمد إلى إتخاذ سلسلة من الإجراءات الإحترازية في الفترة الأخيرة، وتكشف أن أحد أبرز المتهمين باستهداف دورية الجيش يدعى محمد جعفر المعروف باسم "محمد دورة"، الذي يرفع لواء "الأخذ بالثأر" للإنتقام لجوزيف جعفر، إلا أنها تشير إلى أن حساسية الموقف تمنع الكثيرين من رفع الصوت عالياً، نظراً إلى أن المطلوبين لن يترددوا في الإنتقام من أي شخص قد يقف بوجههم.
في المحصلة، ترى هذه المصادر أن على العقلاء في آل جعفر تدارك الموقف لمنع تفاقم الأمور، وبالتالي أخذ موقف واضح بالتبرؤ من المعتدين على عناصر الجيش، وتشدد على أن ما حصل كان مخططاً له، نظراً إلى التزامن في الإعتداء على الدورية في محيط حي الشراونة، والتعرض لمركزين للجيش، في الحي نفسه وفي بلدة القصر، في الوقت ذاته، في مشهد يشبه ما تقوم به الجماعات الإرهابية عادة.