تنتشر في المدن والبلدات الجنوبية، لا سيما في النبطية ومنطقتها، أشجار الميلاد المزيّنة بالأضواء، استعداداً لاحياء عيدي الميلاد ورأس السنة، حيث ارتفعت عند مداخل الكنائس والأديرة والمؤسسات الرسمية والخاصة والمنازل والحارات والطرقات أقواس الزينة المظللة بالألوان الزاهية.
في هذا السياق، كشف مصدر أمني، عبر "النشرة" أنه من المقرر أن تباشر القوى الأمنية، بالتعاون مع الجيش اللبناني، تنفيذ خطة أمنيّة محكمة حول الأديار والكنائس، لحماية المصلّين خلال الاحتفالات بقداديس عيدي الميلاد ورأس السنة المقبلين، من خلال وضع نقاط حراسة وحماية حول دور العبادة وتسيير دوريات في محيطها وعلى الطرقات المؤدية اليها، في مدينة صيدا وشرقها وداخل المدينة، وفي النبطية وصور ومرجعيون وحاصبيا، بهدف اشاعة الاستقرار والهدوء وادخال الطمأنينة إلى نفوس المواطنين.
ولفت المصدر إلى أن وحدات من الجيش وقوى الأمن الداخلي ستنتشر ليلة الميلاد وفي يوم العيد، كما أن المراكز الثقافية اللبنانية والعربية والأجنبية والمؤسسات الاقتصادية الكبرى ستكون مشمولة بالخطة التي يبدأ حيز تنفيذها في 24 من الجاري وتتفاوت في طبيعتها الأمنية إلى ما بعد السنة الجديدة.
على هذا الصعيد، تستعد حارة المسيحيين في النبطية لاحياء الميلاد، باضاءة شجرة على مدخل الكنيسة تشاركت سواعد أبناء الحي والاحياء المحيطة في رفعها، في دلالة على قدسية التعايش الذي تنعم به المدينة، بحسب ما يؤكد المختار راشد متى، في حديث لـ"النشرة"، الذي يلفت إلى أننا "أردنا إحياء ميلاد السيد المسيح، مسيحيين ومسلمين، وهو ما تعاهدنا عليه كل عام تأكيداً على أن وحدتنا أقوى من رياح الشر"، ويشير إلى أننا "نجتمع معاً حول كل المناسبات والأعياد، حيث نقدم التهاني فيما بيننا، في دلالة على أننا أبناء منطقة واحدة وأرض واحدة وشعب واحد يقدس وطنه ويحتفل بمناسباته لتكون ركيزة للتلاقي والمحبة والعيش الواحد، طالما اننا نؤمن ان التعايش الاسلامي-المسيحي ثروة لبنان الحقيقية"، متطلعاً إلى الرب أن "يحمي لبنان وشعبه الطيب وأن يلهم المسؤولين للعمل بروحية الانجيل المقدس والقران الكريم، وأن يسرعوا إلى تشكيل حكومة تكون بمستوى طموحات وامال اللبنانين في العيش الكريم والاستقرار وتضافر الجهود ليبقى، وطننا درة الشرق والغرب ومنارة لكل الاجيال الصاعدة".
من جانبه، يشدد نائب رئيس بلدية الكفور طوني سمعان، في حديث لـ"النشرة"، على أن عيد الميلاد هو عيد الأمل والتجدد والتفاؤل، والنظر إلى الأيام المقبلة على أنها أيام محبة وسعادة وتفاؤل"، مشيراً إلى أننا "في بلدتنا نحيي المناسبة في الكنيسة ونتبارك بحلول هذا العيد ونأمل ان يعيده الله على وطننا وقد تخلّص من مشاكله، وأن يتوحّد مسؤولوه على الخير العام لمواجهة كل الصعاب التي تعترض طريق لبنان، وعسى أن يقوم من بين الأموات ويولد من جديد وطنا معافى كما قام السيد المسيح من بين الأموات".
بدوره يلفت المختار السابق لبلدة بفروة يوسف نهرا، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن "الميلاد عيد قداسة ومحبة وتلاق بين أبناء البلدة يحيونه مجتمعين كل عام، وهو ما يتحضرون له هذه الأيام حاملا لهم بشائر الخير ولوطنهم لبنان، ليبقى وطن الغد الأفضل يحميه سواعد جيشه البطل، الذي يدافع عن التلال والبلدات الجنوبية على الحدود في مواجهة اسرائيل".
كما يلفت الكاتب محمود زبيب، عبر "النشرة"، إلى أن الجنوب يزخر بالتلاقي بين مختلف أبنائه في كل الاعياد والمناسبات، تحت أفياء الكنائس والمساجد وهي بيوت الله التي تجسد دعوته للمحبة والعيش الواحد خاصة في الميلاد، حيث تغص الأديرة والكنائس بالوفود المعايدة لجيرانها المسيحيين، كما هو الأمر في عيد الفطر حيث يرد المسيحيون بزيارة الحسينيات مقدمين المعايدة، مشيراً إلى أن الأعياد الاسلامية والمسيحية تبقى على الدوام بوتقة الانصهار الوطني اللبناني.