لفت نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، ممثّلًا رئيس المجلس الشيخ عبد الأمير قبلان، خلال "اللقاء الحواري المسيحي الإسلامي" الّذي نظّمته سفارة الإمارات بالتعاون مع اللجنة الوطنية المسيحية الإسلامية للحوار بعنوان: "التعارف والاعتراف: نحو دولة المواطنة"، ضمن مبادرات "عام زايد"، إلى أنّ "اللقاء يشكّل ثلاثة عناوين هامة ومركزية لمجتمعاتنا العربية المتنوعة الأعراق والثقافات والأديان، وخصوصًا في هذه الظروف البالغة الخطورة، الّتي غدا فيها هذا التنوع عامل ضعف، تؤتى مجتمعاتنا من قبله، من أجل تفكيكها والإجهاز عليها، لغايات خبيثة ليست خافية على أحد، وعلى رأسها إيجاد الأرضية اللازمة لشرعنة الكيان الإسرائيلي الغاصب، وتبرير وجوده العنصري".
وركّز على أنّه "لا يمكن أن يتحقّق له ذلك طالما أنّ البنية المحيطة به تتعايش تنوّعاتها المختلفة ضمن كيانات وطنية واحدة، فكان لا بدّ له من العمل على ضرب هذا التعايش، بتحريك عوامل التفكيك، وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية والعرقية، كما حدث في السنوات الأخيرة في عدد من الدول العربية ولا يزال"، موضحًا أنّ "هذا الأمر هدّد وحدة هذه الدول وشغل شعوبها بحروب طائفية وعرقية وقبلية وصرفها عن التفكير بمصدر الخطر الأساسي الّذي يقف وراء كلّ ذلك، وهو الكيان الإسرائيلي الغاصب، مستغًّلا طموحات بعض الأفراد والقوى، وضعف بعض الممسكين بالأمور عن مقاومة تحقيق إرادات خارجية وحاجتهم في البقاء إلى رضى أصحاب هذه الإرادات".
وبيّن الخطيب أنّ "هكذا بدت كياناتنا ضعيفة هزيلة، وتحوّلت إمكانيّاتها الهائلة إلى أداة هدم ذاتية، بدل أن تستغلّ في مشاريع داخلية لتقوية الشعور بالمسؤولية الوطنية والقومية، قادرة على مواجهة الأخطار الخارجية الّتي تهدّد وحدتها الداخلية، وفوق كلّ ذلك كان العمل من أجل تحميل الدين والمذهب مسؤولية هذا الإنحدار، إلى هذا المستوى الرهيب من دون إعفاء البعض ممن تلبس لبوس الدين، من الشراكة في تحمّل هذه المسؤولية".
وشدّد على "أنّنا مدعوّون جميعًا، نخبًا ومسؤولين إلى العمل الجاد من أجل خلاص إنساننا وسلامة مجتمعاتنا، وبناء مستقبل أبنائنا باشاعة ثقافة التعارف والإعتراف والعمل من أجل دولة المواطنة على كلّ المستويات، وأن تحكم هذه الثقافة كل جوانب حياتنا التربوية والثقافية والإعلامية والإعلانية، لنحكم أمر بنياننا المهدّد، بنفوذ العواصف إليه من كل اتجاه قبل أن تقتلعنا جميعا، فقد تعددت مداخل الشر".