نوّه الأمين العام ل​مجلس وزراء الداخلية العرب​ ​محمد بن علي كومان​، خلال إحياء ​المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي​ "يوم ​الشرطة​ العربية"، إلى أنّ "منذ انعقاد المؤتمر الأول لقادة الشرطة والأمن العرب في مدينة العين في ​الإمارات​ قبل ستة وأربعين عامًا، ونحن نحتفل في الثامن عشر من شهر ديسمبر من كلّ عام بيوم الشرطة العربية، تخليدًا لهذا الحدث البارز في تاريخ العمل الأمني العربي المشترك".

وأوضح أنّ "هذا الحدث توحّدت فيه إرادة صناع القرار الأمني العربي واتّفقت رؤاهم لتحقيق أسمى هدف، وهو ترسيخ الأمن والاستقرار في الوطن العربي، فكانت المسيرة حافلة بالإنجازات والمكاسب، زاخرة بالبذل والعطاء: أنشئت لها الهياكل اللازمة، ووضعت الاتفاقيات والقوانين المنظّمة للعمل المشترك، ورسمت الاستراتيجيات والخطط المرحلية، وتطوّرت مجالات التعاون وتشعبت، حتّى بات التعاون الأمني العربي اليوم مثلًا يحتذى به في العمل العربي المشترك".

ولفت كومان، إلى أنّ "مواصلة لهذه المسيرة الموفّقة وما تحقّق خلالها من مكاسب متعدّدة، ما زالت أجهزة الشرطة العربية حريصة - من خلال مجلس وزراء الداخلية العرب - على العمل على تطوير التعاون الأمنى العربي وتعزيزه في كلّ المجالات، بما يتناسب مع التطورات والمستجدات على الصعيدين العربي والدولي".

وركّز على أنّ "علاوة على ما شهدته السنوات الأخيرة من تعزيز لمفهوم الأمن الشامل، فقد طوّر المجلس نموذجًا عربيًّا خاصًّا بالتنبؤ بالمخاطر الأمنية، استشرافًا للمستقبل واستباقًا لكلّ ما من شأنه أن يشكّل تهديدًا لزعزعة الأمن في المنطقة العربية أو أن يعرض المواطنين للخطر"، منوّهًا إلى أنّها "تعزز أيضًا مجال التعاون الأمني العربي من خلال عقد مؤتمر مدراء شرطة النجدة في ​الدول العربية​ الّذي كان مناسبة لتبادل التجارب والخبرات وتقاسم الممارسات الفضلى في مجال الاستجابة الفورية والتدخل والسريع".

وشدّد كومان على أنّ "التعاون في مجال ​مكافحة الإرهاب​ تعزّز هذا العام من خلال وضع رؤية أمنية عربية إزاء تطبيق استراتيجية ​الأمم المتحدة​ العالمية لمكافحة الإرهاب، رسمت خارطة لوضع استراتيجية إقليمية عربية لمكافحة الإرهاب وحدّدت جملة من البرامج للعمل الأمني العربي في مجال مكافحة الإرهاب في المنطقة العربية، موازاة مع إنشاء فريق عمل من المختصين لرصد التهديدات الإرهابية والتحليل الفوري للأعمال الإرهابية بمختلف أنواعها، سواء تعلّق الأمر بانتقال المقاتلين من مناطق الصراع وبؤر التوتّر أو إليها، أو باخراط المرأة في الأعمال الإرهابية، أو بالإرهاب الكيميائي وغيرها من التهديدات التي تنتهجها التنظيمات الإرهابية".

وأعلن أنّه "يجب علينا في هذا اليوم أن نرفع للشرطة العربية خالص الشكر والتقدير عرفانًا بالجهود الّتي تبذلها والتضحيات الّتي تقدمّها حرصًا على أداء الرسالة النبيلة في حفظ الأمن والاستقرار وبثّ السكينة والاطمئنان في ربوع أوطاننا العزيزة، وهو ما يجعلنا ندعو الجهات المعنية كافّة إلى تضمين احتفالاتها بيوم الشرطة العربية فعاليات لتكريم شهداء الشرطة والتعريف بالتضحيات الجسيمة الّتي تبذلها أجهزة الأمن العربية دفاعًا عن الوطن وحماية للمواطنين".